اليوم الدولي للمسنين.. اهتمام أممي بإدماج المسنات في خطط التعافي

اليوم الدولي للمسنين.. اهتمام أممي بإدماج المسنات في خطط التعافي

انطلاقا من المسؤولية الدولية نحو النساء المسنات، حثت الأمم المتحدة هذا العام على تحديد وإدماج احتياجات المسنات الخاصة في مراحل التعافي في حالات الطوارئ والعمل الإنساني وقضايا التغير المناخي.

ويحيي العالم اليوم الدولي للمسنين في الأول من أكتوبر من كل عام، لتعزيز التعاون وتضافر الجهود لتحسين حياة كبار السن وأسرهم ومجتمعاتهم.

وحثت الخبيرة المستقلة المعنية بتمتع كبار السن بجميع حقوق الإنسان، كلوديا ماهلر، الدول على ضرورة الاهتمام بقضايا النساء المسنات، وتحديد وإدماج الاحتياجات الخاصة للمسنات في مراحل التخطيط والاستجابة والتعافي في حالات الطوارئ والعمل الإنساني، وكذلك في تغير المناخ وتدابير الحد من مخاطر الكوارث وبناء السلام.

ودعت ماهلر، في بيان أممي بهذه المناسبة، إلى ضرورة إشراك المسنات في جميع تصميمات السياسات ذات الصلة وتنفيذها ورصدها واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان حصول المسنات على المعلومات المتعلقة بالتشريعات والسياسات والخدمات التي تؤثر على حياتهن، من أجل التمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة والمشاركة بشكل هادف.

وأوضحت الخبيرة الأممية أن العيوب التراكمية المتعلقة بانخفاض المشاركة في القوى العاملة، وفجوة الأجور بين الجنسين، وأنماط التوظيف المتقطعة بسبب تقديم الرعاية، وزيادة انتشار العمل بدوام جزئي والعمل غير الرسمي، تعني أن النساء الأكبر سنا غالبا ما يتلقين معاشات تقاعدية منخفضة أو لا يحصلن عليها مطلقا.

بالإضافة إلى ذلك، يتم استبعاد العديد من المسنات من حيازة الأصول والممتلكات وتجميعها والتحكم فيها على مدار حياتهن، بما في ذلك بسبب أنظمة وممارسات الميراث التمييزية، على حد تعبيرها.

وأشارت كلوديا ماهلر إلى تفاقم هذه العيوب في الأزمات وحالات الطوارئ أيضا، سواء بسبب تغير المناخ أو الصراع أو جائحة كـوفيد-19، مع تكثيف أشكال التمييز المتعددة والمتقاطعة خلال هذه الحالات.

ومضت قائلة: "في حالات الطوارئ تصبح المسنات اللاتي قد يُنظر إليهن على أنهن عبء، أكثر عرضة للإساءة والإهمال".

وأكدت أنه رغم هذه العيوب والمخاطر المتزايدة التي تواجهها المسنات أثناء حالات الطوارئ، فغالبا ما يواصلن تقديم الدعم بين الأجيال وتقديم الرعاية مع المساهمة أيضا في دخل الأسرة.

كما أنهن يلعبن أدوارا مهمة في بناء السلام وحل النزاعات باعتبارهن حافظات لروايات ما قبل الصراع وتجارب العيش المشترك، ومنع التطرف والعمل كمستودعات للمعرفة حول ديناميات المجتمع.

وأشارت ماهلر إلى أن دور النساء الأكبر سنا بين الأجيال، فضلا عن مرونتهن الاستثنائية في دعم ورعاية الآخرين أثناء التعامل مع المحن الاقتصادية، أمر شائع، ولكن غالبا ما يتم تجاهله.

وأكدت الخبيرة الأممية الدور المهم الذي تلعبه النساء المسنات من الشعوب الأصلية، بوصفهن حافظات لمعارف مجتمعات الشعوب الأصلية، وكذلك بشأن الممارسات الطبيعية والمستدامة بيئيا التي تحمي النظم الإيكولوجية.

وقالت: "النساء الأكبر سنا هن أفضل من يدافع عن احتياجاتهن وشواغلهن وحقوقهن، وبالتالي فإن إبراز وجهات نظر المسنات والاعتراف بمساهمتهن الأساسية في المجتمع يساعد على مكافحة التنميط الجنساني الضار والمتحيز".

والشعوب الأصلية هي جماعات اجتماعية وثقافية متميزة تتشارك في روابط جماعية متوارثة عن الأجداد بالأراضي والموارد الطبيعية التي تعيش عليها أو تشغلها أو التي نزحت منها.

يذكر أن الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين في 15 يونيو من كل عام، وقالت في احتفالية العام الجاري 2022 إن "معدلات إساءة معاملة المسنين مرتفعة في مؤسسات مثل دور الرعاية طويلة الأجل".

وأوضحت المنظمة الدولية، أن معدلات إساءة معاملة المسنين زادت خلال جائحة كورونا، وأن إساءة معاملتهم أدت إلى إصابات جسدية خطيرة وعواقب نفسية طويلة المدى.

ووفق تقديرات أممية، فإنه من المتوقع أن تزداد إساءة معاملة المسنين، حيث إن العديد من البلدان تعاني بسرعة من شيخوخة السكان، وسيتضاعف عدد سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فأكثر، من 900 مليون في عام 2015 إلى حوالي 2 مليار في عام 2050.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية