آمنة نصير: تحويل الإنسان بعد موته إلى شجرة "إهانة" وضد موروثنا الإسلامي

آمنة نصير: تحويل الإنسان بعد موته إلى شجرة "إهانة" وضد موروثنا الإسلامي

ربما تختلف الديانات والتيارات الفكرية في اعتقادها عن مصير الإنسان بعد الموت، وعليه تختلف طريقة مواراة الجثمان، المسيحيون وهم الأكثرية يرون في التابوت طريقة لإكرام موتاهم، فيما التكفين والدفن الطريقة الشرعية لدى المسلمين، بينما ترى عقائد أخرى كبعض طوائف الهنود أن حرق الجثة وذرها في الريح هي الأنسب، إلا أن ثمة طريقة مختلفة ظهرت مؤخرًا في كندا لديها وجهة نظر في ضرورة تحويل الإنسان بعد موته إلى شجرة.

حيث يرون دفن الميت بتلك الطرق المعروفة، إهدارا لقيمة غذائية عالية تحتاجها النباتات والأشجار ويحتاجها الكوكب بدوره لمواجهة تغيرات المناخ، المتسببة فيها كثرة الانبعاثات الحرارية والمواد الضارة بالأرض.

وهو ما دفع المصممين الإيطاليين أنا تشيتلي Anna Citelli، وراؤول برتزل Raoul Bretzel إلى تصميم ما أسمياه مشروع "كبسولة موندي" The Capsula Mundi project، أو حاضن الدفن العضوي Organic Burial Pods، وCapsula Mundi تعني باللاتينية، تحول الجسد بين المواد الثلاث التي تكون العالم، وهي الحيوان والنبات والمعدن. 

إلا أن الحكومة الإيطالية ما زالت غير موافقة على هذا الأسلوب في الدفن، إلا أنه تم زرع العديد من الموتى بهذه الطريقة في الولايات المتحدة وكندا. 

فوائد بيئية واقتصادية

فكرة الكبسولة قد يراها البعض غير منطقية وإهانة للإنسان، وقد يراها آخرون أنها مثالية وتتفق مع روح الديانات السماوية المعظمة للحياة.

وتتلخص الفكرة في وضع الجسد في وضعية الجنين، ويغلف بمادة بلاستيكية صديقة للبيئة، تتحلل في التربة وبعد أن يدفن الجسد في الأرض توضع بذرة شجرة، أو تزرع شجرة فوق الجسد، ليتحلل عضويا ويحول الجسم الميت إلى مواد غذائية لشجرة سوف تنمو من رفات الجسد المتحلل، ويوفر أصحاب الفكرة لائحة من الأشجار المناسبة لكل بيئة لاختيارها.

وهنا يشير المصممان إلى عدة فوائد في مجال دفن الموتى بهذه الطريقة: 

أولاً: بدلا من وجود مقبرة بشواهد قبور، يمكن بهذه الطريقة أن تتحول المنطقة إلى حديقة عامة مليئة بالأشجار، أو إلى غابة مقدسة، تساهم في حماية البيئة. 

ثانياً: بدلا من قطع الأخشاب لصنع التوابيت، فإنه فضلا عن التكلفة الاقتصادية، فإن الميت ينقذ شجرة أو أشجارا، ويساهم في زراعة شجرة إضافية، والمحافظة على البيئة.

ثالثاً: من يزور "القبر – الشجرة" لن يذكر المتوفى فحسب، بل سينعم بظل ونسيم شجرة الميت. 

هذا ولن تزود الشجرة ببطاقة تشير إلى اسم المُتوفّى، بل ستكون موجودة على جهاز تحديد المواقع GPS، فضلا عن إمكانية توسيع نطاق الدفن ليشمل الحيوانات المنزلية الأليفة في المستقبل. 

 

إهانة للمتوفى

قالت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والبرلمانية السابقة، آمنة نصير: "إن دفن الإنسان بهذه الطريقة إهانة لجسد المتوفى وضد موروثنا الإسلامي والثقافي، ولن تسمح الدول بتنفيذ تلك الفكرة".

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، يمكن تنفيذ هذه الفكرة في أوروبا وهم أحرار في موتاهم، لكن العقيدة الإسلامية للمتوفى لها خصوصية ننفرد بها بين البشر جميعًا، وهي احترام جثة الميت بأن توضع في تربة ترابية التي منها خلق، حيث خلق الإنسان من الطين وإليه نعود، والشريعة الإسلامية لا تجيز  مثل هذه الأفكار المستحدثة.

وتابعت نصير، "دفن الإنسان بالضوابط الإسلامية لا يؤثر على التربة سلبًا، على العكس تمامًا، تحلل الجثة داخل المقبرة لا يؤثر سلبا على البيئة أو المناخ، و(اختراعات الأجانب متنفعش معانا)، هم أحرار في عقائدهم وأفكارهم". 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية