غوتيريش: نزع السلاح النووي أساس السلام وليس مكافأة له
غوتيريش: نزع السلاح النووي أساس السلام وليس مكافأة له
في يوم دولي يرمز إلى الأمل بإنهاء سباق التسلح، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن البشرية تقف على حافة مرحلة أكثر خطورة من سباق التسلح النووي، مؤكداً أن نزع هذه الأسلحة لا يمثل جائزة تكميلية للسلام، بل يشكّل قاعدته الصلبة.
جاءت رسالته عبر كلمة ألقاها رئيس ديوان مكتبه إيرل كورتيناي راتراي، خلال الاجتماع رفيع المستوى لإحياء اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، يوم الجمعة.
وقال غوتيريش إن التخلص النهائي من هذه الترسانات لن يتم فجأة، لكنه لن يحدث أيضاً إذا واصلت الدول انتظار ظروف مثالية قد لا تأتي أبداً، مضيفاً: "كفى أعذاراً، كفى تأخيراً"، وفق موقع أخبار الامم المتحدة.
خطر يتجدد
الأمين العام للأمم المتحدة حذر من أن العالم يشهد كل يوم تطويراً لأسلحة أحدث وأكثر فتكاً، في ظل تآكل المعايير الدولية وتراجع قنوات الحوار، ووصف المشهد بأنه "مسير نيامي نحو سباق تسلح نووي جديد أكثر تعقيداً وأقل قابلية للتنبؤ وأكثر خطورة".
وأشار غوتيريش إلى تشكيل لجنة علمية مستقلة لتقييم آثار الحرب النووية، مؤكداً أن هذه الجهود تهدف إلى بناء استجابة جماعية تستند إلى أدلة علمية دقيقة.
وشدد على ضرورة عودة الدول المالكة للأسلحة النووية إلى الحوار وتبني إجراءات شفافية وبناء ثقة تحول دون أي سوء تقدير قد يقود إلى كارثة، كما دعا جميع الدول إلى التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لإنهاء "الإرث المظلم" لهذه التجارب، وحث الولايات المتحدة وروسيا على استئناف التفاوض من أجل مزيد من التخفيضات في ترساناتهما.
وأضاف: "هذه الخطوات وحدها لا تكفي لبناء عالم خالٍ من الأسلحة النووية. لكن غيابها يعني أننا نسلّم مستقبلنا للخوف ونحكم على الأجيال القادمة بالعيش في ظل أخطائنا".
تهديدات معاصرة
من جانبها، حذرت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك من أن التهديد النووي بات أكثر تعقيداً، مشيرة إلى مخاطر وقوع هذه الأسلحة في أيدي جماعات إرهابية أو تسريع الذكاء الاصطناعي لقرارات لا تحتمل غياب العقل البشري وضبط النفس.
وقالت بيربوك إن العالم وإن كان قد أقر مبدئياً بأن الحرب النووية لا يجب أن تُخاض ولا يمكن الانتصار فيها، فإن بعض الدول تواصل بناء ترساناتها، ما يزيد خطر سوء التقدير إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 1945.
استثمار في الحياة
بيربوك اقترحت إعادة توجيه الموارد نحو مواجهة التحدي الأكبر لأمن البشرية اليوم وهو أزمة المناخ، لافتة إلى أن الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية يمكن أن تخدم الإنسان في مجالات مثل تشخيص وعلاج السرطان ومراقبة المحيطات والغلاف الجوي، لكنها شددت على أن هذه التطبيقات يجب أن تبقى محصنة من مخاطر التحول إلى أهداف عسكرية.
وختمت كلمتها بالتذكير بأحفاد ضحايا هيروشيما وناغازاكي، داعية إلى التمسك بالعزم حتى ينشؤوا يوماً في عالم خالٍ من الأسلحة النووية.
اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية يُحتفى به في السادس والعشرين من سبتمبر من كل عام، استناداً إلى قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013، ويهدف هذا اليوم إلى إذكاء الوعي العام بشأن مخاطر الأسلحة النووية والدعوة إلى القضاء التام عليها باعتبارها أخطر تهديد وجودي يواجه البشرية، وعلى الرغم من إبرام عدة اتفاقيات دولية، مثل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، فلا يزال أكثر من 12 ألف رأس نووي منتشراً حول العالم، وهو ما يجعل الدعوات الأممية أكثر إلحاحاً في ظل تنامي التوترات الدولية.










