انطلاق قمة المناح وسط غياب قادة الدول الأكثر تلويثا للبيئة

انطلاق قمة المناح وسط غياب قادة الدول الأكثر تلويثا للبيئة

 

انطلقت قمة مجموعة العشرين اليوم السبت، حضوريا في روما لأول مرة منذ تفشي كورونا.

 

وستناقش القمة الأزمة الصحية والانتعاش الاقتصادي لكن النقاش الأكثر حيوية وصعوبة سوف يركز على المدى الذي يريد الزعماء أن يصلوا إليه في خفض غازات الاحتباس الحراري وفي مساعدة الدول الفقيرة على مواجهة الاحتباس الحراري.

 

وينعقد هذا اللقاء السنوي للدول العشرين الصناعية، عشية مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي (كوب26) الذي يبدأ الأحد في جلاسكو في اسكتلندا (بريطانيا).

 

مخاوف بشأن الالتزام

ويغيب عن القمة قادة معظم الدول الخمس الكبرى التي تصدر عنها انبعاثات مسببة للاحتباس الحراري ، وهي ( الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان والهند) ، والذين تغيبوا أيضا  عن قمة المناخ العالمية الماضية في 2019 ، وهو ما يبعث كثيرا من المخاوف عن مدى التزام الدول المشاركة في القمة بالهدف الرئيس، وهو الحفاظ على معدل الزيادة في درجة حرارة الأرض عند أقل من 1.5 درجة مئوية، وهو المعدل الذي حدده العلماء وأقرته الأمم المتحدة باعتباره النقطة الحاسمة التي تصعب بعدها مكافحة تغير المناخ.

 

ومن جانبها، حذرت باتريشيا إسبينوزا، كبيرة مسئولي المناخ في الأمم المتحدة قبل “  COP26“، من أن الأمن والاستقرار العالميين مهددان إذا فشلت البلدان في معالجة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث تؤدي أزمات الهجرة ونقص الغذاء إلى الصراع والفوضى، لكنها أشارت إلى إن حالات الغياب هذه لن تمنع تحقيق نتيجة ناجحة”.

حلم الـ “صفر كربون”

ووضعت معظم الدول أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030، على أن تصل إلى مستوى “صفر كربون” بحلول 2050 كما تطالب الأمم المتحدة، وإن كانت روسيا مثلاً أعلنت أنها تستهدف تقليل الانبعاثات بحلول عام 2060، وفي ظل زيادة الطلب الصيني على الطاقة، وبالتالي زيادة إنتاج الفحم، لا يتوقع أن تحقق الصين أياً من أهداف خفض الانبعاثات طبقاً للمواعيد التي تطالب بها الأمم المتحدة، حتى أستراليا، التي تعد واحدة من أكبر مصدري الفحم والغاز في العالم، وعلى الرغم من تعهدها بخفض الانبعاثات فإنها على الأرجح لن تحقق تلك الأهداف في مواعيدها.

موقف بريطانيا وأميركا

تعرضت سياسة حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون لانتقادات من المعارضة السياسية، ومن مناصري البيئة المتحمسين لمكافحة التغيرات المناخية، حيث ركز هؤلاء على عدم كفاية ما أعلن من سياسات بريطانية لتبوء موقع الريادة في مكافحة تغير المناخ، وانتقدوا غياب قادة أكثر الدول تلويثاً للبيئة عن القمة.

وحين سئل المسؤول عنها في الحكومة البريطانية ووزير الأعمال السابق، ألوك شارما، من نواب البرلمان البريطاني بشأن معايير نجاح القمة وعما إذا كان الاتفاق بشأن أهداف محددة لخفض الانبعاثات ملزماً للمشاركين، قال شارما “سيكفي التعهد بالالتزام”.

وعلى الرغم من تكرار تأكيده للبرلمانيين أن بريطانيا تأتي في موقع الريادة في مكافحة تغير المناخ، فإن النواب بدوا متشككين في ذلك، وفي النهاية، اضطر الوزير شارما إلى القول “ستكون هناك قمم مناخ عالمية أخرى مقبلة ونأمل أن نحقق تقدماً“.

من بين الدول الخمس الأكثر تلويثاً للبيئة، يقود الرئيس الأمريكي جو بايدن، جهود مكافحة التغير المناخي في هذه القمة، في حين تغيب بالفعل قادة الدول الخمس عن قمة المناخ العالمية الماضية في عام 2019، حيث كان الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترمب من المشككين في التغير المناخي من الأساس.

ويضع ذلك بايدن وجونسون في موقف حرج إذا لم تتمكن القمة من تحقيق إنجاز يفوق قمة باريس عام 2015، حين تم التوصل إلى اتفاق دولي ملزم بشأن تحقيق أهداف مكافحة التغيرات المناخية عالمياً.

الغائبون عن القمة

“روسيا”

في الوقت الذي شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أهمية العمل المشترك في مواجهة تغير المناخ، إلا أنه أعلن أنه وفي ضوء الوضع الحالي المثير لفيروس كورونا في روسيا، يعتزم المشاركة في قمة المناخ، عبر رابط “فيديو”.

“بابا الفاتيكان”

يبدو أن “بابا الفاتيكان” ، البابا فرانسيس، لن يحضر القمة حيث مؤخرا خضع لعملية جراحية في القولون ، لكنه بث رسالة مسجلة دعا فيها زعماء العالم الذين يجتمعون”جلاسكو” لتقديم حلول و”استجابات فعالة” لحالة الطوارئ البيئية وإعطاء “أمل ملموس” للأجيال القادمة.

وأشار البابا إلى الحاجة إلى “إحساس متجدد بالمسؤولية المشتركة تجاه عالمنا”، مضيفا أن “كل واحد منا – أيا كان وأينما كان – يمكنه أن يلعب دورا في تغيير استجابتنا الجماعية للتهديد غير المسبوق لتغير المناخ و تدهور بيتنا المشترك“.

“الصين”

رغم أن الصين تعد من أكبر الدول التي تصدر عنها انبعاثات تسبب تغير المناخ، وما زالت تستخدم الفحم بكثافة في إنتاج الطاقة الكهربائية ،يغيب الرئيس الصيني شي جينبينغ، بحسب بلاغ من مسؤولين صينيين لنظرائهم في قمة مجموعة العشرين في إيطاليا.

 

“استراليا”

كان رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، تعرض لعاصفة من الانتقادات في وقت سابق من هذا الشهر، حين أعلن أنه ربما لن يحضر قمة “كوب 26” في “جلاسكو” ما دفعه للإعلان قبل أيام أنه “ربما” سيحضر القمة شخصياً.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية