الجفاف يهدد محصول القمح في سوريا ويُعرض 16 مليون شخص لخطر الجوع
الجفاف يهدد محصول القمح في سوريا ويُعرض 16 مليون شخص لخطر الجوع
تواجه سوريا هذا العام جفافًا هو الأسوأ منذ 60 عامًا، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، ما ينذر بكارثة غذائية تهدد أكثر من 16 مليون سوري بانعدام الأمن الغذائي، وسط تراجع كبير في إنتاج القمح.
وقالت هيا أبو عساف، مساعدة ممثل الفاو في سوريا في تصريحات صحفية، إن "الظروف المناخية القاسية أثّرت على نحو 75% من المساحات المزروعة"، موضحة أن القمح البعل تضرر بنسبة 95%، فيما يُتوقع أن ينخفض إنتاج القمح المروي بنسبة 30 إلى 40% عن المعدل السنوي، وفق فرانس برس.
فجوة بـ2.7 مليون طن من القمح
وفق مؤشرات الفاو، فإن هذا الموسم سيشهد فجوة في القمح تتراوح بين 2.5 و2.7 مليون طن، بعد أن كان الإنتاج قبل النزاع في 2011 يبلغ 4.1 مليون طن سنويًا، يحقق لسوريا اكتفاءً ذاتيًا.
وتتوقع وزارة الزراعة السورية حصاد ما بين 300 و350 ألف طن فقط في مناطق سيطرة الحكومة، وهو رقم لا يكفي لتغطية الحاجات الأساسية، ما يعني الاعتماد المتزايد على الاستيراد، خاصة من روسيا.
تنافس على المحصول وأسعار متضاربة
وفي ظل شح الإنتاج، تتنافس السلطات الحكومية والإدارة الذاتية الكردية في سوريا على شراء محاصيل القمح، في مناطق زراعية متوترة سياسيًا واقتصاديًا.
حددت الحكومة السورية سعر الطن بين 290 إلى 320 دولارًا، مع مكافأة تشجيعية تبلغ 130 دولارًا للطن.
أما الإدارة الذاتية الكردية فقد عرضت سعرًا موحدًا للطن بقيمة 420 دولارًا، يتضمن دعمًا مباشرًا بقيمة 70 دولارًا.
يأتي ذلك بعد أن حُددت الأسعار العام الماضي بـ350 دولارًا للطن في مناطق الحكومة، و310 دولارات في مناطق الإدارة الذاتية.
دعم خارجي محدود ومياه تتناقص
منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد نهاية 2024، واصلت روسيا إرسال شحنات من القمح، إذ وصلت باخرتان محملتان في شهري أبريل ومايو إلى مرفأي اللاذقية وطرطوس، كما قدم العراق 220 ألف طن من القمح كهبة للشعب السوري.
غير أن الأزمة لا تقتصر على التموين، بل تشمل أيضًا ندرة المياه، فقد انخفض منسوب المياه الجوفية بشكل كبير، وأُجبر المزارعون على حفر آبار أعمق دون ضمان إنتاج مجدٍ.
الفقر والجوع
في ريف عامودا، يروي المزارع جمشيد حسو (65 عامًا) معاناته، قائلاً إنه سقى أرضه ست مرات بمضخات وصلت عمق 160 مترًا، لكن السنابل كانت "قصيرة، والحبوب ضعيفة"، وأضاف: "لن نتمكن من الاستمرار في الزراعة إذا لم نتلقَ الدعم. الفقر والجوع قادمان، ولا يوجد بديل".
أزمة زراعية تهدد الاستقرار
الجفاف يضرب القطاع الزراعي في سوريا في وقت تعاني فيه البلاد من تداعيات 14 عامًا من الحرب والانهيار الاقتصادي، ما يجعل من الأمن الغذائي قضية وجودية.
وتحذر الفاو من أن استمرار الوضع الحالي دون تدخل طارئ سيؤدي إلى تدهور الأوضاع المعيشية لملايين السوريين، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد كليًا على الزراعة والثروة الحيوانية.