أسوشيتدبرس: الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال تمثل تهديداً للاقتصاد العالمي
أسوشيتدبرس: الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال تمثل تهديداً للاقتصاد العالمي
قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، إن عواقب الأزمة الروسية الأوكرانية ما تزال تمثل تهديدا مدمرا للاقتصاد العالمي، رغم مرور 6 أشهر على بدء الحرب.
وأشارت الوكالة في تقرير لها إلى أن الحكومات والشركات والعائلات حول العالم تشعر بالآثار الاقتصادية للحرب، والتي جاءت بعد عامين فقط من تأثير جائحة كورونا على التجارة العالمية، فالتضخم يشهد ارتفاعا، كما أن التصاعد الهائل في أسعار الطاقة قد زاد من احتمال أن يكون الشتاء القادم مظلما وباردا، وأصبحت أوروبا تقف على حافة الركود.
ولفت التقرير إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء ونقصه، والذي تفاقم بقطع إمدادات الأسمدة وشحنات الحبوب من أوكرانيا وروسيا قبل أن يتم استئنافها ببطء، يمكن أن يسفر عن تفشٍ للجوع واضطرابات واسعة في دول العالم النامي.
وبحسب الوكالة أدت الحرب الروسية إلى تخفيض صندوق النقد الدولي توقعاته للاقتصاد العالمي للمرة الرابعة في عام، وتوقع الصندوق أن يكون النمو هذا العام 3.2%، متراجعا عن توقعاتها السابقة في يوليو 2021 بأن يكون 4.9%.
وقال، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي بيير أوليفييه جورنشاس، إن العالم ربما يكون قريبا من حافة ركود عالمي، بعد عامين فقط من الركود الأخير.
بينما قال برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، إن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة أوقع 71 مليون شخص في أنحاء العالم في براثن الفقر في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، وكانت دول البلقان وإفريقيا جنوب الصحراء هي الأكثر تضررا.
ونوه التقرير إلى توقعات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، أن ما يصل إلى 181 مليون شخص في 41 دولة قد يعانون من أزمة جوع هذا العام.
وحتى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، كان الاقتصاد العالمي يعاني من الضغوط، فقد ارتفع معدل التضخم بشكل هائل حيث ضغط التعافي من ركود الوباء، الذي كان أقوى من المتوقع، على المصانع والموانئ وتسبب في تأجيل ونقص للسلع وارتفاع الأسعار، مما دفع البنوك المركزية إلى رفع معدلات الفائدة في محاولة لتهدئة النمو الاقتصادي والحد من ارتفاع الأسعار.
بداية الأزمة
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
ارتفاع الأسعار
وأدت الحرب، وما تبعها من فرض العقوبات الغربية لعزل روسيا كعقاب لها، إلى ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والأسمدة والطاقة بشكل كبير، حيث تقدم روسيا وأوكرانيا معا نحو ثلث إمدادات القمح العالمية.
وفقدت أوكرانيا معظم موانئها الكبيرة إثر الحرب، ومنها خيرسون وماريوبول، وتخشى أن تحاول روسيا كذلك السيطرة العسكرية على موانئ أوديسا.
وقالت الأمم المتحدة إن 36 دولة تعتمد على روسيا وأوكرانيا في الحصول على أكثر من نصف وارداتها من القمح، ومنها بعض من أفقر الدول مثل لبنان وسوريا واليمن والصومال والكونغو الديمقراطية.
أزمة غذاء كبيرة
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية -إلى جانب تفشي جائحة كورونا منذ بداية عام 2020- في أزمة غذاء كبيرة في مختلف دول العالم، وتتبادل روسيا والدول الغربية الاتهامات بالمسؤولية عن ارتفاع الأسعار وأزمة الغذاء التي يعاني منها العالم حاليا بسبب الحرب.
وتعد أوكرانيا وروسيا مشاركين أساسيين في إنتاج الغذاء العالمي، حيث تمثلان 53% من التجارة العالمية في زيت عباد الشمس والبذور، و27% في القمح، وفقًا للأمم المتحدة.