الاتحاد الأوروبي: الظروف غير ملائمة لعودة اللاجئين السوريين

الاتحاد الأوروبي: الظروف غير ملائمة لعودة اللاجئين السوريين
اللاجئين السوريين

 

أكد الاتحاد الأوروبي أن الظروف الملائمة لم تتوافر بعد لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وأنه سيدعم عودتهم في الوقت المناسب، وذلك في سياق تعليقه على ما يتردد حول برامج العودة الآمنة والمبكرة للاجئين.

وأوضحت بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا، في بيان، أن رئيس البعثة دان ستوينيسكو، التقى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في دمشق، مشيراً إلى دعم الاتحاد لجميع أعمال المفوضية السامية للأمم المتحدة بشأن اللاجئين في سوريا، بما في ذلك العودة الطوعية، وفق وكالة أنباء الأناضول.

وجاء في البيان: "جميع السوريين لهم الحق في العودة إلى ديارهم، لكن الشروط لم تتحقق بعد".

وأضاف ستوينيسكو: "المطلوب أولا هو تهيئة ظروف العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين، والنازحين في الداخل السوري، وفقا للقانون الدولي ومبدأ عدم الإعادة القسرية".

وتابع البيان: "الاتحاد الأوروبي سيدعم عمليات العودة التي تُسهّلها الأمم المتحدة بمجرد أن تسمح الظروف بذلك".

ويردد الاتحاد الأوروبي في بياناته، بأنه ملتزم بالحل السياسي الدائم في سوريا، وأن التطبيع مع الأسد وإعادة إعمار سوريا ورفع العقوبات أمور غير واردة ما لم تنتهِ الحرب.

وتدعو العديد من الدول التي تستضيف لاجئين خاصة لبنان وتركيا والأردن إلى عودة اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها بشكل عاجل، تحت ذرائع التغيير الديموغرافي ونقص الموارد المالية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنهم، في حين تؤكد هيئات ومنظمات حقوقية أن برامج العودة إلى سوريا يجب أن تكون طوعية وآمنة ومرتبطة بإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، تنجم عنه انتخابات ودستور جديد يكفل حقوق المواطنين.

عدد اللاجئين السوريين

بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تؤكد أنَّ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مختلف دول العالم وصل عام 2021 إلى نحو 6.6 مليون لاجئ، منهم 5.5 مليون موزعون على الدول المجاورة لسوريا، يعيش معظمهم في المناطق الحضرية، فيما هناك لاجئ من بين 20 لاجئاً يعيش في مخيمات للاجئين، لكن عموماً تجزم المفوضية أن "الحياة في كل الدول المجاورة تعدّ صراعاً يومياً لملايين اللاجئين السوريين من ذوي الموارد المالية الضئيلة أو المعدومة".

جغرافياً، يتوزع العدد الأكبر من اللاجئين السوريين المسجلين في الدول المجاورة على تركيا التي تستضيف العدد الأكبر منهم بنحو 3.6 مليون لاجئ، ثم يأتي لبنان في المرتبة الثانية باستقباله نحو 865 مليون لاجئ مسجل، فيما تتحدث التقديرات عن 1.5 مليون لاجئ مسجل وغير مسجل، ثم الأردن ثالثاً، وهو يستضيف نحو 660 ألف لاجئ، أما العراق، فقد تم إحصاء وجود أكثر من 244 ألف لاجئ سوري يعيشون على أراضيه، وفي مصر، هناك نحو 140 ألف لاجئ يحصلون على مساعدات أممية.

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية للبلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

ومع اندلاع الحرب السورية في عام 2011 أغلقت نافذة لبنان إلى الشرق، ما كبد لبنان خسائر مالية واقتصادية كبيرة، كما استقبل موجات من النازحين السوريين الذين يبحثون عن الأمان والفرص الاقتصادية وهو ما زاد من حدة الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد والتي دفعت بعض الأصوات للمطالبة بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم كجزء من حلحلة الأزمة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية