"فتيات الشمس" في مهمة صعبة لتوعية اللاجئات السوريات القاصرات بالأردن (صور)
"فتيات الشمس" في مهمة صعبة لتوعية اللاجئات السوريات القاصرات بالأردن (صور)
تحاول ليلى، اللاجئة السورية في مخيم الزعتري بالأردن، التركيز على دراستها، وتحلم أن تصبح سيدة أعمال بعدما رفضت العام الماضي تزويجها من ابن عمها وهي في سن 14 عاما، وفق فرانس برس.
وتقول الطفلة البالغة 15 عاما بصوت خافت بينما تجلس في مركز داخل المخيم يساعد الفتيات على الصمود في وجه التحديات وأبرزها الزواج المبكر، "رفضت أن أتزوج وأن أتحمّل مسؤولية تفوق طاقتي، أنا ما زلت طفلة وأريد أن أعيش حياة طبيعية".
يطلق على المركز اسم "فتيات قائدات نحو التغيير"، وهو معروف أيضا باسم "فتيات الشمس"، وقد افتتح خلال العام الجاري بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان.
تحلم ليلى -وهو اسم مستعار- التي جلست في المكان وسط 13 فتاة أخرى، وقد ارتدت سروالا أسود وقميصا وحجابا، أن تكمل دراستها وتصبح سيدة أعمال.
وتقول الفتاة التي تعيش في المخيم منذ كانت في السادسة مع والديها وأخويها، "أريد أن أحقّق حلمي، وأن أكمل دراستي وأصبح سيدة أعمال، أما الزواج، فسأفكّر فيه بعد سن الـ24".

على جدران المركز المؤلف من فناء كبير و4 غرف، عبارات مثل "نعم لحقوق الفتيات"، و"من حقّي أن أعبّر عن نفسي"، و"من حقّي أن أحدّد اختياراتي"، و"نحن نستحقّ الأفضل".
ينظّم المركز دروس توعية للفتيات بين سن 15 و19 عاما حول الزواج المبكر والثقافة الجنسية والإنجابية وكيفية التعامل مع مرحلة البلوغ، كما تعطى حصص في الرسم والتلوين والرقص للبنات بين سن 10 و14 عاما.
ويؤوي مخيم الزعتري الذي افتتح عام 2012، نحو 80 ألف لاجئ سوري، 80 بالمئة منهم قادمون من محافظة درعا، ونصف سكانه من الأطفال.
وتلجأ عائلات سورية كثيرة في المخيم إلى تزويج بناتها القاصرات بسبب الفقر والعوز وعادات وتقاليد في مجتمع محافظ نسبيا.
وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي يدعم المركز المموّل من الولايات المتحدة وكندا، ينتشر زواج الأطفال بين اللاجئين السوريين، والنسبة الأعلى منه داخل مخيم الزعتري حيث تم توثيق 287 حالة زواج أطفال في عام 2021 وحده.

ويحاول مركز "فتيات قائدات نحو التغيير" الذي يستقبل ما بين 80 إلى 100 فتاة يوميا، تثقيف ومساعدة الفتيات في بناء قدراتهن على الصمود ومواجهة التحديات والزواج المبكر.
تقول هدى الزعبي، مسؤولة برنامج اليافعات (من عمر 15 إلى 19 عاما) في المركز، "نركّز في محاضراتنا على حق الفتيات في التعليم وأضرار الزواج المبكر... وتشجيعهن على أن يكنّ حرّات في الاختيار واتخاذ القرار المناسب وتقرير مصيرهن بأنفسهن".
وتضيف، "فكرتنا الأساسية هي بناء قدرات ومهارات الفتيات ومنعهن من التسرّب من المدرسة، نحن نتحدث مع أمهاتهن أيضا حول هذه القضايا".
وتروي أن "هناك فتيات كنّ قد عقدن خطبتهن، وعندما حضرن إلى هذا المكان واستمعن إلى دروس التوعية، فسخن الخطبة وعدن والتحقن بمدارسهن".
وتعيش في المخيم المترامي الأطراف الواقع على الحدود الأردنية السورية، أكثر من 9700 فتاة مراهقة تتراوح أعمارهن بين 10 و19 سنة، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان.

ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجّلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمّان عدد الذين لجؤوا إلى المملكة منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1,3 مليون شخص.
ويقول الأردن إن كلفة استضافة هؤلاء اللاجئين السوريين على أرضه تتجاوز 12 مليار دولار.
وتسبّب النزاع السوري منذ اندلاعه في مارس 2011 بنحو نصف مليون قتيل ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وتشير بلقيس شاهين، مسؤولة المشروع الميداني في مؤسسة "إنقاذ الطفل" المشرفة على المركز، إلى أن الفقر هو السبب الأساسي الذي يدفع بالأهالي إلى تزويج بناتهن القاصرات.
وتقول، "الفقر هو السبب الأساسي لأنهم يريدون أن يتخلصوا من مسؤولية ابنتهم والصرف عليها، ثم تأتي الأسباب الأخرى كالخوف على سمعة البنت، ثم العادات والتقاليد، يقولون إن البنت عندما تبلغ 15 أو 16 عاما، يجب أن تكون في بيت زوجها".

وتضيف، "نحاول أن نُفهم الفتيات أنهن لن يبقين في هذا المكان، وعليهن أن يطمحن لحياة أخرى أفضل في المستقبل".
وتتابع، "نقول لهن يمكنكن العودة إلى بلدكن، أو إلى بلاد ثانية، وحينها ستنهين دراستك وتأخذين فرصتك في الحياة وتجدين الشخص المناسب للزواج".
وتخلص "نريد أن يفهمن أن أمامهن فرصا أخرى، وفي إمكانهن أن يعشن حياة أفضل".