الإندبندنت: تدريب آلاف الجنود البريطانيين على التدخل خلال إضرابات متوقعة
الإندبندنت: تدريب آلاف الجنود البريطانيين على التدخل خلال إضرابات متوقعة
يتم حاليا تدريب الآلاف من أفراد الجيش البريطاني على التدخل خلال إضرابات واسعة النطاق من المتوقع أن تسبب حالة من الشلل في بريطانيا قبل عيد الميلاد، حسب ما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية.
ووفقا للصحيفة، تقول الحكومة البريطانية إن نحو ألفي شخص ما بين قوات الجيش وموظفين مدنيين ومتطوعين يتدربون على أدوار مختلفة، بمن في ذلك سائقو سيارات الإسعاف ورجال الإطفاء.
ورغم عدم تأكيد نشر القوات، قالت الحكومة إن الجيش يشكل جزءا من خطط الطوارئ إذا حدثت الإضرابات.
يأتي ذلك في وقت تستعد فيه بريطانيا لأكبر موجة من الإضرابات تشهدها الدولة في الفترة التي تسبق عيد الميلاد، بما في ذلك أول إضراب للممرضات على الإطلاق.
وأكدت الكلية الملكية للتمريض أنه من المقرر أن يدخل نحو 100 ألف من طاقم التمريض في إضراب هذا الشهر.
وخارج دائرة هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، هدد موظفو البريد الملكي والخدمة المدنية ورجال الإطفاء وموظفو السكك الحديدية وعمال المطار وغيرهم بالدخول في إضراب.
وقالت الحكومة البريطانية إن نقابات متعددة اتخذت قرارا بالإضراب خلال الأسابيع المقبلة، مما ترك ملايين الأشخاص يواجهون اضطرابات خلال فترة عيد الميلاد.
تستعد المملكة المتحدة لمزيد من الإضرابات، بعدما أعلنت نقابات العاملين في القطاعين العام والخاص عن تحرك جديد احتجاجا على غلاء المعيشة، وتدني الأجور.
يأتي الإعلان الذي سينضم في إطاره الموظفون في قطاع العناية بالطرقات السريعة ومئات العاملين ضمن الطواقم الأرضية في مطار هيثرو إلى قائمة العمال المضربين عن العمل، في ظل شتاء قاتم تسوده مشاعر الغضب في بريطانيا.
وتتضاعف الإضرابات في مختلف قطاعات الاقتصاد وفي القطاع العام احتجاجا على الأجور التي تفقد قيمتها، في ظل تضخم يعد الأعلى منذ عقود وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية.
وانضم المسعفون، الأربعاء، إلى الممرضين في التصويت لمصلحة الإضراب قبل عيد الميلاد، بينما يتوقع أن يضرب موظفو الأمن في شركة "يوروستار" المشغلة للقطارات السريعة هذا الشهر.
ونفّذ العديد من الموظفين الآخرين، من عمال السكك الحديد وصولا إلى المحامين، إضرابات هذا العام فيما تشهد البلاد أسوأ أزمة تكاليف معيشة وتضخم منذ أجيال.
تداعيات الحرب وغلاء المعيشة
تشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.
دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية"، فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود.
وارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.
أزمة اقتصادية عالمية
تسببت تداعيات الجفاف وموجات الحر والوباء والحرب الروسية الأوكرانية في خلق أزمات اقتصادية عالمية في كل القطاعات وعلى رأسها الطاقة، وامتد ارتفاع تكلفة الطاقة وغلاء المعيشة والتضخم إلى كل ركن من أركان كوكب الأرض تقريبا.
ووضع قرار روسيا وقف ضخ الغاز إلى أجل غير مسمى، أوروبا أمام معضلة غير مسبوقة، ويُتوقع ارتفاع قيمة فواتير الطاقة في أوروبا بمقدار تريليوني يورو (نحو تريليونين و62 ملياراً و740 مليون دولار) بحلول أوائل العام المقبل 2023.
وضاعفت الحرب والعقوبات الاقتصادية وقرب بداية الشتاء، إضافة إلى استعمال موسكو للطاقة كأداة للضغط، من مخاوف الأوروبيين، وجعلت أسعار الغاز تصل لمستويات قياسية.