غراندي: التصدي لأزمة النزوح واللجوء يتطلب إنهاء انقسام المجتمع الدولي
غراندي: التصدي لأزمة النزوح واللجوء يتطلب إنهاء انقسام المجتمع الدولي
اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن الاستجابة لأزمة النزوح واللجوء تحتاج لأن تأخذ في الاعتبار الحاجة للمزيد من الموارد والتعزيز الجاد لبناء السلام، وحماية العمل الإنساني بشكل أفضل مع التمسك بالقانون الدولي الإنساني.
وشدد على حاجة المجتمع الدولي، بدءا من أعضاء مجلس الأمن، إلى التغلب على الانقسامات والخلافات على الأقل عند مناقشة القضايا الإنسانية.
وتجاوز عدد اللاجئين والنازحين في العالم 103 ملايين شخص بسبب النزاعات المتنامية وحالة الطوارئ المناخية والأوبئة وأزمات الطاقة والغذاء، وهؤلاء هم من بين أكثر الفئات تأثرا بتلك الأزمات المتعددة، وفقا لتقرير نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة.
ودعا غراندي في إحاطته لمجلس الأمن، أعضاء المجلس والمجتمع الدولي إلى النظر لمحنة اللاجئين من خلال عيون اللاجئين أنفسهم، قائلا: “أنا متأكد أنكم ستشعرون بإلحاح شديد بالحاجة إلى تعاون المجتمع الدولي من أجل عكس المسار الحالي وإيجاد الحلول.. لكن للأسف الشديد ستلاحظون أيضا، من خلال تلك العيون ذاتها، الإخفاق في تحقيق ذلك”.
37 حالة طوارئ
وذكّر غراندي مجلس الأمن أن الأزمة في أوكرانيا على الرغم من كونها أسرع وأكبر حركة نزوح شهدها العالم منذ عقود، (حيث أجبِر نحو 14 مليون شخص على ترك منازلهم منذ فبراير)، فهي ليست الوحيدة التي تدفع الناس للفرار من ديارهم.
وقال: “في الأشهر الاثني عشر الماضية وحدها، استجابت المفوضية لـ37 حالة طوارئ حول العالم، مع ذلك، فشلت الأزمات الأخرى في جذب الاهتمام الدولي نفسه، والغضب نفسه، والموارد، والتحرّك”.
وتطرق المفوض السامي إلى عدد من السياقات التي تحدث فيها حالات لجوء ونزوح في العالم، في إثيوبيا على سبيل المثال نزح أكثر من 850 ألف شخص في النصف الأول من العام.
وحث مجلس الأمن على الخروج بنتائج إيجابية خلال المحادثات بين الأطراف المتنازعة في جنوب إفريقيا، وحذر من أن الفشل سيجلب بلا شك المزيد من الوفاة والدمار والنزوح.
وفي ميانمار، حيث نزح ما يُقدر بنحو 500 ألف شخص في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية يمثل تحديا كبيرا، وتطرق المسؤول الأمم إلى محنة الروهينغا قائلا: “يجب أن أذكّر بأن ظروف عودة ما يقرب من مليون لاجئ من الروهينغا في بنغلاديش، حيث الخيارات المتاحة لهم محدودة، تظل احتمالية بعيدة للغاية”.
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، أدّت الهجمات الوحشية بما في ذلك "الروايات المقززة" عن العنف الجنسي ضد النساء إلى زيادة عدد النازحين (الذي أصلا يبلغ 5.5 مليون نازح) بأكثر من 200 ألف شخص.
وقال: “هذه الأزمات، وغيرها الكثير، بما في ذلك الحالات التي طال أمدها والتي لا تُعد ولا تُحصى، مثل تلك التي يعاني منها اللاجئون الأفغان والسوريون، وبعض التدفقات السكانية المتعددة والمعقدة في الأمريكيتين، لا تتلاشى من اهتمام وسائل الإعلام فحسب بل إنها تتعرض للفشل بسبب التقاعس العالمي عن العمل".
أزمة المناخ
وتحدث غراندي عن حالة الطوارئ المناخية، وقال إن النزوح أصبح أكثر تعقيدا بسببها، “هناك عوامل جديدة تجبر الناس على الفرار، وتتقاطع مع الدوافع التقليدية للنزوح: لاسيّما حالة الطوارئ المناخية”.
وأعرب عن خشيته من أنه بدون مزيد من الاهتمام، وتمويل أكبر بكثير للوقاية والتكيّف ودعم التنمية والحوكمة، ستنمو التوترات والإحباطات والمنافسة، وستؤدي إلى صراع أوسع نطاقا، مع عواقب مميتة، بما في ذلك النزوح.
وركز غراندي في ختام كلمته أمام أعضاء مجلس الأمن على أربعة جوانب:
أولا: الحاجة إلى المزيد من الموارد، حيث تتعرض المساعدات الإنسانية لضغوط هائلة، وتواجه المفوضية فجوة تمويل كبيرة هذا العام في بعض عملياتها الحيوية، والتي أدت في بعض الأحيان إلى قطع المساعدات الغذائية للاجئين في العديد من العمليات.
ثانيا: التعزيز الجاد لبناء السلام، مشيرا إلى بناء وتعزيز قدرة الشرطة والقضاء والحكومة المحلية وسيادة القانون بشكل عام في البلدان الهشة.
ثالثا: حماية العمل الإنساني بشكل أفضل من وجهات نظر مختلفة، أولها الأمن علاوة على ذلك، يجب على الجميع التمسك بالقانون الدولي الإنساني والمساهمة في الحفاظ على الطابع المدني لبيئات اللاجئين.
رابعا: حاجة المجتمع الدولي -بدءا من أعضاء مجلس الأمن- إلى التغلب على الانقسامات والخلافات على الأقل عند مناقشة القضايا الإنسانية.