استطلاع رأي: نصف البريطانيين يرون "بي بي سي" متحيزة سياسياً

استطلاع رأي: نصف البريطانيين يرون "بي بي سي" متحيزة سياسياً
هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)

دعت نتائج استطلاع جديد إلى جدل واسع حول حيادية الإعلام البريطاني، بعد أن كشف استطلاع رأي أجرته شركة "YouGov"، أمس الاثنين، أن نصف البريطانيين تقريبًا يرون أن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لم تعد تحافظ على الحياد السياسي الذي طالما تباهت به، إذ يعتقد كثيرون أنها تميل سياسيًا إلى أحد الجانبين.

وذكرت الشركة في نتائجها التي شملت 4900 مواطن بريطاني، أن نحو 31% من المستطلعين يرون أن "بي بي سي" تتبنى آراءً يسارية علنًا وتميل إلى دعم الخطاب الليبرالي، في حين رأى 19% أنها تميل نحو اليمين السياسي في تغطياتها، بحسب ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية.

وفي المقابل، اعتبر 19% من المستطلعين أن الهيئة الإخبارية البريطانية ما زالت تحافظ على الحياد وتقدم محتوى موضوعيًا.

خلفية الاتهامات

تجددت الانتقادات ضد الهيئة عقب بثها برنامج "بانوراما" في أكتوبر 2024، والذي تضمن مقطعًا مُحرّفًا من خطاب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فقد تم تعديل كلماته بشكل يوحي بأنه دعا إلى اقتحام مبنى الكابيتول، في حين كان في الواقع يدعو أنصاره إلى التعبير عن آرائهم سلمياً.

أدى هذا الخطأ التحريري إلى أزمة داخلية غير مسبوقة في تاريخ الهيئة، انتهت باستقالة المدير العام "تيم ديفي" ورئيسة قسم الأخبار "ديبورا تورنيس". 

وقد قدّم رئيس مجلس الإدارة "سمير شان" اعتذارًا رسميًا للرأي العام، مؤكدًا أن الحادثة لا تعكس قيم الهيئة ولا سياساتها التحريرية.

دعوى قضائية محتملة

لوّح فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات قانونية، إذ أمهل "بي بي سي" حتى 14 نوفمبر الجاري لحذف الحلقة المثيرة للجدل من جميع منصاتها الرقمية، مهددًا برفع دعوى قضائية تصل قيمتها إلى مليار دولار بتهمة التشويه المتعمد والإضرار بالسمعة.

وأعادت هذه الأزمة إلى الواجهة النقاش القديم حول مستقبل "بي بي سي" بوصفها مؤسسة إعلامية عامة تمولها أموال دافعي الضرائب، ومدى قدرتها على البقاء صوتاً محايداً في ظل الاستقطاب السياسي المتزايد داخل بريطانيا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية