بوركينا فاسو.. بلد فقير في منطقة الساحل يعاني وطأة العنف والإرهاب

بوركينا فاسو.. بلد فقير في منطقة الساحل يعاني وطأة العنف والإرهاب
بوركينا فاسو

تقع بوركينا فاسو التي شهدت نهاية سبتمبر انقلابا عسكريا هو الثاني خلال 8 أشهر في منطقة الساحل، وتعد من أفقر دول العالم، وهي تواجه منذ 2015 هجمات إرهابية متواصلة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

تقع بوركينا فاسو التي لا منفذ لها على البحر، بمحاذاة ساحل العاج ومالي والنيجر وبنين وتوغو وغانا.

ويتألف سكانها البالغ عددهم 21,5 مليون نسمة (أرقام البنك الدولي في 2021) من 60 مجموعة عرقية يشكل الموسي الأغلبية بينها، و60% من السكان مسلمون وحوالي ربعهم من المسيحيين.

سانكارا "أبو الثورة"

استقلت فولتا العليا، المستعمرة الفرنسية السابقة، في الخامس من أغسطس 1960. في 1966 أطاحت انتفاضة شعبية بأول رئيس هو موريس ياميوغو، تلتها 7 انقلابات عسكرية.

في 1983، تولى ضباط ثوريون شباب السلطة بقيادة توماس سانكارا، الذي أعاد تسمية البلد بوركينا فاسو ("بلد الرجال الشرفاء") وحاول أن يقودها على طريق التنمية الاقتصادية، لكنه طبق سياسته بقبضة من حديد.

في 15 أكتوبر 1987، تولى بليز كومباوري السلطة بعد انقلاب اغتيل فيه "أبو الثورة"، ولا يزال "تشي سانكارا" موضع تقدير كبير في بوركينا فاسو وإفريقيا.

 27 عاماً من حكم كومباوري 

في 1991، أعاد بليز كومباوري تأسيس نظام التعددية الحزبية بعد حكم عسكري دام 11 عاما، وانتُخب رئيسا في 1991 وأعيد انتخابه في 1998 و2005 (في مواجهة المعارضة التي قدمت مرشحين للمرة الأولى) و2010.

في 31 أكتوبر 2014  أطيح بليز كومباوري من السلطة تحت ضغط الشارع بسبب سعيه لتعديل الدستور من أجل البقاء في الحكم، وطلب "المغفرة" في 2022 من "شعب بوركينا فاسو" بسبب "المعاناة" التي لحقت به خلال سنواته الـ27 في السلطة.

في 29 نوفمبر 2015، تم انتخاب روش مارك كريستيان كابوري أحد كبار مسؤولي نظام كومباوري، رئيسا للبلاد، ثم أعيد انتخابه في 2020.

وأطيح بانقلاب في 24 يناير 2022 وباشر رجل البلد القوي اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا عملية انتقالية تستمر حتى صيف 2024.

وأطاحه هو نفسه انقلاب عسكري الجمعة.

إفريقيا.. أدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد السبت "التغيير غير الدستوري للحكومة" في بوركينا فاسو، بعدما أطاح ضباط في الجيش برئيس المجلس العسكري الحاكم بول-هنري سانداوغو داميبا.

ودعا الاتحاد الإفريقي في بيان له الجيش للامتناع فورا وبشكل كامل عن أي أعمال عنف أو تهديدات للسكان المدنيين والحريات المدنية وحقوق الإنسان، مطالبا بإعادة النظام الدستوري بحلول يوليو عام 2024 كحد أقصى.

اعتداءات إرهابية 

تشهد بوركينا فاسو منذ 2015 عمليات خطف وهجمات تنفذها عشرات الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش.

في 15 يناير 2016، أدى هجوم على فندق "سبلينديد" ومطعم "كابوتشينو" في واغادوغو إلى مقتل 30 شخصا، معظمهم من الغربيين، وكان هذا الاعتداء الأول من نوعه في البلد بمثابة صدمة حقيقية.

في يونيو 2021، قتل 132 شخصا على الأقل حسب الحكومة و160 حسب مصادر محلية، في هجوم على قرية سولهان (شمال شرق).

في 14 نوفمبر قُتل 57 شخصا على الأقل بينهم 53 من رجال الدرك، في هجوم على مفرزة للدرك في إيناتا (شمال).

وأدت أعمال العنف التي اشتدت في 2019 وتداخلت مع نزاعات بين مجموعات سكانية، إلى سقوط آلاف القتلى ونزوح حوالي مليوني شخص.

وتبدو قوات الأمن عاجزة عن وقف هذا العنف، واعتبر وسيط المجموعة الاقتصاديّة لدول غرب إفريقيا (إيكواس) رئيس نيجيريا السابق محمدو يوسفو في يونيو أن حوالي نصف أراضي البلد خارجة عن سيطرة الدولة.

ويثير وجود فرنسا في منطقة الساحل منذ 2013 لمحاربة الجهاديين، احتجاجات.

انعدام الأمن الغذائي 

بوركينا فاسو من أفقر دول العالم، صنفها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المرتبة 191 عام 2021.

وتهدد الأزمة الغذائية حوالي 2,3 مليون شخص، وقد يرتفع هذا العدد إلى 3,5 مليون خلال الفترة المرحلية بين المحاصيل، وفق تقرير أصدرته وزارة الزراعة في مارس.

في 2009، تقدم الذهب على القطن كأول مادة للتصدير، وبلغ إنتاج بوركينا فاسو من الذهب 66,6 طن عام 2021 ويستفيد البلد من ارتفاع أسعار هذا المنتج في العالم، وشكل هذا القطاع 13,13% من إجمالي الناتج المحلي عام 2019.

وتشهد سوق العمل في بوركينا فاسو تحولا، فبعدما كان قطاع الزراعة يمثل 80% من الوظائف عام 2000، تراجعت هذه النسبة إلى 26% فيما ارتفعت نسبة الوظائف في قطاع الخدمات من 13% إلى 50%، وفق أرقام منظمة العمل الدولية.

وكانت هذه الدولة سياحية في الماضي لكن الغربيين باتوا يمتنعون عن زيارتها بسبب الهجمات الإرهابية.

 أكبر مهرجان للسينما الإفريقية 

ينظم مهرجان للسينما والتلفزيون في عموم إفريقيا (فيسباكو)، أكبر تجمع للفن السابع الإفريقي، كل سنتين في واغادوغو.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية