قصف مدفعي يقتل 13 مدنياً في الفاشر وتصاعد المعارك بغرب السودان
قصف مدفعي يقتل 13 مدنياً في الفاشر وتصاعد المعارك بغرب السودان
أعلن متطوعون في المجال الطبي بالسودان، عن مقتل 13 مدنيًا بينهم 3 أطفال، وإصابة 21 آخرين بجروح متفاوتة، نتيجة قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على أحياء سكنية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان.
وأكدت شبكة أطباء السودان (متطوعون) في بيان صحفي، الجمعة، أن القصف جاء صباحًا واستهدف بشكل مباشر مناطق آهلة بالسكان، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا في المدينة المحاصرة.
وأدانت الشبكة الطبية التطوعية القصف المدفعي "المتعمد" من قبل قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أنه طاول الأسواق ومواقع تجمعات المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
ودعت الشبكة كلًا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الالتزام بالمقترح الذي تقدمت به الأمم المتحدة لفرض هدنة إنسانية لمدة أسبوع، تهدف إلى تسهيل دخول المساعدات وفك الحصار عن المدينة المنكوبة.
تدهور الوضع الإنساني
تزامن القصف على الفاشر مع اتصال هاتفي أجراه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أعرب خلاله عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في شمال دارفور، وطالب بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع.
ورغم موافقة البرهان المبدئية على المقترح الأممي، فإن العمليات العسكرية لم تتوقف، ما يعكس هشاشة الوضع الميداني.
وأعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في بيان منفصل أن المدينة "استيقظت على أصوات انفجارات ضخمة وقصف عنيف"، نفذته قوات الدعم السريع، ما أدى إلى "سقوط قتلى وجرحى من المدنيين العزل"، نقل عدد منهم إلى مستشفى المدينة الرئيسي الذي يعاني من نقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية.
وناشدت التنسيقية المنظمات الإنسانية التدخل العاجل لإنقاذ حياة مئات الجرحى المحاصرين داخل المدينة.
الفاشر تحت الحصار
تفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر منذ مايو 2024، في محاولة للسيطرة على العاصمة الوحيدة في إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.
وتعد الفاشر المدينة المركزية في الإقليم المكوّن من خمس ولايات، وقد استعصت حتى الآن على السقوط، بفضل مشاركة حركات مسلحة دارفورية وقّعت اتفاق "سلام جوبا" عام 2020، وأبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.
وتواجه الفاشر كارثة إنسانية حقيقية، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد سكانها يبلغ نحو 1.5 مليون نسمة، بينهم 800 ألف نازح فرّوا من القتال في مدن وقرى ولاية شمال دارفور الأخرى منذ اندلاع الحرب الحالية.
وتضم المدينة ثلاثة معسكرات رئيسية للنازحين هي: أبوشوك، زمزم، والسلام، وجميعها تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة بسبب الحصار وانعدام الإمدادات الطبية والغذائية.
حرب مستمرة منذ 2023
تخوض قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربًا دامية ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان منذ أبريل 2023، بعد خلاف حاد حول تقاسم السلطة ودمج القوات.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل وخارج البلاد، بحسب تقديرات وكالات الأمم المتحدة، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم اليوم.