مشاركون بملتقى «البحرين للحوار» يؤكدون ضرورة نشر التسامح والأخوة الإنسانية بين البشر
مشاركون بملتقى «البحرين للحوار» يؤكدون ضرورة نشر التسامح والأخوة الإنسانية بين البشر
انطلقت بالعاصمة البحرينية المنامة أعمال الجلسة الرئيسية لملتقى الحوار بين الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني في البحرين، بعنوان "تجارب تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية"، والتي تديرها رئيس مشروع علاء الدين بالولايات المتحدة، الدكتورة ليا بيسار.
وأجمع مشاركون في الملتقى على ضرورة نشر التسامح والأخوة الإنسانية لتعزيز السلام والأمان في العالم وأهمية التعاون لمواجهة الأزمات الدولية كالحروب والنزاعات إلى جانب مجابهة التغيرات المناخية.
وفي كلمته بالملتقى، أكد وزير التسامح والتعايش الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن “دولة الإمارات العربية المتحدة وانطلاقا من تجربتها الناجحة في مجال التسامح والتعايش حريصة على التعاون التام مع الجميع في هذا المجال وعلى استعداد كامل لعرض تجاربها أمام الآخرين، وعلى التعرف إلى التجارب الناجحة في كل مكان بالعالم”.
وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: “نحن دولة ترى في التسامح والتعايش، طريقاً لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، في كل مناطق العالم، وطريقاً إلى ضمان حرية الاعتقاد، وحماية دور العبادة، ونشر مبادئ الرحمة والمودة بين الناس، وأن التسامح والأخوة الإنسانية، هما الطريق إلى التخلص من النزاعات والصراعات، وإلى مكافحة التطرف والإرهاب، ونشر السلام والأمان، في كل ربوع هذا العالم”.
وقال: “إن موضوع الملتقى يؤكد أننا نهدف إلى العمل معاً من أجل بناء جسور التعاون بين الشرق والغرب، وتوفير قنوات الحوار والتعايش بينهما، بما يحقق التلاقي والعمل المشترك بين الطرفين، وذلك على قدم المساواة، وكشركاء"، مؤكدا "إمكانية وجود حلول ناجحة، للتعامل الفعال مع أي فروق أو اختلافات بين الشرق والغرب، وذلك في ضوء القيم والمبادئ التي نشترك فيها جميعاً، كسكان على هذا الكوكب الواحد”.
من جانبه، قال بطريرك الكنيسة المارونية، البطريرك بشارة بطرس الراعي، إن الوثيقة الإنسانية تؤكد أن الله خلق البشر لينشروا قيم الخير والسلام وهو ما أكده أيضا البابا فرنسيس حيث لا بد من وضع حد للأوضاع الخطيرة في العالم والتي أثمرت حروبا ونزاعات في الشرق والغرب، وهو ما يمكن وصفه بحرب عالمية ثالثة على فترات وهو ما أسفر عن وقوع أعداد لا يمكن حصرها من قتلى ومصابين، فضلا عن الأزمات السياسية الطاحنة.
وأوضح البطريرك بشارة، أن البابا فرنسيس يؤكد دوما أن العلاقات بين الدول تقوم على العلاقات بين الشعوب والانفتاح والأخوة الشاملة، والدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان.
وأشار إلى أن العيش المشترك في لبنان هو أساس الدستور والحياة والحوار اليومي بين المسلمين والمسيحيين، قائم على الحياة والمصير، وأن هذا الوضع حاليا في لبنان يعاني من التأثر، وأنه لا بد أن يكون الولاء للبنان دون سواها، لافتا إلى أن العالم يحتاج إلى روح التعاون بين أتباع الأديان، كما يحتاج إلى المودة والرحمة، وألا يكون هناك تمييز بين أي شخص لأي سبب، والسيد المسيح علمنا ألا ننبذ أي أحد.
وبدوره، قال عضو مجلس كنائس روسيا، هيرمونك جريجوري ماتروسوف، إن معايير الحياة اليومية لا بد أن تتحقق، وذلك من خلال التقرب إلى الله والعودة إليه لأنه مركز الحياة كلها، وأن الكتب المقدسة تحث الجميع على المحبة الأخوية وأن يحب الإنسان ما يحبه لأخيه، لافتا إلى أن الفترة الماضية شهدت استهدافاً للمسيحيين والمسلمين بسبب التطرف والإرهاب.
وأضاف ماتروسوف أن العلاقة بين الديانة المسيحية والإسلامية يجب أن تجعلهما حليفين لمواجهة المخاطر التي تهدد الجميع.
وفي كلمته، قال الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، أيوان سوكا: “كلنا نؤمن أننا عائلة بشرية واحدة وهو ما يدفعنا لأن نقول إننا أخوة”، لافتا إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجهنا أهمها تحقيق العدل وقيم مشتركة لمعالجة التحديات الحالية.
وتابع قائلا، إنه لا بد من وجود عدالة مناخية فعلينا أن نغير من سلوكنا، وعلينا أن نقوم بأمر ما للحفاظ على الأرض، كما أنه لا بد من رفض أي سلوك فيه تمييز بين البشر.
ووجه الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبدالسلام، الشكر لمملكة البحرين لحرصها على إقامة الحوار وتعزيز قيم التعايش، إلى جانب كل المؤسسات القبطية الأرثوذكسية، لافتا إلى وجود العديد من الدساتير والقوانين لتعزيز التآخي والتعاون بين الجميع.
وتشهد مملكة البحرين ملتقى الحوار بعنوان: «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر، تحت رعاية ملك مملكة البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وبابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، البابا فرنسيس، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة.