هالاند يبث الرعب في قلوب منافسيه وليفربول يستعد بخطة تكتيكية

حالة مختلطة بين الاحتفاء والخوف سادت عالم كرة القدم، إثر بزوغ نجم النرويجي إرلينغ هالاند ذي الاثنين وعشرين ربيعًا، الذي أحرز 20 هدفاً في 12 مباراة مع مانشستر سيتي، ما جعل الأندية والأفراد في حالة تأهب لمواجهته وربما مقارنته بأفضل لاعبي كرة القدم مثل ليونيل ميسي ورونالدو ومحمد صلاح.

كلوب يمتدح هالاند

ففي تصريحات إعلامية، أقرّ المدرب الألماني لفريق ليفربول، يورغن كلوب، بأن وصول الهداف النرويجي إرلينغ هالاند إلى مانشستر سيتي، جعل مهمة إحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم فائقة الصعوبة. 

ووصف كلوب اللاعب النرويجي هالاند، بأنه "أفضل مهاجم في العالم"، فيما يعاني مهاجمه الأورواغوياني داروين نونيز القادم بصفقة خيالية للتأقلم مع الريدز. 

تابع كلوب، في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا: "لا يمكن لأحد التنافس مع سيتي، يملك أفضل فريق في العالم، ويضم أقوى مهاجم في السوق، مهما كلف الأمر يقوم بذلك"، وفقا لفرانس برس.

وينظر كلوب بإعجاب إلى هالاند "الجنوني" منذ مواجهته مع فريقه السابق سالزبورغ النمساوي في دوري أبطال أوروبا عام 2019 "حتى عندما كان يافعاً جداً، يمكنك أن ترى أن إمكاناته كانت جنونية، انشغلنا بالفعل في التفكير به، كيف يمكن إيقافه؟ لقد سجّل في جميع الأحوال"، كما أفادت الوكالة الفرنسية. 

أضاف المدرب الألماني: "جسدياً، فرض معايير جديدة، الجمع بين القوتين البدنية والفنية، وعيه اللافت وتمركزه في الملعب كان استثنائياً".

مقارنة هالاند بصلاح ظالمة

الناقد والمحلل الرياضي، أحمد جمال، علق على تألق الأسطورة هالاند والفرق بينه وبين محمد صلاح بقوله، إن بداية هالاند تحمل نفس بداية محمد صلاح في ليفربول، لكن الفارق هو أن هالاند لديه أفضل مُمرر في الدوري الإنجليزي "كيفين دي بروين" وبدونه لم يكن ليستطيع تسجيل هذا العدد الهائل من الأهداف على عكس محمد صلاح العصامي في لعبه، حيث كان يأخذ الكرة من منتصف الملعب بمفرده وبسرعته حتى منطقة الجزاء ويسجل الأهداف، لم يكن من حول صلاح متعاونون معه من حيث صناعة اهدافه، ومعظم اهدافه كانت بمجهود منه بالإضافة إلى وجود حساسية بينه وبين اهم عناصر خط هجوم فريقه ساديو ماني، بسبب الانتماء لنفس القارة الافريقية وكلاهما يحاول أن يثبت انه الأفضل مما كان يظهر جانب كبير من الأنانية وعدم مساعدة بعضهم.

وتابع في تصريحات خاصة لـ«جسور بوست»، مع الوقت سوف يقوم مدربي الفرق المنافسة في حفظ وفهم طريقة لعب هالاند وسوف يستطيعون إيقافه والتصدي له، أكثر من الوقت الحالي، على عكس محمد صلاح الذي يتمتع بدقة كبيرة وأداء غامض ورشاقة جسدية تجعله غير مقروء وغير متوقع، فأهداف صلاح أصعب من أهداف هالاند بكثير، وكذلك الفارق نفسه بينه وبين ميسي، وكما ذكر بيب جوارديولا مدرب هالاند في مانشيستر سيتي والمدرب السابق لـ برشلونة الإسباني أن ميسي كان يفعل كل شيء منفردًا لإحراز الاهداف على عكس هالاند الذي يقوم الجميع بخدمته ومساعدته لتسجيل الأهداف، وإن كان هالاند مهاجماً مرعباً يخشاه الجميع، خاصة أن فريق محمد صلاح لديه فريق دفاع ضعيف والفريق مشتت بشكل كبير هذا الموسم.

وأضاف، يشيد المنافسون بهالاند من باب الثقة في النفس، ولإظهار أنه ليس لديهم مشكلة في مدح المنافس، وبالطبع هالاند أخاف الجميع، وكذلك يهاب فريق مانشيستر سيتي محمد صلاح ويخططون أيضًا لمواجهته، وكل مواجهات ليفربول أمام مانشستر سيتي التي لعب فيها محمد صلاح، سجل فيها أهدافًا.

اِلتماس لإخراج هالاند من المنافسة

الضجة التي أحدثها هالاند أثارت حفيظة جماهير منافسي مانشستر سيتي، و"سئموا" من استمرار هالاند في تسجيل الأهداف. 

وفي إجراء ساخر تناقلته وسائل الإعلام حول العالم، تم تقديم عريضة ذات طبيعة فكاهية إلى البرلمان البريطاني لإخراج اللاعب من المنافسة، بحسب ما ذكرت عدة صحف بريطانية وإسبانية.

أما السبب بحسب مقدمي العريضة، فلأن نجم المان سيتي، كما يؤكدون "إنسان آلي" أو "روبوت" أو آلة تسجيل أهداف، أو كما قال حارس مرمى فريق كوبنهاغن الدنماركي، الذي خسر بخماسية أمام السيتيزنز، "ليس إنسانا". 

وقدمت العريضة باسم "حمر تين هاغ" أوTen Hag's Reds من خلال موقع "تشينج" أطلق عليها اسم "عريضة لحظر إرلينغ هالاند من كرة القدم لأنه ليس عادلا". 

في حين أن الالتماس لا يأمل في منع هالاند فعليا من اللعب، إلا أنه يظهر مستوى خوف جماهير المعارضة من المهاجم. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الالتماس لن يكون له تأثير على وجود هالاند في إنجلترا أو في مانشستر سيتي، كما أنه يبدو واضحا أن الالتماس مجرد حملة ساخرة تهدف إلى المرح ومجاملة النجم النرويجي نظير توهجه في إنجلترا.

خطة الأندية للصمود

مؤخرًا أدركت الأندية العالمية خطر وجود موهبة بحجم هالاند، فعقدت الاجتماعات لوضع خطط مواجهته، منها ما كشفه المدرب الألماني يورغن كلوب، عن خطته الخاصة لإيقاف هداف الدوري الإنجليزي إيرلنغ هالاند، الذي سيواجه فريقه في قمة الدوري الإنجليزي، الأحد. 

سئل المدرب الألماني حول خطته لإيقاف الهداف النرويجي، خلال مباراة ليفربول ومانشستر سيتي الأحد، وإن كان سيخصص المدافع الهولندي المخضرم فيرجل فان دايك لمراقبة هالاند. 

وقال كلوب ردا على السؤال: "ليس الأمر كذلك، فهالاند لن يتجه نحو فان دايك كل مرة، هناك مدافع آخر في منطقة الجزاء، وهو على الأغلب سيختار المدافع الثاني وقتها"، وهي إشارة إلى أن هالاند سيستهدف المدافع الكاميروني جويل ماتيب، الأقل سرعة وخبرة من فان دايك. 

وأضاف كلوب: "هالاند لا يصدق.. هو وحش كامل، ليس من الممكن أن نقوم بمراقبة هالاند فقط، فإذا عيّنا لاعبين لمراقبته عن قرب، سيفتح هذا المجال للاعبين عالميين آخرين في الملعب للتسجيل وفعل ما يشاؤون". 

وأضاف كلوب: "هالاند هو أفضل مهاجم في العالم حاليا، وسأكون حريصا على ألّا تصله كرات كثيرة من لاعبي الوسط". 

ورفض مجددا فكرة المراقبة اللصيقة لهالاند خلال اللقاء، لأنها تفتح المساحات للاعبين الآخرين، وشدد على ضرورة قطع الكرات قبل وصولها لهالاند. 

وبذلك كشف كلوب أن دفاعه سيعتمد على التمركز الدقيق، ومحاولة تضييق المساحات بين الوسط والدفاع، حتى لا يتسنى للاعبي الوسط إيجاد "ممرات التمرير" لهالاند بسهولة.