الأمم المتحدة: الهجوم على المدنيين في ميانمار جرائم ضد الإنسانية
الأمم المتحدة: الهجوم على المدنيين في ميانمار جرائم ضد الإنسانية
قال رئيس هيئة الأمم المتحدة التي تحقق في جرائم ميانمار، نيكولاس كومجيان، إن الأدلة الأولية التي تم جمعها منذ استيلاء الجيش على السلطة في فبراير الماضي، تظهر “هجومًا منهجيًا واسع النطاق” على المدنيين “يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.
وصرح نيكولاس كومجيان لمراسلي الصحف في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بأن “آلية التحقيق المستقلة من أجل ميانمار”، التي يرأسها، تلقت أكثر من 200 ألف اتصال منذ استيلاء الجيش على السلطة وجمعت أكثر من 1.5 مليون عنصر من الأدلة التي يجري تحليلها “حتى تتسنى محاسبة كبار المسؤولين عن الجرائم الدولية الخطيرة بميانمار في يوم من الأيام”.
وقال كومجيان في معرض تقريره إن الجرائم ضد المدنيين تبدو واسعة النطاق ومنهجية. كما قال إن المحققين رأوا أنماطًا مختلفة من العنف، بدأت برد محسوب من قبل قوات الأمن على المظاهرات في الأسابيع الستة الأولى بعد الانقلاب العسكري، أعقبه “تصاعد في العنف واستخدام أساليب أكثر عنفًا لقمع المتظاهرين”.
وأضاف كومجيان: “كان هذا يحدث في أماكن مختلفة في نفس الوقت، مما يشير لنا أنه سيكون من المنطقي استنتاج أن هذا نتيجة سياسة مركزية. كما رأينا أن مجموعات بعينها تم استهدافها، لا سيما فيما يتعلق بالاعتقالات والاحتجاز التي يبدو أنها تفتقر إلى الإجراءات القانونية الواجبة. وهذا يشمل بالطبع الصحفيين والعاملين في المجال الطبي والمعارضين السياسيين”.
وطالبت أكثر من 500 جماعة للحقوق المدنية بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لوقف تصعيد العنف في ولاية تشين في ميانمار، وهي منطقة حدودية مضطربة أصبحت جبهة لمقاومة الحكم العسكري.
وتحدث شهود ووسائل إعلام محلية ومنظمات تابعة للأمم المتحدة عن حشد للأسلحة الثقيلة والقوات في تشين، مما يوحي بهجوم عسكري وشيك للقضاء على مجموعات مسلحة تشكلت بعد الانقلاب الذي شهدته البلاد في الأول من فبراير.
ونشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بيانًا الجمعة نيابةً عن 521 منظمة دولية ومحلية يدعو مجلس الأمن لإصدار قرار وللتحرك قبل اتساع نطاق الهجوم في تشين الواقعة على حدود الهند.
وأضافت المنظمة أن المجلس “يجب أن يعقد اجتماعًا طارئًا للنظر في تصاعد الهجمات في ولاية تشين والأزمة السياسية والحقوقية والإنسانية الشاملة الناجمة عن سعي زعماء ميانمار العسكريين لاقتناص السلطة وعن جشع تسبب في معاناة مروعة”.
وتشهد ميانمار احتجاجات وعنفًا منذ الانقلاب مع سعي المجلس العسكري للسيطرة على مقاليد الحكم ومواجهته مقاومة من مجموعات مسلحة ومتمردين من أقليات عرقية متنوعة.
وقال شهود وجماعات إغاثة ووسائل إعلام محلية إنه تم إحراق بيوت في بلدة ثانتلانغ. كما قالت منظمة “أنقذوا الأطفال”، وهي إحدى الجماعات الموقعة على البيان، إنه تم تدمير مكتبه.
واستولى الجيش على السلطة في ميانمار أول فبراير الماضي، وأطاح بحكومة أونج سان سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وقمع الاحتجاجات الجماهيرية السلمية.
وتم تعيين “حكومة انتقالية” في أول أغسطس الماضي، رغم أنه من غير المقرر إجراء الانتخابات حتى أغسطس 2023. وفي الوقت ذاته، هناك مقاومة مسلحة للحكم العسكري، لا سيما في المناطق النائية التي توجد فيها أقليات إثنية.