لعدم الأمان المادي.. نصف النساء بلا أطفال في سن الثلاثين

لعدم الأمان المادي.. نصف النساء بلا أطفال في سن الثلاثين

رغم ما يعيشه الإنسان من تطور وازدهار على كل المستويات، ما يكون له انعكاس إيجابي على حياته من حيث جعلها أكثر سهولة ورخاء، فإن الواقع يخبرنا أن الإنسان يعيش حياة غير آمنة ماديًا ومهنيًا واجتماعيًا مما يكون له أثر على قرار زواجه أو إنجابه أطفالًا قبل تأمين ذاته أولًا.

ووفقًا لما نشرته تقارير متخصصة، وجدت دراسة جديدة أن أكثر من نصف النساء بلا أطفال في سن الثلاثين، وأن السبب الرئيسي وراء ذلك هو التركيز على العمل. 

وتم إعداد الدراسة لفهم سبب تأخر النساء في إنجاب الأطفال، ومنحت 411 مشاركة قائمة من 11 خيارا، وطلب منهم اختيار ما يصل إلى ثلاثة خيارات كانت مهمة في تحديد العمر المفضل لديهم للأمومة. 

وكشفت النتائج أن العمل كان العامل الأكبر للتأخر بالإنجاب، يليه الشعور بالاستعداد والوضع المالي. 

ووجد الاستطلاع، الذي قادته كلية لندن الجامعية، أن 30 هو متوسط العمر المفضل لإنجاب طفل لأول مرة، وذلك نابع من رغبة النساء بتطوير حياتهن المهنية.

وقال الباحثون إن العديد من النساء يرغبن في إنجاب طفل فقط عندما تكون حياتهن المهنية وأموالهن وعواطفهن مستقرة. 

وفي التقرير ذاته، أوضحت البروفيسور جويس هاربر، المؤلف الرئيسي للدراسة أن النساء ما زلن يعطين الأولوية لحياتهن المهنية على إنجاب طفل، حتى في عام 2022. 

وأضافت: النتائج توضح أهمية قيام أرباب العمل بدعم النساء للتقدم في حياتهن المهنية وتقديم أجر لائق، حتى تتمكن النساء من تحمل تكاليف رعاية الأطفال.

"جسور بوست"، ناقشت الدراسة مع متخصصين.

https://jusoorpost.com/public/uploads/62175dae42360453bc593ea5.jpg

نسبة وتناسب

علق الاستشاري النفسي، جمال فرويز على الدراسة بقوله: "إن تأخير الإنجاب خاصة لدى المجتمع الغربي يحدث وبنسبة كبيرة، خاصة أن الأوضاع الاقتصادية والشعور بعدم الأمان المادي، ورؤيتهم للزواج على أنه أمر مكلف ماديًا خاصة مع شخص غير مرغوب فيه".

وأكد "فرويز" أن الغالبية تفكر في تطوير ذاتها ماديًا ومهنيًا من باب الاطمئنان وكوسيلة للبقاء، وهو فكر سيطر مؤخرًا على الغالبية، ومنه ظهرت فكرة اللاإنجابيين، أو غيرهم ممن يدعون إلى الإنجاب بلا زواج، كل هذا بسبب التغيرات المجتمعة والمادية، وهي قابلة للزيادة، والأمر نسبة وتناسب، جيد بنسبة وليس على إطلاقه، فمن الجيد اهتمام الأنثى بدراستها وعملها وتأمين نفسها، حتى إذا ما حدثت مشكلات في العلاقة الزوجية تكون قادرة على الاعتماد على نفسها، ولكن لا يعني هذا عدم الزواج أو عدم الإنجاب فالأمر نسبة وتناسب.

وتابع: ارتفاع نسبة الطلاق عالميًا بشكل غير مسبوق يندرج تحت الخوف من المستقبل وعدم الاستقرار المادي، وذلك يعود إلى انهيار قيمي ومجتمعي، والبطالة التي تعاني منها المجتمعات.

https://jusoorpost.com/public/uploads/1450347_0(10).jpg

الاستشاري النفسي، جمال فرويز 

فكرة جيدة

وبدورها، علقت أخصائية علم النفس الإكلينكي، آية حسين بقولها: إن قرار تأخير الإنجاب له عوامل كبيرة، أولها الخوف من الالتزام، وتحمل مسؤولية تربية الأطفال، والبعض يخشى فكرة الزواج من الأساس، هل سيستمرون في العلاقة أم لا، فيعطون فرصة لحين التأكد من نجاح علاقة الزواج أولًا وتستقر، أيضًا بعض السيدات يفضلن تنمية أنفسهن في أعمالهن وإنجاحه قبل الإقدام على الإنجاب، لما يسببه الإنجاب من تأخير.

وأكدت جودة فكرة تأخير الإنجاب لحين التأكد من التأقلم مع الشريك، فمن الجيد مقدرة الفرد على تحديد أولوياته وما يستطيع إنجازه منها بكفاءة من عدمه، بدلًا من إنجاب طفل وعدم الاهتمام به وتعرضه لمشاعر الإهمال والقلق وفقده الحنان، وقد يصل الأمر إذا كانت هناك مشكلات بين الشريكين، إلى حد إصابة الأطفال بالقلق والاكتئاب، فيجب الانتظار حتى تحسن الأمور ونضوج الأم.

وعن مخاطر سرعة الإنجاب بعد الزواج، قالت، إن لذلك خطورة كبيرة ومجازفة، فهي ما زالت في طور معرفة واكتشاف الشريك والتأقلم معه، وهذه المرحلة لها صعوبتها فإذا ما قورنت بمشكلات الإنجاب كاكتئاب ما بعد الولادة والقلق والذي يصل في بعض الأحيان إلى ذهان ما بعد الولادة، فإن الوضع يكون في غاية الصعوبة قد تؤدي إلى الانفصال، حيث تمر الأم بفترات عصيبة في الحمل والولادة.

https://jusoorpost.com/public/uploads/306762567_465399795373855_6987582003786359213_n(1).jpg

أخصائية علم النفس الإكلينكي، آية حسين

وعن سلبيات تأخير الإنجاب أشارت إلى الخطورة البدنية التي قد تتشكل على صحة الأم، وليس لها خطورة على المستوى النفسي حيث تنتصر غريزة الأمومة وتستطيع ممارسة الأمومة بنشاط وكفاءة في أي سن ولا يضر التأجيل.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية