بسبب أزمة الطاقة.. مصانع أوروبا تتوقف جزئياً واللوفر ينام باكراً
بسبب أزمة الطاقة.. مصانع أوروبا تتوقف جزئياً واللوفر ينام باكراً
تمضي روسيا قدمًا لإيقاف إمداداتها من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي لحين رفع عقوباته الاقتصادية، في وقت تعاني فيه الأوضاع الداخلية في أوروبا بسبب أزمة الطاقة لديها، لدرجة فرضها أوضاعا استثنائية وإجراءات احترازية كما لو كانت في حالة حرب.
وتناقلت تقارير صحفية ما أعلنته وزيرة الثقافة الفرنسية، ريما عبدالملك، أن متحف اللوفر الشهير سيطفئ أنواره في وقت مبكر، كإجراء رمزي، للتذكير بأزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الأوكرانية.
كما سيطفئ متحف فرساي أنواره لنفس السبب، وكانت مدينة باريس قد أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع أنها ستبدأ بإطفاء الأضواء التي تزين معالم المدينة قبل ساعات من المعتاد، ما جعل برج إيفل ومعالم أخرى تغرق في الظلام لمواجهة ارتفاع تكاليف الكهرباء.
وأضافت الوزيرة أن أنوار "هرم اللوفر" سيتم إغلاقها أيضا الساعة 11 مساء بدلا من الأولى صباحا.
وستطفئ واجهة "شاتو دو فرساي" في جنوب غرب باريس أنوارها الساعة العاشرة مساء قبل ساعة من الموعد المحدد.
وأشارت إلى أن "الرموز مهمة للغاية لرفع مستوى الوعي العام"، مضيفة أن الإجراءات الرمزية وحدها لن تكون كافية لخفض استخدام الكهرباء.
وحضت الوزيرة المؤسسات الثقافية في فرنسا على اتباع أساليب توفير الطاقة، مثل تلك التي اتبعها متحف أورساي في باريس والتي "خفضت استهلاك الطاقة بمقدار الثلث فقط عن طريق تغيير المصابيح والتحول إلى مصابيح الإضاءة الموفرة".
وقف جزئي للصناعة
وفي أحدث تعليق على تداعيات أزمة الطاقة على الأوضاع الداخلية في أوروبا، حذّر رئيس وزراء هنغاريا، فيكتور أوربان، من أن القارة قد تشهد وقفا لعمل 40 بالمئة من صناعاتها في الشتاء على إثر القرار الروسي.
وقلصت موسكو التدفقات عبر الخط إلى 40 بالمئة في يونيو و20 بالمئة في يوليو، بعدما أعلن عملاق الغاز الروسي "غازبروم"، تعليق عمليات التسليم كليا عبر خط أنابيب الغاز نورد ستريم.
وعلى وقع التأثيرات التي أحدثتها أزمة الطاقة على قطاعات عدة في منطقة اليورو، تضع الحكومات الأوروبية آمالًا على إجراءاتها الاستثنائية في حماية الأسر والشركات من تداعيات الخطوة الروسية التي دفعت أسعار الطاقة لارتفاعات قياسية، ومواجهة احتجاجات واسعة في عواصمها
.jpg)
إجراءات احترازية غير كافية للحل
وقال خبير اقتصاد الطاقة والبيئة، وعميد كلية التجارة جامعة الأزهر، محمد يونس: "إن ما تقوم به أوروبا مجرد إجراءات احترازية ولا تكفي لحل الأزمة وإنما تخفف منها ومن آثارها، فقد وصلت الأزمة لمستوى غير مسبوق إلى حد أن البعض علق الأخشاب و"قوالح" الذرة، في إشارة منهم إلى أن أوروبا تعود إلى العصر الحجري وقت أن كان الإنسان يستخدم النار للتدفئة، ستتأثر أوروبا بشكل كبير بأزمة الطاقة الحالية خاصة مع قدوم فصل الشتاء".
واستطرد، هناك اقتراحات غير منطقية كإنشاء حمامات جماعية لتوفير الطاقة، وفكرة استعاضتهم بالفحم عن الغاز لن تغني وكذلك ضار بالبيئة، ستتسبب ف مزيد من الغازات الانبعاثية مما يضر بالإنسان والحيوان، إلا إذا استعانوا بالطاقة الهيدروجينية ولكنها أيضًا مكلفة، لا شك أن الناتج لديهم سيقل ومن ثم القيمة المضافة ومعدل النمو، وعليه سيتأثر الاقتصاد.
.jpg)
عميد كلية التجارة جامعة الأزهر، الدكتور محمد يونس
للخلف در
قال الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للاستشارات القانونية، خالد الشافعي: "إن دول الاتحاد الأوروبي تعمل ببرجماتية لإنقاذ كل نفسه وشعبه، هناك حالة من التفكك والسعي جاهدًا لصالح مواطنه، فقد شاهدنا من قطع فرنسا شبكة الطاقة بينها وبينها إيطاليا بسبب الأزمة لاحتياجها، وما تفعله الآن يعد إجراءات احترازية تدعو من خلالها شعبها إلى الحد من استهلاك الكهرباء والعمل والتحوط من عدم وجود كهرباء في الفترة القادمة، نتيجة تأثير الحرب الروسية-الأوكرانية والظروف التي يمر بها الاتحاد الأوروبي".
.jpg)
الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للاستشارات القانونية، خالد الشافعي
وأضاف، أوروبا للخلف دور في جميع الأمور التي يقوم عليها الاقتصاد الأوروبي وخاصة الصناعة، فالطاقة تعني مصانع وتشغيلا وعمالة ومنتجا وفرص عمل وحجم إنتاج، كل هذا حتمًا سيتأثر وبنسبة كبيرة، هل يستطيعون توفير ما يكفي للاستهلاك المحلي، كيف سيعملون؟ الزراعة لديهم مبنية على الطاقة والآلات وكذلك الإنتاج الحيواني، إذا لم يتم توفير طاقة فالكارثة قادمة لا محالة، والكارثة متمثلة في نقص الغذاء والإنتاج الحيواني، وكل ما من شأنه يقيم حياة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى ضرورة اتجاه الجانب الأوروبي إلى حل، وهذا إما أن يكون بالتراجع عن العقوبات المفروضة على روسيا خاصة بعد تفحل الجانب الروسي وتحالفه مع الصين والهند لتكوين تكتل قادر على مواجهة تكتل الغرب بقيادة الولايات المتحدة، وعلى الغرب التفكير، هل أتت العقوبات بثمارها، هل للشعوب أن تجبر حكوماتها على التراجع، هل هناك دول تستطيع أن تسد احتياجات الاتحاد الأوروبي كبديل لما كانت تقوم به روسيا، الأيام القادمة ستحمل إجابات وأظنها غير مبشرة.