تشريد أكثر من 1800 شخص جراء الفيضانات العارمة في ماليزيا
تشريد أكثر من 1800 شخص جراء الفيضانات العارمة في ماليزيا
أدت الفيضانات العارمة التي اجتاحت مناطق مختلفة في ماليزيا، نتيجة للأمطار الغزيرة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، إلى تشريد 1817 شخصا ينتمون إلى 488 أسرة.
ويسعى هؤلاء المشردون إلى إيجاد مأوى لهم في أحد مراكز الإغاثة من الفيضانات، والمنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، ويبلغ عددها 22 مركزا، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
ونقلت صحيفة "نيوستريتس تايمز" الماليزية عن الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث قولها، إنه حتى الساعة الرابعة من مساء السبت بالتوقيت المحلي تأثرت 6 ولايات بالفيضانات العارمة التي اجتاحت البلاد، وهي سيلانجور وكيلانتان وجوهر وكيدا وبينانج وميلاكا.
وذكرت الصحيفة أن هيئة الأرصاد الجوية الماليزية كانت قد أصدرت الليلة الماضية تحذيرا من "هطول أمطار مستمرة" في ولايتي كيلانتان وترينجانو.
وحددت الهيئة المناطق التي من المحتمل أن تتأثر من موجات هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات.
مراكز إغاثة
وأعلنت السلطات في ماليزيا، الشهر الماضي، عن إعداد أكثر من 76 ألف موظف بمختلف وكالات وهيئات البلاد، للتعامل مع الفيضانات المتوقعة.
وأوضحت النائبة برئاسة الوزراء مستورة محمد يزيد -في حديثها أمام البرلمان الماليزي- أن وكالة إدارة الكوارث خصصت أموالا لكل ضاحية لشراء المعدات اللازمة، فيما أعدت وزارة الرخاء الاجتماعي أكثر من 6 آلاف مركز إغاثة مؤقت، تسع 1.6 مليون شخص، حسب ما نقلت قناة تشانيل نيوز آشيا السنغافورية.
وتسبب موسم الفيضان السابق في خسائر قدرت قيمتها بأكثر من 6 مليارات رينجت ماليزي (نحو مليار و300 مليون دولار أمريكي)، فيما أسفر عن مقتل 55 شخصا بعدما ضربت الفيضانات 10 ولايات.
وشهدت ماليزيا العديد من مواسم الفيضانات السيئة عبر تاريخها، حيث وقع أحدها خلال عام 1971، وأسفر عن مقتل 32 شخصاً وتضرر منه 180 ألفاً آخرين، وفي عام 2014، أجبرت الفيضانات 118 ألف شخص على مغادرة منازلهم.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".