أبرزها الحق في الحياة.. "انتهاكات المناخ" تضرب 5 حقوق إنسانية
أبرزها الحق في الحياة.. "انتهاكات المناخ" تضرب 5 حقوق إنسانية
تتعدد المخاوف وتتوالى التحذيرات من مغبّة الاستمرار في انتهاكات المناخ والبيئة، والتي تطال 5 حقوق إنسانية أسياسية، لا سيما لسكان الدول الفقيرة والنامية.
وتتسبب تداعيات ظاهرة التغير المناخي في التأثير المباشر على عدة حقوق إنسانية، وهي الحق في الحياة والحق في الحصول على الغذاء والماء، وخدمات الصحة والسكن.
وخلال العشرية الماضية، تزايدت وتيرة الظواهر المناخية المتطرفة والكوارث الطبيعية، كالفيضانات، وموجات الحر، والجفاف، والتصحر، ونقص المياه، لتنذر بعواقب وخيمة للآثار الضارة لتغير المناخ.
وهذه الظواهر تؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة على التمتع الكامل والفعلي للأشخاص في مختلف أنحاء العالم بمجموعة متنوعة من حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة والغذاء والصحة والسكن والحصول على المياه المأمونة، وخدمات الصرف الصحي.
وتؤثر أيضا على حقوق إنسانية أخرى أبرزها الحق في تقرير المصير والحق في العمل والثقافة والتنمية، وفق تقديرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والمجلس الدولي لحقوق الإنسان.
ولذلك تتطلب تلك الظاهرة التي طالت جميع دول العالم، استجابة عالمية قائمة على الحقوق والعدالة، من خلال الأخذ بنهج قائم على حقوق الإنسان إزاء تغير المناخ.
وتضمنت مقدمة اتفاق باريس في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أن "من واجب كل الدول عند اتخاذها الإجراءات الهادفة إلى التصدي لتغير المناخ، احترام التزامات كل منها بشأن حقوق الإنسان وتعزيزها ومراعاتها".
وكما أوصى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بـ"تطبيق نهج قائم على حقوق الإنسان من أجل توجيه السياسات والتدابير العالمية الموضوعة من أجل التصدي لتغير المناخ".
ووفق التوصيات الأممية، يجب تحديد أصحاب الحقوق واستحقاقاتهم وتحديد الجهات المسؤولة المعنية والتزاماتها لإيجاد سبل لتعزيز قدرة أصحاب الحقوق على التقدم بمطالباتهم وقدرة الجهات المسؤولة على الوفاء بالتزاماتها.
وينبغي أيضا استرشاد جميع السياسات والبرامج في كل مراحل العملية بالمبادئ والمعايير المستمدة من القانون الدولي لحقوق الإنسان، لا سيما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات العالمية الأساسية لحقوق الإنسان.
ضغط شديد
وترى منظمات حقوقية دولية، أن أزمة المناخ تتسبب في خسائر متزايدة في الأرواح وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، وما لم تتصرف الحكومات بجرأة، وبسرعة، للحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة، قد يزداد الوضع سوءا بشكل يفوق الوصف.
ويهدد ارتفاع مستوى سطح البحر والنقص الهائل في الغذاء، في السنوات المقبلة، بدفع مئات ملايين الناس خارج منازلهم، إذ يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم أوجه عدم المساواة الحالية.
وينعكس تأثير عدم الحد من انبعاثات الغازات خصوصا على المجتمعات التي تواجه انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بمن في ذلك الشعوب الأصلية وكبار السن وذوو الإعاقة والمثليون ومزدوجو التوجه الجنسي، ومتغيرو النوع الاجتماعي (مجتمع الميم)، والنساء والأطفال والفقراء.
قد تتعرض قدرة الدول على حماية حقوق السكان الأكثر عرضة للخطر إلى ضغط شديد، وفي كثير من الأماكن يمكن أن تنهار، وبالتالي فإن القدرة على تجنب هذا المستقبل البائس، ستعتمد إلى حد كبير على ما تفعله الحكومات اليوم لحماية حقوق الإنسان.
ويتطلب تحقيق ذلك أيضا تفعيلا متزايدا لأعمال نشطاء المناخ الشباب في جميع أنحاء العالم، للتحدث عن الحاجة الملحة إلى تحرّك فعال من أجل المناخ واحترام حقوق الإنسان.
ولم يعد تغير المناخ قضية نخبوية، لا سيما وأن تداعياتها طالت جميع سكان الأرض من مختلف الطبقات الاجتماعية، إذ يؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى الكوارث الطبيعية، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، والاختلال الاقتصادي، والنزاعات والإرهاب وغيرها.
وتعتبر الأمم المتحدة أن تغير المناخ، يعد السبب الرئيسي لتنامي النزاعات والصراعات في العالم، بحكم تأثير ندرة الموارد، مثل الأراضي والغذاء والمياه، وهو مايؤدي إلى زيادة التنافس والنزاع عليها.
خيبة أمل
ويواجه ملايين الأشخاص المجاعة في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي بسبب الجفاف المرتبط بالمناخ، إذ تتزايد التحديات الصعبة أمام الدول النامية المظلومة بسبب ممارسات الدول المتقدمة.
بدوره، قال المدير التنفيذي لتحالف عموم إفريقيا للعدالة المناخية "باكجا"، ميثيكا مويندا جوزيف، إن قمة المناخ "COP 27" كانت بمثابة مواجهة لذروة التحديات البيئية والحقوقية التي تواجه الدول الفقيرة في إفريقيا.
وأوضح جوزيف في تصريح لـ"جسور بوست" أن هناك ملايين الأشخاص الذين يواجهون المجاعة في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي بسبب الجفاف المرتبط بالمناخ، ومن المؤكد أن هذه الأوضاع المتردية لن تتغير على المدى القريب.
وأضاف: "رغم الوعود المتكررة التي قدمتها الدول الغنية خاصة فيما يتعلق بقضية التمويل لإجراءات التكيف المناخي في الدول النامية، بات من المرجح أنها لن تتحقق قريبا.
واعتبر تحالف "باكجا" في بيان، أن مؤتمر المناخ الذي عقدته الأمم المتحدة هذا العام انتهى بخيبة أمل للبلدان الفقيرة بسبب إحجام الدول الغنية عن تحويل الأموال اللازمة.
وتشير الدراسات الدولية إلى أن القارة الإفريقية ستتكبد خسائر فادحة بسبب المشاكل المناخية، ما قد يؤدي إلى تراجع الناتج الإجمالي المحلي في جميع بلدان القارة السمراء بمقدار الثلثين على مدار القرن الحالي.
واختتمت قمة المناخ "COP 27" أعمالها في مدينة شرم الشيخ المصرية في 19 نوفمبر الجاري، عقب 13 يوما من مفاوضات لم تفلح في الوصول إلى خطة لخفض الانبعاثات بشكل جذري أو وفاء الدول الصناعية بتعهداتها في تقديم 100 مليار دولار لمساعدة الدول النامية على إجراءات التكيف مع آثار التغير المناخي.