خبراء: التدخلات الخارجية والتعاطف مع قاتل نيرة فوضى خلاقة وتدمير للهوية المصرية
خبراء: التدخلات الخارجية والتعاطف مع قاتل نيرة فوضى خلاقة وتدمير للهوية المصرية
بعد أكثر من أسبوعين على مقتل طالبة المنصورة "نيرة أشرف" ذبحًا على يد زميلها، انتشر هاشتاج "ضحية مش مجرم" على صفحات التواصل الاجتماعي، للدفاع عن القاتل الأشهر في مصر خلال الفترة الأخيرة.
الأمر رغم كارثيته لم يقف عند حد التعاطف اللحظي العادي، بل تطور إلى أخبار غريبة وشائعات مثيرة للتعجب والتساؤلات، حول طبيعة رد الفعل التعاطفي هذا أم أنه مرضي أو يستهدف منه ما يعرف بـ"الفوضى الخلاقة" يقف خلفها جماعات متطرفة كما صرح بذلك الإعلامي إبراهيم عيسى.
فقد أعلن أحد المحامين بأنه وكيل عن محمد عادل، بتكليف من أحد أثرياء اليونان، فيما أعلن رجل سوري تبرعه بـ10 ملايين جنيه كدية لأهل الضحية حال تنازلهم عن القضية.
ووافق المحامي الشهير "فريد الديب" الذي تولى الدفاع عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في محاكمة القرن، على الدفاع عن قاتل الطالبة نيرة أشرف.
وعن مرافعته في قضية قاتل الطالبة نيرة أشرف الشهيرة إعلاميًا بـ"قتل طالبة المنصورة"، قال في تصريحات تلفزيونية سابقة إنه ليس شرطًا أن يحب أو يكره من يقوم بالدفاع عنهم معتبرًا ذلك واجبه في حق موكله.
وتحدث البعض مؤخرا عن "الدية"، فبعد الانتهاء من الجلسة الأولى التي تمت فيها إحالة أوراق الجاني إلى فضيلة المفتي، أطلق أحد المحامين حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لجمع دية الطالبة نيرة أشرف، مبررًا ذلك بأن الدية ليست حرامًا وليست ضد القانون.
ما سبق أحدث جدلًا واسعًا وعليه انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقسمين، أحدهما تعاطف مع القاتل "محمد عادل" بأنه قتل الطالبة دفاعًا عن الحب وما فعله لأنه انساق وراء قلبه، والقسم الآخر ثار غضبًا مما يحدث كيف يتم التعاطف مع شخص قاتل أمام الكاميرات وأمام العامة في وسط الشارع.
فوضى خلاقة
قال استشاري الطب النفسي، جمال فرويز: "إن ما يثار من أن يونانيين يتكفلون بالدفاع عن القاتل الأمر فيها متروك للجهات الأمنية، ولكن رد فعل السوشال ميديا انفعالي دفاعي لحظي عاطفي، يرون المتهم وهم يطلق عليه حكم الإعدام وهو يبرئ نفسه بتصريحات التنمر والتفوق الدراسي، الأمر هنا تعاطف مختل وفعل اندفاعي كل شخص يتحدث بعاطفته فقط، يدل على عدم النضج الفكري، وهذا هو الفرق بيننا وبين المجتمعات الغربية التي تحكم بالعقلانية، من ارتكب خطأ يعاقب عليه بالعقوبة المقررة قانونًا، ولو فكر كل واحد منهم أن يجعل من نفسه مكان هذه الفتاة أو أهلها لاختلف الوضع".
وعن الحملات الممنهجة لمهاجمة الضحية قال: "إنه من الواضح أنها تحمل بُعدًا سياسيًا، فكرة أن المحامي مدعوم ماليًا من اليونان هذه "تحتها 100 خط"، وهذا مهمة الدولة، لأن ما يحدث أشبه ما يكون بـ"الفوضى الخلاقة"، ولو حكم مثل هذا تم التراجع عنه سيتفشى القتل وتعم الفوضى، ولقتل كل رجل فتاة رفضت الزواج منه، وحدث في فترة من الفترات أن أشيع القتل بـ"مياه النار" واشتهر شخص بأنه "مجنون الفتيات" كان يجري وراءهم بمياه النار وتم القبض عليه، لدينا قصور ثقافي وفكري".
وتابع: على النقيض هناك درجة المثقفين وليس المتعلمين الذين يحملون على أكتافهم توجيه المجتمع للعقلانية ومنعه من الانهيار المحافظون على الدولة من الانهيار، لو تخاذل هؤلاء ولم يخرجوا في 30/60، كان زمان مصر في حرب أهلية، ولا أتهم أحدا بأنه إخوان، ولكن ما يتم يؤدي إلى تدمير هوية الشعب المصري، وسيؤدي ذلك إلى أن كل فرد يأخذ حقه بيده".
فريد الديب ليس له من الأمر شيء
قال الخبير الأمني ورئيس جهاز المخابرات الأسبق، فؤاد علام: "إن كل ما يثار ويُقترح مجرد آراء لا تأثير لها لأن القانون واضح، فهناك عملية قتل مع سبق الإصرار والترصد عقوبتها في القانون الإعدام، وكل ما يثار من شائعات أو تعاطف ليس لها قيمة، هذا قانون ولا جدل في ذلك، والمستشار الذي استجوب القاضي كان ذكيا ومحترفا وحكيما أخذ من الولد اعتراف بسبق الإصرار والترصد دون أن يسأله سؤلًا مباشرًا، متى وأين ومنذ متى؟ ومثل هذه الأسئلة كان الغرض منها الوصول إلى حقيقة هل القتل كان فيه ترصد أم لا، وبالفعل كان هناك ترصد لسنوات وليس لشهور، وهذا عقوبته الإعدام قولًا واحدًا".
وعن ترافع فريد الديب عن القاتل قال: "لا يمكن لمحامٍ تغيير الحكم ولو كان فريد الديب، وأستغرب فقد أعلن الديب اعتزاله للمحاماة فلماذا تراجع رغم حالته الصحية السيئة".
ابحث عن الإخوان
قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن الحكم بالإعدام في قضية قاتل طالبة المنصورة نيرة أشرف قاطع مانع لأي جدل أو محاورة أو مناورة تم التحذير منها خلال الفترة الماضية، موضحا أن هناك أصوات تحاول بقوة التشويش والتشويه على هذه القضية فضلا عن تقديم المبررات للقاتل.
وأضاف الإعلامي ابراهيم عيسى، في تعليق ببرنامج "حديث القاهرة"، على قناة القاهرة والناس: “أن هناك محاولة استخدام نفوذ إلكتروني وتنظيمي وجماعاتي عمل على خلق إحساس لتعاطف ذاتي أو مفبرك من قبل تيارات إسلامية أو جماعة الإخوان للتشويش المجتمعي في هذه القضية، وضرب علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع وبث الخوف والرعب والذعر”.
وأوضح عيسى أن الإخوان يحاولون خلق تعاطف زائف في قضية قتل فتاة المنصورة وهناك حملات إخوانية تستهدف تشويه المرأة المصرية، مطالبا أجهزة الدولة المصرية بالإعلان عن من وراء هذه الحملات وصاحب رسائل الدية لأهالي الضحية نيرة، وناشر هذا الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.