أغسطس الأشد حرّاً في الصين منذ بدء تسجيل البيانات
أغسطس الأشد حرّاً في الصين منذ بدء تسجيل البيانات
أعلنت السلطات الصينية أن شهر أغسطس الفائت كان الأكثر حرّا منذ بدء تسجيل البيانات، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء، بعد موجة حر غير معهودة في شدّتها أدت إلى جفاف أنهار وتدمير محاصيل وانقطاعات في شبكات الكهرباء.
شهدت مناطق جنوب الصين الشهر الماضي موجة حر رجّح خبراء بأنها قد تكون من بين الأسوأ في تاريخ العالم، إذ تجاوزت الحرارة في أجزاء من مقاطعة سيتشوان ومدينة تشونغتشينغ الكبرى 40 درجة مئوية بكثير على مدى أيام، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وبلغ معدّل درجات الحرارة في أنحاء البلاد 22,4 درجة مئوية، وهو ما يتجاوز المعدل الطبيعي بـ1,2 درجة، وفق ما ذكرت شبكة "سي سي تي في" الرسمية، نقلا عن هيئة الأرصاد الوطنية.
وأفاد التقرير بأن نحو 267 محطة أرصاد جوية في مختلف أنحاء البلاد سجّلت الشهر الماضي درجات حرارة مطابقة أو تتجاوز الدرجات القياسية المسجّلة في السابق.
كما كان الشهر الماضي أغسطس الثالث الأكثر جفافا في الصين على الإطلاق، إذ كان معدل هطول الأمطار أقل بنسبة 23,1 في المئة من المعدل الطبيعي.
ونقلت "سي سي تي في" عن هيئة الأرصاد الجوية قولها إن "معدّل عدد الأيام التي سجّلت فيها حرارة مرتفعة كان مرتفعا بشكل غير طبيعي وتواصل درجات الحرارة الإقليمية المرتفعة التأثير على بلدنا".
ويزداد تكرار وشدة عوامل الطقس القاسية مثل موجات الحر والجفاف والفيضانات نتيجة التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية.
ودفع وصول درجات الحرارة إلى 45 مئوية الشهر الماضي عدة مقاطعات صينية إلى فرض انقطاعات في الطاقة للتعامل مع ازدياد الطلب على الكهرباء نتيجة استخدام السكان المتزايد لمكيفات الهواء.
وأظهرت صور من تشونغتشينغ أن أحد روافد نهر يانغتسي جف تقريبا، بينما تراجع منسوب أكبر بحيرة صينية للمياه العذبة تقع شرقا بشكل كبير.
وبينما حذّرت السلطات المحلية من أن الجفاف يمثّل "تهديدا كبيرا" لحصاد العام الجاري، أقرت الحكومة المركزية حزم تحفيز بمليارات اليوان لدعم مزارعي الأرز.
ونقلت صحيفة "الشعب" الرسمية عن جانغ داكوان، وهو مسؤول رفيع في مركز المناخ الوطني الصيني، قوله: "هذا تحذير لنا لتذكيرنا بأنه يتعيّن علينا تعميق فهمنا للتغير المناخي وتحسين قدرتنا على التأقلم معه من النواحي كافة".
وأضاف: "يتوجب أيضا توعية مختلف شرائح المجتمع للتأقلم مع التغير المناخي.. والسعي للحد من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والخسائر".
ويتوقع أيضا تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في أنحاء الصين خلال سبتمبر، وفق نائب مدير هيئة الأرصاد الجوية شياو تشان.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.