بريطانيا.. الموانئ والسكك الحديدية تواجه موجة من الإضرابات بعد الحداد
بريطانيا.. الموانئ والسكك الحديدية تواجه موجة من الإضرابات بعد الحداد
يستعد اثنان من أكبر موانئ بريطانيا لإضرابين متداخلين للعمال خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مما يهدد بمزيد من التعطل للتدفق التجاري للبلاد بسبب خلاف بشأن الأجور، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.
وتستعد نقابات عمال السكك الحديدية بشكل منفصل إلى إحياء حركة الإضرابات التي تم تأجيلها لمرور البلاد بفترة حداد عقب وفاة الملكة إليزابيث الثانية، ومن المحتمل أن يتم إعلان التفاصيل الأسبوع المقبل بعد جنازتها.
وفى الوقت الذي أدى فيه وفاة الملكة إليزابيث الثانية، الخميس الماضي، إلى قطع الإضرابات التي حفزها ارتفاع التضخم، فمن المقرر أن تعود الإضرابات في مجالات عديدة بعد الحداد الوطني.
وسيمثل ازدياد الإضرابات تحديا كبيرا لرئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس، التي تكافح بالفعل الأزمة المحيطة بزيادة تكلفة الطاقة.
ارتفاع مستوى المعيشة
وتشهد بريطانيا ارتفاعا في تكاليف المعيشة مع بلوغ التضخم أعلى مستوى يسجله منذ 40 عاما وهو 10,1% وارتفاع أسعار الطاقة.
وتتوقع مجموعة "غولدمان ساكس" الاستثمارية أن يتجاوز ارتفاع الأسعار 20% اعتبارا من أوائل العام المقبل إذا ظلت أسعار الغاز بالجملة مرتفعة.
وتزايدت حركات الاحتجاج منذ أشهر وامتدت من قطاعي السكك الحديد والطيران إلى الخدمات البريدية والاتصالات وحتى المحامين الجنائيين.
ولم تشهد بريطانيا إضرابات بهذا الحجم منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما سعت رئيسة الوزراء المحافظة مارغريت تاتشر إلى إضعاف النقابات في إطار سياسة اقتصاد السوق الحرة.
وقتها، أطلق على التحرك اسم "صيف السخط"، في إشارة متعمدة إلى "شتاء السخط" الذي شهد من 1978 إلى 1979 موجة إضرابات للقطاع العام قبل وصول تاتشر إلى السلطة.
أزمة طاقة
تتأهب أوروبا بأسرها لكابوس قطع روسيا إمدادات النفط عن الدول الأوروبية، كرد فعل للعقوبات الدولية المفروضة على موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقالت الكاتبة كريستينا لو، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن هذا الكابوس أصبح حقيقة ماثلة بعد قيام روسيا بمنع إمدادات الغاز عن أوروبا من خلال خط أنابيب نورد ستريم-1 بدعوى القيام بأعمال صيانة.
وأوضحت الكاتبة الأمريكية أن القارة الأوروبية تتأهب حالياً لأكبر أزمة طاقة تتعرض لها عبر تاريخها بسبب قطع روسيا إمدادات الغاز والنفط عنها، ولا سيما أن الدول الأوروبية تعتمد على روسيا بنسبة تصل إلى 40% في توفير احتياجاتها من الطاقة ما جعل الواردات الروسية تمثل شريان حياة بالنسبة لدول أوروبا.
وقالت إن تلك الأوضاع أثارت قلق ومخاوف قادة الدول الأوروبية ولا سيما في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار الطاقة عالمياً، ما دفع العديد من الدول إلى اللجوء إلى خطط طوارئ لمواجهة الأزمة الحالية.