بينهم نساء وأطفال .. منظمة سودانية: "الدعم السريع" قتلت العشرات في كردفان

بينهم نساء وأطفال .. منظمة سودانية: "الدعم السريع" قتلت العشرات في كردفان
آثار الحرب في السودان - أرشيف

تواصلت الانتهاكات بحق المدنيين في السودان مع تصاعد وتيرة النزاع المسلح، إذ شهدت قرية بريمة رشيد بولاية غرب كردفان مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 30 مدنياً خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، 23 و24 يوليو، بحسب ما أعلنته منظمات حقوقية.

وأفادت مجموعة "محامو الطوارئ"، في بيان لها، اليوم السبت، أن قوات الدعم السريع نفذت هجومين متتالين على القرية الواقعة في ريف مدينة النهود، ما أسفر عن مقتل العشرات من بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من الجرحى.

واتهمت المجموعة قوات الدعم السريع باقتحام منشآت طبية رئيسية داخل مدينة النهود، حيث أُجبر المرضى على مغادرة مستشفيات "البشير"، و"التعليمي"، ومركز "الدكتور سليمان الطبي"، بالقوة، وتحولت هذه المرافق إلى مواقع لعلاج الجنود المصابين.

وأكد البيان، على أن المدنيين الذين رفضوا الخروج تعرضوا للاعتقال والضرب، في انتهاك خطير للحق في الرعاية الصحية، وخرق جسيم لمبدأ حياد المنشآت الطبية المحمي بموجب القانون الدولي الإنساني.

كارثة إنسانية تتفاقم

تفاقمت الأوضاع الإنسانية في المنطقة المحيطة بمدينة النهود وسط شح شديد في الإمدادات الغذائية والدوائية، وارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية.

رصدت المجموعة عمليات نهب ممنهجة للمحاصيل الزراعية من قبل قوات الدعم السريع، التي قامت ببيع هذه المحاصيل في أسواق محلية أقامتها داخل مناطق سيطرتها، في محاولة لفرض واقع اقتصادي موازٍ يعمق من معاناة السكان.

وحملت المجموعة الحقوقية قوات الدعم السريع كامل المسؤولية عن الجرائم المرتكبة في غرب كردفان، مؤكدة أن النمط المتكرر من استهداف المدنيين يُعدّ جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة قانونية عاجلة.

دعت إلى تفعيل أدوات العدالة الدولية، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، لمساءلة القادة العسكريين المتورطين في الانتهاكات، محذّرة من أن استمرار الصمت الدولي يسهّل الإفلات من العقاب ويُكرّس منهج الإفلات الذي يؤدي إلى تفاقم الكارثة.

خلفية النزاع المستمر

اندلع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، وامتد إلى مناطق واسعة من البلاد، متسبباً في مقتل عشرات الآلاف، ونزوح الملايين داخل السودان وخارجه.

واتّسم الصراع بطابع طائفي وجهوي خطير، حيث تتخذ قوات الدعم السريع من بعض المناطق القبلية قواعد دعم لها، في حين يعاني المدنيون من القصف العشوائي، والانتهاكات الجسيمة، وانهيار النظام الصحي والاقتصادي، وسط غياب أي حل سياسي في الأفق.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية