وسط دعوات أممية للإنقاذ.. زلزال أفغانستان يحول الشرق إلى منطقة منكوبة

وسط دعوات أممية للإنقاذ.. زلزال أفغانستان يحول الشرق إلى منطقة منكوبة
زلزال أفغانستان - أرشيف

تتواصل تبعات الزلزال العنيف الذي ضرب الولايات الشرقية من أفغانستان، وبلغت قوته ست درجات على مقياس ريختر، حيث أعقبه عدد من الهزات الارتدادية التي حولت المشهد إلى كارثة إنسانية واسعة. 

وأسفرت الكارثة حتى الآن عن مقتل 1457 شخصاً وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف آخرين، وفقاً لما أعلنته إدارة مواجهة الكوارث الأفغانية، اليوم الخميس، وسط تحذيرات من ارتفاع الأعداد مع استمرار البحث عن ناجين تحت الأنقاض.

أكدت مسؤولة العلاقات الخارجية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رباب بسام، في بيان، أن الزلزال كان "كارثياً بكل المقاييس"، مشيرةً إلى أن ما خلّفه من دمار يستدعي تدخلاً عاجلاً ومكثفاً

وشددت على أن الوضع الإنساني في المناطق المتضررة بالغ الصعوبة، ولا سيما أن النساء والأطفال كانوا الأكثر تضرراً بفعل تدمير المنازل وتعطّل المرافق الصحية وانقطاع طرق الإمداد.

معاناة في القرى النائية

تسبّبت الانهيارات الأرضية في قطع الممرات الجبلية، ما أدى إلى حصار آلاف السكان في القرى النائية، وواجهت العائلات الناجية نقصاً حاداً في المأوى، والمياه النظيفة، والصرف الصحي، إضافة إلى غياب الرعاية الصحية. 

وانهارت آلاف المنازل الطينية البسيطة التي كانت تؤوي عائلات فقيرة، تاركةً الكثيرين في العراء تحت رحمة الأمطار والهزات الارتدادية المتواصلة.

وكشفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أنها تعمل بمسارين لمواجهة الأزمة: الأول يركز على الاستجابة الطارئة عبر البحث والإنقاذ وتقديم الرعاية الطبية والمأوى العاجل، في حين يتناول الثاني دعم العائدين من الخارج عبر إجراءات الاستقبال والفحوص وتوفير المأوى المؤقت وإعادة الإدماج. 

وشددت المسؤولة الأممية على أن الموارد المتاحة غير كافية، وأن الفجوة التمويلية قد تعوق وصول المساعدات في الوقت المناسب.

دعوة للمجتمع الدولي

ناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولي بضرورة التحرك السريع لتقديم الدعم المالي واللوجستي، مؤكدةً أن أفغانستان تواجه بالفعل سلسلة أزمات متشابكة، من بينها الجفاف الشديد، وانعدام الأمن الغذائي، وعودة ملايين اللاجئين من الدول المجاورة. 

واعتبرت الأمم المتحدة أن أي تأخير في التدخل الدولي سيضاعف المأساة الإنسانية، وقد يدفع بمئات الآلاف إلى حافة المجاعة.

عانت فرق الإنقاذ من صعوبة الوصول إلى بعض القرى الجبلية المنكوبة بسبب وعورة التضاريس وانهيار الطرق، واضطرت الفرق إلى استخدام الحيوانات أو السير على الأقدام في بعض المناطق لنقل المصابين وإيصال الإمدادات. 

ورغم هذه الجهود، فقد ظل الكثير من الضحايا عالقين تحت الأنقاض، في وقت يتخوف فيه الأهالي من عودة الزلازل أو انهيار المزيد من المباني المتهالكة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية