مخاوف بالمكسيك إثر تسبب الفيضانات في تسرّب نفطي بنهر بانتبيك

مخاوف بالمكسيك إثر تسبب الفيضانات في تسرّب نفطي بنهر بانتبيك
فيضانات في المكسيك

أعلنت شركة النفط الحكومية المكسيكية "بيميكس"، أنّ الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمّرة التي ضربت مناطق واسعة من البلاد خلال الأسابيع الأخيرة تسببت بتضرّر أحد خطوط الأنابيب التابعة لها، ما أدّى إلى تسرب نفطي امتد لمسافة ثمانية كيلومترات على طول نهر بانتبيك في ولاية فيراكروز شرق البلاد.

وأكدت الشركة في بيان رسمي، الثلاثاء، أنّ فرق الطوارئ التابعة لها تدخّلت على الفور لاحتواء التسرّب ومنع تمدده، موضحةً أنّ أعمال الإصلاح جارية في المنطقة الواقعة بالقرب من بلدة ألامو، إحدى أكثر المناطق تضرراً من الفيضانات الأخيرة.

وأوضحت “بيميكس” أنّها تعمل على شفط النفط الملوث من سطح النهر باستخدام حواجز عائمة ومعدات متخصصة، لضمان الحدّ من الأضرار البيئية. غير أنّ البيان لم يحدّد موعد وقوع الحادثة أو نوع المادة المتسربة.

شهادات السكان

كشف أحد سكان بلدة ألامو في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية أنّ السكان لاحظوا بقعاً سوداء ورائحة قوية تنبعث من النهر منذ عطلة نهاية الأسبوع، مضيفاً: "بصراحة، نحن قلقون جداً على صحتنا وعلى حياة الأسماك التي نعيش على صيدها".

وتُعدّ المنطقة المتضررة من المناطق الزراعية الرئيسة في ولاية فيراكروز، ويعتمد سكانها على النهر في الريّ والصيد ومياه الشرب، ما يثير مخاوف واسعة من تلوث المياه وتأثيرات طويلة الأمد على البيئة والصحة العامة.

وأشارت السلطات المكسيكية إلى أنّ الأمطار الغزيرة التي هطلت بين 6 و11 أكتوبر تسببت في مقتل ما لا يقل عن 76 شخصاً في عدة ولايات وسط وشرق البلاد، بينما لا يزال 36 آخرون في عداد المفقودين. 

وتسببت السيول في عزل أكثر من 100 بلدة بسبب انقطاع الطرق والجسور، ما أدى إلى تأخير عمليات الإنقاذ وتوزيع المساعدات.

جهود الإغاثة

واصلت فرق الدفاع المدني والجيش المكسيكي عمليات الإغاثة ونقل المواد الغذائية والطبية إلى المناطق المنكوبة، في حين أعلنت الحكومة الفيدرالية حالة الطوارئ في خمس ولايات لمواجهة آثار الكارثة.

وأكدت السلطات أنّ الأولوية الآن هي إعادة فتح الطرق، واستعادة الكهرباء، وتأمين مياه الشرب في القرى المتضررة، وسط تحذيرات من أن التسرب النفطي، ما قد يزيد من تعقيد الوضع البيئي والإنساني.

وتُسلّط هذه الحادثة الضوء على الهشاشة البيئية لشبكة أنابيب "بيميكس" القديمة، التي شهدت خلال السنوات الماضية عدداً من التسربات والانفجارات الناجمة عن قدم البنية التحتية وضعف الرقابة.

تلوث التربة والمياه

يرى خبراء البيئة أنّ التسرب النفطي الأخير قد يؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية في المنطقة، مهددين بحدوث كارثة بيئية إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء الأزمة ومعالجة آثارها.

وتواجه المكسيك حالياً تحدياً مزدوجاً يتمثل في مواجهة آثار الفيضانات المميتة من جهة، ومعالجة أضرار بيئية خطيرة قد تمتد لسنوات جراء التسرب النفطي من جهة أخرى، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تشهدها البلاد منذ عقد من الزمن.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية