مأساة في المكسيك.. حصيلة ضحايا الفيضانات ترتفع إلى 76 ومئات البلدات معزولة
مأساة في المكسيك.. حصيلة ضحايا الفيضانات ترتفع إلى 76 ومئات البلدات معزولة
ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية التي اجتاحت مناطق في وسط وشرق المكسيك إلى 76 قتيلاً، في حين لا يزال 27 شخصاً في عداد المفقودين بعد عشرة أيام على الكارثة التي خلفت دماراً واسعاً في البنية التحتية وعزلت عشرات البلدات.
ووفقاً لتقرير حكومي قُدم الاثنين خلال المؤتمر الصحفي اليومي للرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم، فإن الأمطار الغزيرة الاستثنائية التي استمرت عدة أيام أدت إلى انقطاع الطرق وتضرر شبكات النقل، ما تسبب في عزل 119 بلدة عن محيطها، وقالت شينباوم إن “الاستجابة للطوارئ لم تكتمل بعد، ونواصل العمل على الأرض لتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين”.
مساعدات مالية عاجلة
أعلنت الحكومة المكسيكية عن تخصيص دفعة أولى من المساعدات المالية تقدر بنحو عشرة مليارات بيزو، أي ما يعادل 466 مليون يورو، لتوزيعها على ما يقارب مئة ألف أسرة تضررت من الفيضانات والانهيارات، وأوضحت الرئيسة أن الأولوية حالياً هي لتوفير المأوى والمياه والغذاء للمناطق المعزولة التي يصعب الوصول إليها براً.
تُعد ولاية هيدالغو المجاورة للعاصمة مكسيكو سيتي من أكثر المناطق تضرراً، إذ تضم 65 بلدة معزولة تقع في مناطق جبلية شهدت انهيارات تربة أدت إلى انقطاع الطرق الرئيسية، أما ولاية فيراكروز الواقعة شرق البلاد على ساحل خليج المكسيك، فهي الأكثر تضرراً من الفيضانات نظراً لمرور عدد كبير من الأنهار في أراضيها والتي فاضت بسرعة هائلة عقب ارتفاع منسوب المياه.
تعبئة عسكرية واسعة للإغاثة
نشرت الحكومة أكثر من 12 ألفاً و700 جندي من الجيش والبحرية في الولايات المتضررة، حيث نُفذت عمليات نقل جوي وبحري متعددة لإيصال المساعدات إلى القرى المعزولة، وشملت الجهود الإنسانية نقل الغذاء والدواء والمياه وتقديم الرعاية الطبية للمصابين.
وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية المكسيكية أن الأمطار الغزيرة في نهاية موسمها كانت نتيجة تفاعل منخفض استوائي فوق خليج المكسيك مع جبهة هوائية باردة قادمة من الشمال، ما تسبب في اضطراب جوي شديد أدى إلى هطولات مطرية غزيرة في وقت قصير.
تواجه المكسيك سنوياً سلسلة من الظواهر المناخية العنيفة، تشمل الأعاصير المدارية والفيضانات والانهيارات الأرضية، خصوصاً في المناطق الجبلية والولايات الساحلية المطلة على خليج المكسيك والمحيط الهادئ، وتزداد حدة هذه الكوارث مع تغير المناخ العالمي الذي يؤدي إلى تقلبات جوية أكثر عنفاً وتكراراً.
وكانت الحكومة المكسيكية قد أعلنت في السنوات الأخيرة عن خطط لتعزيز البنية التحتية لمواجهة الكوارث، إلا أن اتساع رقعة الفيضانات الأخيرة أظهر هشاشة الأنظمة المحلية وضعف إمكانات الإغاثة في المناطق النائية، ما يضع تحدياً جديداً أمام الإدارة الجديدة للرئيسة شينباوم في الاستجابة السريعة وحماية السكان من آثار تغير المناخ.










