"الفاو".. 46 مليون هكتار من الأراضي العربية تواجه التدهور

"الفاو".. 46 مليون هكتار من الأراضي العربية تواجه التدهور
أزمة التصحر

كشفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عن مستويات مقلقة من تدهور الأراضي الزراعية المعروفة باسم التصحر في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن أكثر من 46 مليون هكتار أصبحت مهددة، وهو ما يعادل ثلثي الأراضي الزراعية المتدهورة بسبب الأنشطة البشرية على مستوى العالم.

أسباب متعددة فاقمت الأزمة

حددت دراسة أجرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ونشرها موقع أخبار الأمم المتحدة، الثلاثاء، أسباب التدهور في الاستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات، وتملّح التربة بسبب ممارسات الري غير المستدامة، وزيادة العواصف الرملية والترابية، إضافة إلى الاحترار المناخي وندرة المياه.

وأكدت الدراسة أن هذه العوامل تفاقمت بفعل تغير المناخ وسوء الإدارة البيئية، ما يُنذر بكارثة زراعية وشيكة.

رصدت الفاو أن المنطقة لا تخصص سوى أقل من 4% من أراضيها لعمليات الاستصلاح الزراعي، وهو ما يُبعدها كثيرًا عن تحقيق الأهداف العالمية لمكافحة التصحر، ويزيد من اتساع فجوة الغذاء.

استصلاح الأراضي: فرصة لتقليص فجوة الغذاء

أوضحت الدراسة أن استعادة 26 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة يمكن أن تقلّص فجوة إنتاج المحاصيل الزيتية بنسبة تصل إلى 50%، وكذلك ترفع إنتاجية الحبوب والجذور والدرنات إلى المستويات المثلى وهو ما يُمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن الغذائي وتخفيف حدة الفقر في المنطقة.

دعت الفاو إلى إطلاق مبادرة عربية شاملة لاستصلاح الأراضي الزراعية، تكون مصممة وفقًا للسياقات المحلية، وتعزز التعاون الإقليمي من أجل مكافحة تدهور التربة وتحقيق نظم غذائية زراعية مرنة ومستدامة، وتعزيز قدرة المجتمعات على التكيّف مع الجفاف وندرة المياه.

ربط بالمبادرات الدولية

أوصت الفاو بالبناء على خطة عمل الرياض التي أُطلقت خلال الدورة الـ16 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) في ديسمبر 2024، مشيرة إلى أهمية الاستفادة من هذا الزخم لتعزيز إعادة تأهيل التربة، وإصلاح سلاسل الإمداد الغذائي، ومنع المزيد من التدهور البيئي.

تُعد المنطقة العربية من أكثر المناطق تأثرًا بالتصحر عالميًا، إذ تعتمد على الزراعة في بيئات جافة وشبه جافة، في حين تواجه تحديات مائية شديدة، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 75% من الأراضي الزراعية في المنطقة معرضة لخطر التدهور، كما تسهم الأزمات البيئية في زيادة انعدام الأمن الغذائي، ما يجعل من استصلاح الأراضي أولوية تنموية وإنسانية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية