توتر داخل الكنيست بعد احتفال بن غفير بإقرار قانون إعدام الأسرى

توتر داخل الكنيست بعد احتفال بن غفير بإقرار قانون إعدام الأسرى
الكنيست الإسرائيلي- أرشيف

أثار وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية، إيتمار بن غفير، مساء الاثنين، موجة غضبٍ عارمة داخل أروقة الكنيست الإسرائيلي بعدما وزّع الحلوى على النواب احتفالًا بالمصادقة الأولى على مشروع قانون يُجيز تنفيذ حكم الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين، في مشهدٍ وصفه مراقبون بأنه "استفزازي ومهين" ويعبّر عن ازدراء صارخ للقيم الإنسانية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها صحيفة "هآرتس" وقناة "كان" الرسمية، اليوم الثلاثاء، أن الجلسة تحولت إلى حالة من الفوضى والصراخ بعد أن قام بن غفير بإخراج علبة حلويات أحضرها مسبقًا وبدأ بتوزيعها على النواب الذين صوتوا لصالح المشروع، فيما وصف أعضاء عرب في الكنيست ما جرى بأنه "احتفال بالدم والموت".

واندلعت مشادة كلامية حادة بين بن غفير والنائب العربي أيمن عودة الذي هاجم المشروع، قائلًا: "سوف تطيرون والفلسطينيون سيبقون.. أردتم نقلنا وفشلتم، ولهذا تصابون بالجنون.. الشعب الفلسطيني سيبقى، وسينتهي الاحتلال وستُقام دولة فلسطين".

وردّت النائبة تالي غوتليب من حزب الليكود صارخة: "لا يُمكنه قول ذلك!"، قبل أن يشتعل التوتر ويكاد يتحول إلى عراك بالأيدي، ما دفع حرس الكنيست للتدخل لفضّ الاشتباك.

احتفال بن غفير بإقرار قانون إعدام الأسرى

مشروع قانون يثير الجدل

ينص مشروع القانون المثير للجدل على إتاحة تنفيذ حكم الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ عمليات ضد إسرائيليين، وهو مشروع قدّمه بن غفير منذ أشهر ضمن أجندته اليمينية المتشددة، قبل أن يحظى بأغلبية أولية داخل البرلمان مساء الأحد.

ويعتبر مراقبون أن إقرار القانون في قراءته الأولى يمثل تصعيدًا خطيرًا في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين، ويهدد بجرّ إسرائيل إلى مواجهة سياسية ودبلوماسية واسعة، خصوصًا مع المنظمات الحقوقية الدولية التي تعتبر مثل هذا القانون مخالفًا للاتفاقيات الدولية الخاصة بمعاملة الأسرى.

وواصل بن غفير، الذي يُعد أحد أبرز رموز التيار اليميني المتطرف في حكومة الاحتلال، تصريحاته الاستفزازية داخل الجلسة، موجهًا كلامه للأعضاء العرب بقوله: "أنتم داعمون للإرهاب".

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن هذه الكلمات كانت الشرارة التي فجّرت التوتر داخل القاعة، حيث انسحب بعض النواب العرب احتجاجًا على ما وصفوه بـ"خطاب عنصري يستهدف نزع إنسانية الفلسطينيين وتشريع قتلهم تحت غطاء قانوني".

ردود فعل حقوقية

أدان نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى في رام الله ما جرى داخل الكنيست، واعتبرتا أن الاحتفال بطرح قانون للإعدام بحق الأسرى "يمثل سقوطًا أخلاقيًا جديدًا للاحتلال"، مؤكدتين أن "الأسرى الفلسطينيين ليسوا مجرمين، بل مناضلون من أجل الحرية والكرامة الوطنية".

كما نددت منظمات حقوقية إسرائيلية مثل "بتسيلم" و"عدالة" بالتصرف "المهين والمستفز" لوزير الأمن القومي، مشيرة إلى أن بن غفير "يحوّل مؤسسات الدولة إلى أدوات للتحريض والتطهير العرقي السياسي".

يأتي الجدل حول القانون في ظل تصاعد التوتر داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن كيفية التعامل مع الملف الفلسطيني بعد الحرب الأخيرة على غزة، ومع ازدياد نفوذ التيار الديني القومي داخل الحكومة بقيادة نتنياهو.

ويُعرف بن غفير بسجله الطويل في التحريض ضد الفلسطينيين، إذ سبق أن أُدين في قضايا تتعلق بالتحريض على العنصرية ودعم منظمات متطرفة، ويستغل موقعه الوزاري اليوم لتمرير تشريعات يرى مراقبون أنها تهدف إلى ترسيخ نظام تمييزي ضد العرب داخل إسرائيل والأراضي المحتلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية