«المواطن هو الثروة».. الإمارات تحتفل بعام الخمسين بشعار «الإنسان أولاً»

«المواطن هو الثروة».. الإمارات تحتفل بعام الخمسين بشعار «الإنسان أولاً»

 

بشعار «الإنسانية أولاً»، أمضت الإمارات العربية المتحدة 50 عاماً من العمل في بناء الإنسان وخدمة البشرية، وبالشعار نفسه تحتفل اليوم بمرور 50 عاماً على تأسيس الدولة، والتي عملت على الارتقاء بمواطنيها وتنميتهم، فكانت رؤية الآباء المؤسسين بالاستثمار في البشر، استشرافاً للمستقبل، ومنهجاً قاد الإمارات إلى مصاف الدول الناجحة والأكثر اهتماماً بالإنسان.

 

وكانت كلمات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله – عندما قال: «إن الدولة تعطي الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل مكان، وإن المواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض وهو أغلى إمكانات هذا البلد»، دستوراً إنسانياً غير مسبوق، استطاعت أن تضع البلاد في مكانتها الحالية، متفوقة في مجالات دعم الإنسان على دول كبرى لطالما تغنت بإنسانيتها.

 

ولعل تخصيص الدولة 26.7 مليار درهم من الميزانية الاتحادية لعام 2020 لبرامج التنمية والرفاهية الاجتماعية، يؤكد انتهاج قادة الدولة على درب الوالد المؤسس، ويعكس توافق رؤاهم في الاهتمام بوضع إستراتيجية لتنمية مجتمعية مستدامة تسهم في تعزيز سعادة المجتمع ورفاهية أفراده، وهو الأمر الذي من شأنه ترسيخ الموقع المتميز للدولة في مجال التنمية البشرية على المستويين الإقليمي والعالمي.

 

وحلت الإمارات بسبب جهودها الحثيثة في الارتقاء بالإنسان، في المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تقرير التنمية البشرية لعام 2019 والصادر عن برنامج الأمم المتحدة، كما حلت في المرتبة الـ35 عالمياً متفوقة على عدة دول متقدمة.

 

 

 

التعليم

 

ولأن التعليم جزء من بناء الإنسان، امتلكت الإمارات سجلا حافلا في تطور هذا المجال الذي مر بتغيرات سريعة ليؤهل أفراد المجتمع ليتولوا زمام الأمور في المؤسسات الحكومية والخاصة، فحرصت القيادة على توفير الإمكانيات والسبل والتقنيات التي يتطلبها التعليم لبناء جيل مؤهل يمتلك الخبرة للتعامل مع التغيرات في سوق العمل.

 

وبعد قيام الاتحاد عام 1971، حدثت قفزة كبيرة في مجال التعليم، فتأسست الوزارات الاتحادية، ومنها وزارة التربية والتعليم، وانتشرت المدارس الحكومية المجهزة بأحدث الوسائل، وشاركت البعثات التعليمية القادمة من البلدان العربية، الإمارات في نهضتها الناشئة، وسارعت لتسهم في تطور التعليم الحديث، فزادت نسبة المتعلمين، وتعاقبت الخطط للقضاء على الأمية.

 

ووفقا لتقرير صادر عن المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، فقد قفز عدد المدارس من 227 مدرسة في عام 1975، ليصل إلى 2,670 مدرسة في عام 2020 بنسبة زيادة بلغت 1076%، بينما بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في الدولة إلى 134 مؤسسة في الوقت الحالي.

 

تشريعات جديدة

 

وبالتزامن مع احتفالات عام الخمسين، اعتمد رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أضخم مشروع لتطوير التشريعات والقوانين الاتحادية في الدولة، بهدف دعم أمن واستقرار المجتمع، وحفظ حقوق الأفراد والمؤسسات، في حزمة من القوانين وتعديلاتها تواكب تطلعات الدولة، وترسخ مفهوم بناء الإنسان.

 

وتأتي التغييرات في “اليوبيل الذهبي” للدولة، لتشمل أكثر من 40 قانونا، حيث تهدف حكومة الإمارات من هذه التعديلات لإجراء تغييرات قانونية نوعية، بما يتناسب مع رؤية قيادتها وطموحات مجتمعها، ويلبي في الوقت نفسه تطلعات قطاعات محورية ومتنوعة، ويعزز مكانة الدولة وتنافسيتها وموقعها على خارطة المستقبل.

 

ومن بين القوانين التي جرى التعديل عليها، قانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، قانون الجرائم والعقوبات، قانون مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية، وقانون حماية البيانات الشخصية، وهي قوانين كلها في صالح حقوق الإنسان وحمايته من أي اعتداء سواء بدنياً أو فكرياً، وتساهم في تحقيق المزيد من الطمأنينة لدى جميع الموجودين على الأراضي الإماراتية.

 

 

 

الإفراج عن السجناء

 

واحتفالا بالعيد الخمسين، تقرر الإفراج عن 2405 نزلاء من المنشآت الإصلاحية والعقابية ممن صدرت بحقهم أحكام في قضايا مختلفة، حيث أفرج رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عن 870 نزيلاً، فيما قرر حكام باقي الإمارات الإفراج عن 1535 نزيلا.

 

نجاحات محلية

وفي مجال الاهتمام بحياة ورفاهية الإنسان، حققت الإمارات نجاحات عدة على المستوى المحلي في ذلك المجال، وكشف تقرير للمركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، عن تحقيق القطاع الصحي في الدولة قفزات نوعية وإنجازات كبيرة خلال الـ50 عاما الماضية.

 

وبحسب التقرير، تطور عدد المستشفيات في الدولة عام 2020 ليصل إلى 173 مستشفى، مقارنة بـ16 مستشفى في عام 1975، بنسبة زيادة بلغت 981%، وبلغ عدد الأطباء 26,106 عام 2020، مقارنة بـ2,359 طبيبا عام 1985، بنسبة زيادة وصلت إلى 1007%.

 

ودعما لحقوق المرأة في العمل والحياة، عززت المرأة الإماراتية خلال الخمسين عاما الماضية حضورها في جميع المجالات، وتشكل النساء 50% من عضوية المجلس الوطني الاتحادي في الدولة، فيما تمثل الإناث 60% من أعضاء مجلس الإمارات للشباب والمجالس المحلية للشباب، و24% من أعضاء مجالس الإدارات في الجهات الاتحادية والمحلية.

 

وللمساهمة في جعل الحياة أكثر رفاهية للمواطنين، أنشأت الإمارات وزارة للسعادة عام 2016، وكانت أول وزيرة للسعادة هي عهود خلفان الرومي، والتي كان من مهامها، مواءمة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع.

 

 

إنجازات دولية

 

وخلال الخمسين عاما الأولى منذ تأسيس الإمارات، استطاعت الدولة تحقيق عدد كبير من الإنجازات الدولية، في مجالات عدة تستهدف في المقام الأول بناء الإنسان والارتقاء بحياة البشر، واستطاعت الإمارات أن ترسي مبادئ إنسانية جعلتها تتفوق على دول أوروبية وغربية عدة، في جعل الحياة أكثر سعادة وأمنا لمواطنيها وللمقيمين أو حتى الزوار القادمين إليها.

 

في 6 نوفمبر الماضي، فازت الإمارات، ممثلة في «جمعية الإمارات الطبية» و«شعبة أمراض النساء والولادة»، في انتخابات الجمعية العامة للاتحاد الدولي لأمراض النساء والولادة (FIGO)، حصلت للمرة الأولى على منصبين رئيسيين في الاتحاد، لتصبح أحد مواضعي السياسات الصحية للمرأة على مستوى العالم.

 

وتوجت جهود الإمارات في مجال حقوق الإنسان في 14 أكتوبر الماضي، عندما فازت بعضوية مجلس حقوق الإنسان الأممي، للفترة من 2022 -2024، وذلك بعد حصولها على 180 صوتاً، عن مجموعة دول آسيا والمحيط الهادي، في الانتخابات التي جرت بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، في اقتراع سري.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية