الكونغرس العالمي للإعلام بالإمارات يرسم ملامح المستقبل ويدعو للتسامح
بمشاركة أكثر من 1200 إعلامي ومفكر
تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير ديوان الرئاسة، تشهد مدينة أبوظبي، فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام 2022 بدورته الأولى تحت شعار «صياغة مستقبل قطاع الإعلام».
تقام الفعاليات بمشاركة ما يزيد على 1200 من قيادات ورواد قطاع الإعلام والمتخصصين والمؤثرين والخبراء ورموز الفكر في المنطقة والعالم يمثلون ست قارات.
وتخلل حفل افتتاح الكونغرس، الذي تنظمه مجموعة أدنيك بالشراكة مع وكالة أنباء الإمارات (وام)، كلمة لوزيرة دولة لشؤون الشباب، شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وإجراء أول لقاء إعلامي ميتافيرسي، إضافة إلى عرض فني تفاعلي يعبر عن المستقبل.
وقال الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، في الكلمة الافتتاحية لفعاليات الكونغرس العالمي للإعلام، والتي ألقاها نيابة عنه مدير عام وكالة أنباء الإمارات (وام)، محمد جلال الريسي، إن «الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، دولة صانعة للأحداث مستشرفة للمستقبل بالنظر إلى ما تشهده من إطلاق لمبادرات ومشاريع استراتيجية عالمية متواصلة في مختلف المجالات والقطاعات جعلتها بؤرة اهتمام العالم».
وأشار الشيخ منصور إلى نجاح الإمارات في الوصول إلى العالم عبر منظومة إعلام وطني مؤثر يمتلك أدوات متطورة تعتمد على الإبداع والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة في تقديم محتوى إعلامي موثوق ورصين لنقل رسالة الدولة الحضارية والإنسانية وتجربتها التنموية إلى الشعوب والمجتمعات حول العالم وبمختلف اللغات.
وقال: «يشهد إعلامنا الوطني تطوراً مستداماً يواكب رؤية قيادتنا الرشيدة ويدعم توجهات دولتنا للخمسين عاماً القادمة، حيث تمكنت دولة الإمارات على مدار العقود الماضية من تطوير منظومة إعلامية باتت تتصدر المشهدين الإقليمي والعالمي، وأضحت محفزاً لتحقيق التنمية ونشر قيم التسامح والتعايش والسلام».
وأضاف الشيخ منصور بن زايد، أن الكونغرس العالمي للإعلام الذي يجمع القيادات الإعلامية والخبراء ورموز القطاع من مختلف دول العالم في دولة الإمارات يعد تتويجاً لجهود الدولة التي أرست دعائم بيئة عمل إعلامية استثنائية تتسم بالمرونة والتنافسية العالية، وترتكز على البنية الرقمية المتطورة لتمكين المؤسسات العالمية من أداء رسالتها الإعلامية، والذي يأتي بدوره تكريساً لمكانتها مركزاً ووجهة عالمية لاحتضان المواهب والمبدعين والمؤثرين في مجال الإعلام والتواصل الاجتماعي في ظل المتغيرات المتسارعة والتحول الرقمي.
ويشتمل الكونغرس العالمي للإعلام على مؤتمر ومعرض متخصصين في قطاع صناعة الإعلام يوفران منصة ملهمة للتعرف إلى واقع صناعة الإعلام، وبلورة رؤية استشرافية لمستقبل القطاع الذي بات محفزاً رئيساً للتنمية المستدامة في المجتمعات.
مشاركات عالمية
ويستقطب الحدث العالمي أكثر من 200 رئيس تنفيذي، ويتضمن أكثر من 30 جلسة حوارية وما يزيد على 40 ورشة عمل يشارك فيها أكثر من 162 متحدثاً عالمياً بارزاً.
ويشارك في المعرض أكثر من 172 مؤسسة وشركة إعلامية بارزة على مستوى العالم تمثل 38 دولة، تستعرض خلاله أحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية المتخصصة في هذا القطاع الحيوي.
ويتضمن الكونغرس العالمي للإعلام أيضاً عدداً من الفعاليات المصاحبة التي تقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط كبرنامج المشترين العالميين الذي يجمع أكثر من 170 مشترياً من جميع أنحاء العالم، ويتيح منصة استثنائية تجمع أبرز المشترين والموردين من جميع أنحاء العالم، لاستعراض أفضل التقنيات والخدمات والمعارف في قطاع الإعلام.
ويتضمن الكونغرس عدة أقسام رئيسية، هي: منصة العروض الحية، والبرنامج العالمي لتمكين الإعلاميين الشباب، ومختبر مستقبل الإعلام، ومنصة الابتكار، وبرنامج المشترين العالمي، وجلسة خاصة حول دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح في المجتمعات الإنسانية.
ويركز «الكونغرس العالمي للإعلام 2022» على عدد من المحاور والموضوعات والقضايا الرئيسية، من بينها التواصل الرقمي، وأثر الذكاء الاصطناعي على الإعلام المعاصر، ودمج التقنيات المتقدمة والابتكار في قطاع الإعلام.
ورش عمل تفاعلية
وتستضيف أعمال الكونغرس سلسلة من الحوارات، وتشهد إطلاق ابتكارات جديدة وورش عمل تفاعلية وجلسات نقاشية، إلى جانب تخصيص عدد من المناطق لعقد اجتماعات ثنائية بين مختلف المشاركين على هامش الفعالية التي ستضم أيضاً مجموعة من الجلسات المتخصصة في مجالات الصحافة والإذاعة والتلفزيون والإنترنت والتواصل الاجتماعي والمؤثرين العالميين.
وتضمنت أجندة المؤتمر 30 جلسة حوارية تركز على ثلاثة محاور رئيسية تسلط جميعها الضوء على التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والابتكار.
وشهدت الفعاليات جلسة حوارية سلطت خلالها وزيرة الإعلام والدعاية والإذاعة في زيمبابوي، مونيكا موتسفانجوا، الضوء على فرص الاستثمار الحالية والمستقبلية في قطاع الإعلام في جميع أنحاء العالم، تلتها جلسة الاستثمارات المستقبلية في قطاع وسائل الإعلام: التحديات والفرص قدمها مايكل بيترز، الرئيس التنفيذي لـ«يورونيوز»، من فرنسا.
وتضمنت كذلك جلسة محادثات قصيرة بين المستثمرين حول تحديد توجهات الاستثمار في وسائل الإعلام وكيفية تأثيرها على المشهد الإعلامي شارك فيها نارت بوران، الرئيس التنفيذي للشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية الرئيس التنفيذي لشركة إي أند، من الإمارات، وجلسة حول الاستثمار في الميتافيرس: كيف تستفيد الشركات الإعلامية، شاركت فيها صوفي هفيتفيد، كبيرة المستشارين الإعلاميين والباحثة في شؤون الدراسات المستقبلية في معهد كوبنهاغن للدراسات المستقبلية من الدنمارك.
وتضمنت مقابلة حول «مستقبل قطاع الإعلام في عالم الويب 3»، وجلسة حوارية حول مستقبل الأخبار: تحليل دور الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والأتمتة بإحداث نقلة نوعية في مجال الأخبار قدمها فيليب بيتيتبونت، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمنصة نيوزبريدج، من فرنسا.
التصدي للشائعات
وطالب مسؤولون ومختصون في مجال الإعلام والسياسة والبحوث، خلال مشاركتهم في جلسات العمل بتعزيز التعاون المشترك للتصدي للشائعات التي تروجها برامج ووسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً تلك التي تبثها جماعات الإسلام السياسي بهدف زعزعة استقرار الدول والمجتمعات.
وأكدوا أن دول المنطقة تعاني قلة مراكز البحث والدراسات، بسبب إشكاليات متعلقة بالتمويل رغم أهميتها في صناعة القرار والتوجهات المستقبلية، داعين إلى العمل على إنشاء المزيد من هذه المراكز لتطوير السياسات والتوجهات في قطاع الإعلام وتمكين وسائل الإعلام من مواكبة المتغيرات.
أحدث الخدمات والتقنيات الحديثة
وإلى جانب الفعاليات يشارك في المعرض المصاحب للكونغرس العالمي للإعلام عدد من الأجنحة الوطنية، إلى جانب أكثر من 193 شركة من 42 دولة حول العالم، علاوة على نحو 8000 من المشترين العالميين.
ويوفر المعرض المصاحب فرصة للاطلاع على أحدث الخدمات والمنتجات والتقنيات الحديثة المستخدمة في مجال الإعلام والقطاعات الثقافية على اختلافها.
ويشكل المعرض منصة مؤثرة في قطاع الإعلام عبر تركيزه على أهمية تكامل البنية التحتية الرقمية للقطاع إلى جانب إتاحته الفرصة أمام الشركات الناشئة لدخول منطقة الشرق الأوسط وعرض منتجاتها وخدماتها بما فيها خدمات البث وإنتاج المحتوى والتقنيات والمعدات والأجهزة الحديثة المستخدمة في هذا الشأن، إضافة إلى كل ما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي وأدواتها في ظل تأثيرها الكبير الذي أظهرته خلال السنوات الأخيرة.