تزامناً مع قمة المناخ.. جوجل يحتفل بذكرى ناشر الوعي البيئي حامد جوهر

لا شيء يأتي صدفة، تزامن احتفال جوجل اليوم بذكرى ميلاد مذيع "عالم البحار"، البرنامج الذي حمل على عاتقه نشر الوعي البيئي بالبحار والتثقيف بالمحيطات، مع انعقاد مؤتمر COP27 للتغيرات المناخية.

هو تكريم رسمه القدر لجدارة العالم حامد جوهر، أستاذ علوم البحار بكلية العلوم بجامعة القاهرة الراحل عن عالمنا في 1992.

ما زال عالقا بالأذهان صوته الرخيم، يأتيك كل جمعة عبر شاشة التلفزيون المصري قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وبزوغ عصر الفضائيات، يطل من شاشة سحرية ليخبرك بالكثير والمؤثر عن عالم البحار. 

من هو حامد جوهر؟

أول رئيس لجمعية علم الحيوان بجمهورية مصر العربية عند إنشائها سنة 1958، ومقدم برنامج "عالم البحار" الشهير على التلفزيون المصري.

ووفقًا لسيرته الذاتية، فهو من مواليد القاهرة في 15 نوفمبر 1907، وقد حصل على بكالوريوس العلوم مع مرتبة الشرف الأولى، وهو شقيق الفنان الراحل علي جوهر الذي ظهر في العديد من أفلام الستينيات من القرن الماضي.

وعمل حامد جوهر بالمجال الأكاديمي، حيث تخصص في مجال علوم البحار، وتولى إدارة محطة الأحياء البحرية في الغردقة لمدة 40 عاما، كما كان أول رئيس لجمعية علم الحيوان في مصر، كما أنشأ المتحف البحري في مصر، والذي يضم مجموعة كبيرة من الحيوانات والنباتات المختلفة من البحر الأحمر. 

وشغل الدكتور حامد جوهر منصب المستشار الخاص بالعلوم التكنولوجية بجامعة الدول العربية عام 1970، بالإضافة إلى عضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1973، حيث شارك في المعاجم العلمية العربية التي أصدرها المجمع، وأبرزها معجم البيولوجيا في علوم الأحياء والزراعة، والذي استغرق إعداده 8 سنوات. 

وحصل الدكتور حامد جوهر على جائزة الدولة التقديرية علم 1974 في العلوم، بالإضافة إلى وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1975، كما كان مستشارا للسكرتير العام للأمم المتحدة لتنظيم المؤتمر الدولي لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في جنيف سنة 1958. 

كما اختارته الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1959 رئيسا للجنة التخلص من النفايات النووية في أعماق البحار، كما شغل الدكتور حامد جوهر، عضوية اللجنة الاستشارية لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة.

دوره في دعم ونشر الوعي بعلوم الأحياء المائية

 وفقًا لمعلومات ليست بالكثيرة نشرت عن الراحل، كافأه أحد أساتذته برحلة إلى "محطة الأحياء المائية" بمدينة الغردقة في البحر الأحمر. 

وكانت خير مكافأة وخير هدية، فقد وقع في حب المحطة والمنطقة، وانتقل للعمل بها، فكان ذلك تمهيدا ليكون أول مصري يتولى رئاسة المحطة بعد زمن الإدارة الإنجليزية لها، ويؤسس لاحقا لمتحف الأحياء المائية بمنطقة البحر الأحمر، وذلك بعض إنجازاته في دعم ونشر الوعى بعلوم الأحياء المائية. 

اختير جوهر عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ عام 1973، فقد كان له دور كبير في وضع العديد من المعاجم العلمية التي صدرت في مصر، وكان صاحب اطلاع واسع واهتمام شغوف بصنوف الأدب المختلفة والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي. 

وعندما بلغ سن التقاعد، بات جوهر مستشارا لوزارة البحث العلمي إلى جانب عمله بكلية العلوم في جامعة القاهرة. 

برنامجه "عالم البحار"

أما عن برنامج "عالم البحار" الأسطوري، فالوارد أن جوهر كان يقدمه مساء كل يوم جمعة لمدة 18 عامًا.

ويعتبره كثيرون سبقا فيما يخص المادة العلمية المصورة، والتي كانت تأتي مصحوبة بشرحه الوافي السلس والوقور لحقائق علمية دقيقة.

ووفقًا لتقارير نشرت عنه، تميز جوهر بأسلوب شيق، و"مساء الخير" الخاصة به حظيت بشعبية واسعة حتى إن الفنان الكوميدي الراحل سعيد صالح، قلده في أحد مشاهد مسرحية "العيال كبرت". 

وقد أبلغه أحد زملائه بالتقليد الساخر، فحرص جوهر على مشاهدة المسرحية، وكانت قد تم عرضها تلفزيونيا، لتحظى ببالغ إعجابه. 

تكريمات في حياة جوهر

كرمه إمبراطور اليابان الراحل هيروهيتو عام 1962 والذي كان من أشد المعجبين بعلمه الواسع، كما نال جوهر جائزة الدولة التقديرية مرتين، الأولى عام 1953، والثانية عام 1974، ثم "وسام الاستحقاق" من الطبقة الأولى لاحقا.

شقيقه فنان معروف

كان للدكتور حامد جوهر شقيق هو الفنان المعروف علي جوهر، الذي عمل مذيعًا وممثلاً، وحصرته ملامح وجهه في شخصية الرجل الأجنبي في أغلب أعماله.

فقد ولد في العاصمة البريطانية لندن لأب مصري وأم بريطانية، وعمل مذيعًا في نشرة الأخبار باللغة الإنجليزية في القناة الثانية.

من أعماله السينمائية "7 أيام في الجنة"، "العتبة جزاز"، "الشجعان الثلاثة"، "إمبراطورية ميم"، "خلي بالك من زوزو"، "عودة أخطر رجل في العالم"، "إسكندرية ليه". 

شارك في عدد كبير من الأفلام مع الفنان فؤاد المهندس، ومن أعماله التلفزيونية "صاحب الجلالة الحب، دموع في عيون وقحة، أخو البنات، الحب وأشياء أخرى، رأفت الهجان 1، أنا وأنت وبابا في المشمش، ليالي الحلمية 4".