بوتين: الحبوب الأوكرانية تذهب للدول الأوروبية وليس إلى البلدان النامية
بوتين: الحبوب الأوكرانية تذهب للدول الأوروبية وليس إلى البلدان النامية
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن صادرات الحبوب الأوكرانية تتّجه بشكل أساسي إلى دول الاتحاد الأوروبي وليس إلى الدول الفقيرة، ما يمثل خطر "كارثة إنسانية".
وقال "بوتين"، خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الروسية، "كلّ الحبوب المصدّرة من أوكرانيا تقريبا لا تُرسَل إلى الدول النامية والدول الأكثر فقرًا، بل إلى دول الاتحاد الأوروبي"، بحسب وكالة "فرانس برس".
وهي معلومات لا تؤكدها بشكل كامل الأرقام التي قدمتها تركيا، وتفيد بأن 36% فقط من الحبوب الأوكرانية ذهبت إلى دول الاتحاد الأوروبي.
اضطرت أوكرانيا، أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم، إلى وقف جميع عمليات التسليم تقريبًا بعد بدء الغزو الروسي في 24 فبراير الماضي.
واستؤنفت صادرات الحبوب عبر موانئ البحر الأسود بعد أن وقعت كييف وموسكو في يوليو الماضي، اتفاقًا تحت إشراف الأمم المتحدة وتركيا.
خداع أوروبي
وقال بوتين أمام العديد من المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين الآسيويين، "ما نلاحظه هو خداع، موقف متهور حيال هؤلاء الشركاء الذين كان من المفترض أن يتم كل هذا من أجلهم".
ندد الرئيس الروسي بموقف "استعماري" من جانب الدول الغربية لا سيما أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين "يفكرون أولا بأنفسهم، بمصالحهم"، مضيفا "أنهم لا يأبهون".
وأضاف "انظروا إلى العدد: 80 سفينة واثنتان فقط إلى الدول النامية" أي 3% فقط، مشيرا إلى أنه "بحث مع مسؤول أوروبي" هذا الموضوع "قبل شهر، مضيفا "لكن كمية الحبوب التي أرسلت إلى الدول النامية لا تتزايد".
وتابع في خطاب استمر أكثر من نصف ساعة، "هذا يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وقال "ربما يجب أن نفكر في كيفية الحد من صادرات الحبوب ومنتجات غذائية أخرى عبر هذه الطريق".
وقال "سأتشاور مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان" الذي قام برعاية الاتفاق الذي أتاح تصدير الحبوب الأوكرانية.
بحسب الأرقام التي أوردها الأربعاء، مركز التنسيق المشترك في إسطنبول المكلف الإشراف على هذا الاتفاق، فإن مئة سفينة غادرت منذ مطلع أغسطس مرافئ أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني في أوكرانيا ونقلت 2,334,310 أطنان من الحبوب ومنتجات زراعة أخرى.
أبرز وجهات هذه الشحنات كانت تركيا (20%) وإسبانيا (15%) ومصر (10%) والصين (7%) وإيطاليا (7%)، تشكل الدول الأوروبية 36% من إجمالي الشحنات والدول الإفريقية 17%.
وقال المركز إن "30% من الشحنات نقلت إلى دول ذات دخل ضعيف أو متوسط متدنٍ"، لكن قسما كبيرا من الحبوب التي وصلت إلى تركيا أعيد تصديره خصوصا إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب محللين.
تأتي تصريحات بوتين فيما يتواصل القلق حول الأمن الغذائي العالمي الذي تأثر بسبب تداعيات النزاع في أوكرانيا.
استئناف صادرات الحبوب
أتاح اتفاق إسطنبول استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، لكن روسيا تشتكي منذ عدة أسابيع من عراقيل تعترض صادراتها الغذائية بسبب العقوبات الغربية.
وقال بوتين إن "الوضع يسير في الاتجاه الصحيح، لكن لا تزال هناك بعض القيود" تؤدي إلى "ارتفاع" الأسعار.
وأضاف، "آمل أن تتغير الأمور بشكل أو بآخر"، داعيا إلى قلب هذا الوضع"، وقال، "سنواصل عملنا على أمل أن تتحقق الأهداف التي نظم كل هذا من أجلها".
وتابع أن الأوروبيين استخدموا "ذريعة" حدوث "مجاعة" محتملة في العديد من مناطق العالم إذا لم يتسنَ تصدير الحبوب الأوكرانية سريعا لكي يحصلوا عليها في نهاية المطاف لديهم.
وقال "اتضح أن الغرب خدعنا مرة أخرى، لكن أيضا خدع الدول الفقيرة".
أزمة غذاء كبيرة
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية -إلى جانب تفشي جائحة كورونا منذ بداية عام 2020- في أزمة غذاء كبيرة في مختلف دول العالم، وتتبادل روسيا والدول الغربية الاتهامات بالمسؤولية عن ارتفاع الأسعار وأزمة الغذاء التي يعاني منها العالم حاليا بسبب الحرب.
وتعد أوكرانيا وروسيا مشاركين أساسيين في إنتاج الغذاء العالمي، حيث تمثلان 53% من التجارة العالمية في زيت عباد الشمس والبذور، و27% في القمح، وفقًا للأمم المتحدة.
العالم يواجه كارثة
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن العالم يواجه كارثة، بسبب أزمة الغذاء الحالية التي تسببت فيها الحرب في أوكرانيا، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقال غوتيريش، في كلمة عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، أمام قمة منعقدة في العاصمة الألمانية، برلين، نقلتها قناة "فرنسا 24" الإخبارية، في نشرتها الناطقة بالإنجليزية، إن "هناك خطرا حقيقيا بالإعلان عن العديد من المجاعات خلال العام الجاري، ويمكن أن يكون العام المقبل أسوأ".
وأضاف غوتيريش، أن الحرب في أوكرانيا زادت من الاضطرابات الناجمة عن تغير المناخ ووباء فيروس كورونا وعدم المساواة؛ مما تسبب في أزمة جوع عالمية غير مسبوقة تؤثر بالفعل على مئات الملايين من الأشخاص.