تحولات لافتة في بروكسل.. 78% من السكان مهاجرون من أصول إفريقية وآسيوية
تحولات لافتة في بروكسل.. 78% من السكان مهاجرون من أصول إفريقية وآسيوية
كشفت بيانات رسمية صادرة عن مكتب الإحصاء الفيدرالي البلجيكي عن تحولات ديمغرافية عميقة تشهدها بروكسل، إذ أظهرت أن نحو 78% من سكان العاصمة ينحدرون من أصول غير بلجيكية، في مؤشر يعكس تغيرًا جذريًا في البنية السكانية للمدينة خلال العقود الأخيرة بسبب المهاجرين.
وعكست هذه الأرقام واقعًا ديمغرافيًا جديدًا، أصبحت فيه بروكسل واحدة من أكثر العواصم الأوروبية تنوعًا من حيث الخلفيات العرقية والثقافية، وهو ما يطرح تساؤلات سياسية واجتماعية حول الاندماج والهوية ومستقبل السياسات العامة في ظل استمرار توافد المهاجرين، بحسب ما ذكرت وكالة "نوفوستي"، اليوم السبت.
وأبرزت المعطيات أن هذه التحولات لم تعد هامشية أو مؤقتة، بل باتت سمة راسخة من سمات العاصمة البلجيكية.
أرقام التركيبة السكانية
أظهرت الإحصاءات، اعتبارًا من الأول من يناير 2025، أن 22% فقط من سكان منطقة العاصمة ينتمون إلى أصول بلجيكية خالصة.
وبيّنت البيانات أن البلجيكيين من أصول أجنبية يشكلون 40.8% من السكان، في حين يمثل الأجانب المقيمون 37.2% من إجمالي عدد السكان.
ودلّت هذه النسب على أن غالبية سكان بروكسل اليوم إما مهاجرون أو منحدرون من أسر مهاجرة، ما يعكس الدور المحوري للهجرة في تشكيل المشهد الديمغرافي للمدينة.
أصول خارج الاتحاد الأوروبي
أوضحت البيانات أن القسم الأكبر من السكان ذوي الأصول الأجنبية ينحدرون من خارج الاتحاد الأوروبي، ولا سيما شمال إفريقيا، ودول إفريقيا جنوب الصحراء، ودول غرب آسيا، إضافة إلى مواطني الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد.
وعكس هذا التوزيع الجغرافي تاريخًا طويلًا من الهجرة المرتبطة بسوق العمل، واللجوء، والعلاقات الاستعمارية السابقة، فضلًا عن موقع بروكسل بوصفها عاصمة سياسية أوروبية جاذبة.
وأشار مختصون إلى أن هذا التنوع أسهم في إعادة تشكيل المشهد الثقافي واللغوي والاجتماعي للعاصمة.
جدل سياسي وإعلامي
جاءت هذه الأرقام في أعقاب تصريحات أدلى بها رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك عبر منصة إكس، علّق فيها على منشور للمدوّن ماريو نوفال، زعم أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الأطفال في بروكسل ينحدرون من أصول غير أوروبية.
وأعادت هذه التصريحات فتح النقاش العام حول الهجرة والهوية في بلجيكا، وسط تباين في القراءات السياسية والاجتماعية لهذه المعطيات.
ولم تقتصر التحولات الديمغرافية على بروكسل وحدها، إذ أشارت الإحصاءات إلى اتجاه مماثل في مختلف أنحاء بلجيكا وإن كان بوتيرة أبطأ مقارنة بالعاصمة.
تحول ديمغرافي متزايد
وكشفت البيانات علاقة عكسية بين نسبة البلجيكيين من أصول بلجيكية والفئات العمرية الصغرى؛ إذ تبلغ هذه النسبة 85% بين من تجاوزوا 65 عامًا، مقابل 61.1% بين الفئة العمرية 18–64 عامًا، و51.2% فقط بين الأطفال دون 17 عامًا.
وأشارت هذه المؤشرات إلى أن التحول الديمغرافي مرشح للاستمرار والتعمق مستقبلًا، مع ما يحمله ذلك من تحديات وفرص على المستويين الاجتماعي والسياسي.











