كيف أصبحت الإمارات قوة عظمى في استكشاف الفضاء

كيف أصبحت الإمارات قوة عظمى في استكشاف الفضاء

“بينما تسير مملكة السماء بناء على العدل، فمملكة الأرض تعمل بالبترول”. مقولة سياسية منتشرة.

تغير المناخ والتطورات الأخيرة التي طالت كوكب الأرض جراء ما يحدث، وزيادة عملية التصديع المائي أو عمليات التكسير في الولايات المتحدة الأمريكية وهي تقنية حديثة تسمح باستخراج احتياطات البترول والغاز، بجانب اكتشاف رواسب نفط وغاز قبالة سواحل دولة إسرائيل.. هذه المقولة لم تعد صالحة.

لماذا؟ صحيفة The Hill الأمريكية نشرت موضوعا مطولا يتحدث بين سطوره عن مدى التطور التكنولوجي الذي أصبح عليه كوكب الأرض، ليس هذا بل والدول الرائدة في عالم الفضاء وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة.

كتب السطور التالية مارك وايتينتغتون**، الصحفي بجريدة The Hill عن التطورات الأخيرة في كوكب الأرض وريادة الفضاء.

“الواقع الجديد هو أن ممالك الأرض أصبحت تعمل بالتكنولوجيا والفضاء، دول قليلة فقط انتقلت سريعا وتكيفت بهذه الطريقة ون بينها الإمارات العربية المتحدة.

الإمارات، كجزء من التوجه ناحية التكنولوجيا العالية، بدأت برنامجها للفضاء، وفي سنوات قليلة، دولة الخليج العربي أصبحت رائدة في المجال.

دولة الإمارات تطبق استراتيجية تتضمن تطوير قدراتها الفضائية الخاصة وتطمح لخلق شركاء دوليين واقتصاديين لمهماتها الفضائية المتعددة، كما أنها ترعى قطاع الفضاء التجاري المحلي الخاص بها، وحققت تلك الاستراتيجية نجاحا كبيرا. تم تطوير مسبار الأمل** في الدولة، وتجميعه من قبل مختبر الغلاف الجوي وفيزياء الفضاء في جامعة كولورادو.

كيف أصبحت الإمارات قوة عظمى في استكشاف الفضاء
كيف أصبحت الإمارات قوة عظمى في استكشاف الفضاء

مركز محمد بن راشد للفضاء أصدر ما يمكن وصفه بـ”كنز دفين” من البيانات من المسبار لكي يقوم أي شخص بتقييمها واستخدامها، وتظهر تلك البيانات من بين أمور أخرى تمت مشاركتها، على سبيل المثال، كيف تتفاعل غازات الغلاف الجوي المريخية مع بعضها البعض والإشعاع الشمسي.

كما سيتم إطلاق مركبة رشد القمرية على متن صاروخ SpaceX Falcon 9، وستنقل إلى سطح القمر على متن مركبة هبوط يابانية.

رشيد ستهبط على منطقة لاكوس سومنيوروم من الجانب القريب للقمر في أوخر عام 2022.

وتعتزم دولة الإمارات القيام بمهمة أخرى عبر مسبار لم يتم تسميته بعد، إلى حزام الكويكبات الرئيسية في عام 2028، وسيقوم بمناورات بمساعدة الجاذبية -وهي مناورة تعتمد على الاندفاع بالجاذبية واستغلال الحركة النسبية والجاذبية لكوكب أو أي جرم سماوي- وهذا المسبار سيستخدم كوكبي الزهرة والأرض.

وسيصل للحزام الرئيسي بين مدارات المريخ والمشترى في 2030، وسيطير بالقرب من 7 كويكبات أخرى قبل هبوطه عام 2033 على كوكب آخر.

وسيكون مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو بولدر شريكا محوريا في هذه الرحلة.

ووقعت الإمارات اتفاقية تعاون مع دولة إسرائيل في مهمة القمر بيريشيت بين مشاريع أخرى، ويعمل هذا الاتفاق على تعزيز العلاقات بين البلدين، اللذين أصبحا حليفين تجاريين ودفاعيين في أعقاب اتفاقيات أبراهام.

دولة الإمارات أصبحت تمتلك فيلقا من رواد الفضاء الخاص بها، منهم هزاع المنصوري وسلطان النيادي ونورا المطروشي ومحمد الملا.

وكان المنصوري قد خاض رحلته الأولى في مهمة لمدة أسبوع في محطة الفضاء الدولية، وطار إلى المختبر المداري على مركبة سويوز الروسية.

فيما أصبحت المطروشي هي أول امرأة رائدة فضاء عربية، وعبرت عن اهتمامها في المشاركة بمهمة أرتميس المستقبلية إلى القمر.

بجانب النمو التكنولوجي، صحيفة “ذا ناشيونال” ذكرت أن برنامج الفضاء الإماراتي، تسبب في انتشار ثقافة الفضاء في دولة الخليج العربي، وتجلت هذه الثقافة في نمو التصوير الفوتوغرافي والفنون البصرية الأخرى.

برنامج الإمارات للفضاء وقوته على التأثير الإيجابي على اقتصاد الدولة، قد يصبح نموذجا للدول الأخرى، ومن المؤكد أن وكالة ناسا والقطاع الفضائي التجاري الجديد، أثبتوا تأثيرهما الإيجابي على الولايات المتحدة، وهي الدولة التي تحتاج بشدة لشيء تشعر بالرضا تجاهه.

في كثير من الأحيان، أثبتت التطورات في العالم الإسلامي أنها مأساوية، فعلى سبيل المثال ما حدث لأفغانستان بعد سيطرة طالبان وانهيار اقتصاد البلد والانتهاكات المزمنة لحقوق الإنسان ولاسيما المرأة.

فيما يعود توجه الإمارات نحو تطوير التكنولوجيا والتعليم إلى التاريخ المبكر للعالم الإسلامي، حينما كانت تلك المنطقة مركزا للعلوم والرياضيات والطب، ولا ينبغي إغفال استفادة المرأة من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الدولة، وكيف انتفعن منه.

بجانب نورا المطروشي، هناك سارة الأميري التي أصبحت أول امرأة وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء.

الإمارات كانت من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقيات أرتيمس، وهو تحالف من الدول تتعهد بالتعاون في تحرك البشر نحو القمر والمريخ وما بعدهما، ولهذا السبب ستصبح الإمارات قوة كبيرة في استكشاف الفضاء”. – مارك وايتينتغتون.

**دولة الإمارات العربية المتحدة، دخلت إلى السباق العالمي لاستكشاف الفضاء بشكل من خلال إنشاء وكالة للفضاء وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ أطلق عليه “مسبار الأمل”، لتصبح واحدة من 9 دول فقط طمحت لاستكشاف الكوكب.

المسبار انطلق في مهمته يوم 20 يوليو خلال عام 2020، ووصل إلى مساره خلال العام الجاري، وتزامن ذلك مع احتفالات الإمارات باليوبيل الذهبي لمرور 50 عاما على إعلان اتحاد الإمارات.

**مارك وايتينتغتون هو مؤلف دراسات حول استكشاف الفضاء، بعنوان: “لماذا أصبح من الصعب العودة إلى القمر؟” ودراسة “القمر، المريخ وما بعدهما”، ودراسة: “لماذا ستعود أمريكا إلى المريخ”.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية