حصاد الحريات.. التغيرات المناخية الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان في 2022

حصاد الحريات.. التغيرات المناخية الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان في 2022

يُشكل تغير المناخ تهديداً كبيراً للأمن الإنساني، وبمعنى أكثر شمولاً، للحياة على الأرض كما نعرفها مستقبلاً، وفي الوقت الراهن فإن كل ما يتعلق بحقوق الإنسان تأثرت سلباً بالتغيرات المناخية.

هذه الحقوق التي أكدتها البيانات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وتغير المناخ، هي الحق في الحياة، والصحة، والغذاء، والمياه، والسكن، والتنمية، وتقرير المصير، والتي انتهكت جميعها عام 2022 بفعل التأثيرات المناخية.

وذكرت “التحذير الدولي” (منظمة غير حكومية دولية لبناء السلام)، 46 دولة قد تتفاعل بها آثار تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه، وفقدان الأراضي الصالحة للزراعة، والأحداث المناخية المتطرفة، وتقصير مواسم النمو، وذوبان الأنهار الجليدية، مع القوى الاقتصادية والاجتماعية، والسياسية، لتخلق خطراً كبيراً من الصراع العنيف.

تتضح خطورة التغيرات المناخية، في ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، من أن المتوقع أن يسبب تغير المناخ، في الفترة من عام 2030 إلى عام 2050، نحو 250 ألف حالة وفاة كل عام بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري. 

ويقدر أن تتراوح التكاليف المباشرة للضرر على الصحة فقط، أي دون احتساب التكاليف في القطاعات المحددة للصحة مثل الزراعة والمياه وخدمات الصرف الصحي، بين ملياري و4 مليارات دولار أمريكي في العام بحلول عام 2030. 

وستكون المجالات التي تفتقر إلى البنية التحتية المتينة في مجال الصحة- ومعظمها في البلدان النامية- أقل قدرة على التعامل دون الحصول على مساعدة من أجل التأهب والاستجابة. 

كذلك ستكون هناك عواقب أخرى للتغير المناخي، والتي غالباً ما نتغاضى عنها، ومن أهمها: ماذا سيعني التغير المناخي بالنسبة لأعمالنا ووظائفنا؟ 

ويقول أندرو وينستون، مؤلف كتاب “المحور الكبير”: تلزمنا استراتيجيات جذرية وعملية لمواجهة عالم أكثر سخونة، وندرة (في الموارد)، وانفتاحا، سيكون لزاما على كل شخص أن يفهم التغير المناخي بالطريقة نفسها التي يُفترض أن يفهم بها كل من يعمل في مجال الأعمال كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي اليوم".

"جسور بوست" ترصد تأثير التغيرات المناخية على حقوق الإنسان في 2022 في ما يلي:

كيف يؤدي تغير المناخ لتفاقم الصراع بأفريقيا والشرق الأوسط؟ - مركز شاف  لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية

خطورة تغير المناخ على الحياة

يسبب تغيّر المناخ الذي يُحدثه الإنسان اضطرابات خطيرة وواسعة النطاق في الطبيعة ويؤثر في حياة مليارات الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، على الرغم من الجهود المبذولة للحد من المخاطر.

وذكر متخصصون في تقرير الهيئة المعنية بتغير المناخ، الذي صدر في 28 فبراير 2022، أن الأشخاص والنظم الإيكولوجية الأقل قدرة على التكيف هم الأكثر تضرراً. 

وتتجاوز موجات الحر، والجفاف، والفيضانات حاليا قوة تحمل النباتات والحيوانات، وتؤدي إلى موت أعداد هائلة من أنواع النباتات والحيوانات مثل الأشجار والشعاب المرجانية.

وتحدث ظواهر الطقس المتطرفة هذه في آن واحد، فتتسبب في تأثيرات متعاقبة تزداد إدارتها صعوبة وتعرض ملايين الأشخاص لانعدام الأمن الغذائي والمائي الحاد، ولاسيما في إفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية والجزر الصغيرة وفي المنطقة القطبية الشمالية.

ولتجنب تزايد الخسائر في الأرواح والتنوع البيولوجي والبنىّ الأساسية، يلزم اتخاذ إجراءات طموحة ومُعجلة للتكيف مع تغيّر المناخ، مع تحقيق انخفاضات سريعة وحادة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. 

وخلص التقرير الجديد إلى أن التقدم المحرز في التكيف حتى الآن غير منتظم، وإلى اتساع الفجوة بين الإجراءات المتخذة، وما هو مطلوب لمواجهة المخاطر المتزايدة، وبخاصة في صفوف الفئات السكانية المنخفضة الدخل.

ارتفاع عدد الجياع في 2022 

لا يزال تضخم أسعار الغذاء المحلية مرتفعاً في مختلف أنحاء العالم. 

وتظهر المعلومات الخاصة بالفترة بين يوليو وأكتوبر 2022 ارتفاع معدلات التضخم في جميع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تقريباً؛ إذ سجلت 83.3% من البلدان منخفضة الدخل، و93% من الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، و93% من الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل ارتفاعاً في مستويات تضخم تجاوز 5%، ويعاني الكثير منها من تضخم مكون من خانتين. 

وارتفعت نسبة البلدان المرتفعة الدخل التي شهدت ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية إلى 85.5%.

والبلدان الأكثر تضررا تقع في إفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وجنوب آسيا وأوروبا وآسيا الوسطى.

قرن من الأبحاث لتثبيت دور الإنسان في تغير المناخ | اندبندنت عربية

وأفاد تقرير للأمم المتحدة قدّم أدلة جديدة بأن العالم يبتعد أكثر فأكثر عن تحقيق هدف القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بجميع أشكاله بحلول عام 2030، وأن عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم قد ارتفع إلى نحو 828 مليون شخص في عام، أي بزيادة قدرها نحو 46 مليون شخص منذ عام 2020 و150 مليون شخص منذ تفشي جائحة كوفيد-19.  

ويقدم إصدار عام 2022 من تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، معلومات محدثة عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، بما في ذلك آخر التقديرات لكلفة الأنماط الغذائية الصحية والقدرة على تحمّلها. 

وينظر التقرير أيضاً في الطرق التي يمكن للحكومات من خلالها أن تعيد توجيه دعمها الحالي للزراعة من أجل خفض كلفة الأنماط الغذائية الصحية، مع أخذ محدودية الموارد العامة المتوافرة في أنحاء كثيرة من العالم في الحسبان.

الجفاف وتأثر الزراعة والأغذية

لا يزال قطاعا الزراعة والأغذية في جميع أنحاء وسط وشرقي أوروبا يعانيان أضراراً كبيرة بسبب الجفاف والكوارث الطبيعية، وأن المزيد والمزيد من مجالات الاقتصاد لا تزال تتأثر. 

وذكر موقع مؤسسة أوروبا الناشئة "إميرجينج يوروب" -التي تتخذ من لندن مقرا لها وتغطي 23 دولة في وسط وشرق وجنوب شرق أوروبا وجنوب القوقاز- أن موجات الحر والجفاف في صيف عام 2022 اشتدت مرة أخرى، منوها بأن عدد وتأثير الكوارث الطبيعية في أوروبا، وخاصة في وسط وشرق أوروبا، سيستمر في التزايد خلال السنوات القادمة مع آثار اقتصادية كبيرة يجب تضمينها في خطط التنمية الإقليمية. 

ويسلط تحليل تاريخي على مدى 22 عاما أجرته شركة كامبريدج إيكونوميتركس للاستشارات البريطانية الضوء على المناطق الأكثر تضرراً من الكوارث الطبيعية في أوروبا. 

ويُظهر التحليل أن حالات الجفاف والفيضانات كانت أكثر الكوارث الطبيعية احتمالية تاريخيا، والتي تسبب أضرارا اقتصادية في بلدان وسط وشرق أوروبا. 

القلق من تغير المناخ عالميا يتراجع في وقت يتزايد فيه التهديد - النهار نيوز

وتؤدي موجات الحر والأعاصير والارتفاعات المفاجئة في مستويات سطح البحر إلى خسارة الأداء الاقتصادي العالمي في المتوسط ​​بين 1% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقا لأحدث إحصائيات شركة كامبريدج إيكونوميتركس للاستشارات، ويمكن أن تكون التأثيرات على مواقع ومناطق وقطاعات اقتصادية محددة بشكل كبير أعلى من المتوسط. 

وذكر التقرير أنه في حين أن الخسائر الاقتصادية أقل في إنتاج الطاقة والسياحة، لا يزال قطاعا الزراعة والغذاء يعانيان من أضرار كبيرة بسبب الكوارث الطبيعية ويتأثر المزيد والمزيد من مجالات الاقتصاد. 

وتقول العضو لمنتدب لشركة كامبريدج إيكونوميتركس للاستشارات في المجر، دورا فازاكس: "يتسبب الجفاف في أضرار جسيمة في الإنتاج الزراعي، وهو أمر مرئي تماما للجميع، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انخفاض الإنتاجية في القطاعات الأخرى". 

وتابعت: “أصبحت درجات الحرارة الشديدة لا تطاق بالنسبة للعمال، مما يؤثر على البناء والنقل بدرجة متزايدة”.

ويتسبب انخفاض مستويات المياه في الأنهار والبحيرات الرئيسية في توقف نقل المياه وإنتاج الطاقة والأنشطة والمشكلات الصناعية الأخرى التي من المتوقع أن تحدث في كثير من الأحيان في إمدادات مياه الشرب السكنية.. إلى جانب العدد المتزايد للقطاعات الاقتصادية، فإن عدد البلدان المتضررة من الكوارث الطبيعية آخذ في الارتفاع أيضاً. 

خسائر بالمليارات

بناء على توقعات متوسط ​​الاحترار العالمي البالغ 1.5 درجة مئوية، ستتكبد دول الجنوب في أوروبا ما بين خمسة إلى ستة مليارات يورو سنويا من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الجفاف وحده، والبلدان القارية -مثل (التشيك والمجر وبولندا وسلوفاكيا) بالإضافة إلى رومانيا- ستبدأ في رؤية تأثيرات مماثلة، تصل إلى متوسط ​​خسارة 2.5 مليار يورو في الناتج الاقتصادي السنوي. 

جاء ذلك في تقرير اقتصادي أكتوبر 2022، والذي يكشف عن أنه، في منطقة وسط شرق وشرق أوروبا، ستعاني رومانيا والمجر أكثر من غيرها من آثار الحرارة، ما يؤدي إلى خسارة 1.5% و1% من الناتج المحلي الإجمالي على التوالي.  

يشار إلى أن التحليل الذي أجرته شركة “كامبريدج إيكونوميتركس للاستشارات” يقيس الضرر الاقتصادي الناجم عن الكوارث الطبيعية في مناطق دول الاتحاد الأوروبي منذ عام 1995. 

وتكبدت الدول الأعضاء خسارة إجمالية قدرها 77 مليار يورو بسبب الكوارث الطبيعية في الفترة قيد التحليل.

ومن إجمالي المبلغ، شكلت التأثيرات المباشرة 44 مليار يورو من الأضرار، في حين كانت خسائر الآثار غير المباشرة تشكل 33 مليار يورو. 

ووجد التحليل أن الكوارث الطبيعية تسبب أكبر الأضرار التي لحقت بالاقتصادات في وسط وشرق وجنوب شرق أوروبا.  

فجوة الانبعاثات 2022

رفع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تقريره عن فجوة الانبعاثات لعام 2022، إلى الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف لتغير المناخ التابع للأمم المتحدة، لمناقشة نتائجه، والاستعداد بها لسد فجوة الانبعاثات، والتقرير هو الإصدار الثالث عشر في سلسلة سنوية تقدم لمحة عامة عن الاختلاف بين النسبة المتوقعة لانبعاثات غازات الدفيئة في عام 2030 والنسبة التي يجب أن تصل إليها لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.

ويوضح التقرير أن التعهدات الوطنية المحدثة منذ الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف المنعقدة في جلاسكو- المملكة المتحدة، تحدث فرقاً ضئيلاً في انبعاثات عام 2030 المتوقعة، ولكننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين، ويفضل أن يكون عند 1.5 درجة مئوية. 

ما هي إيجابيات تغير المناخ؟ | بوبيولار ساينس - العلوم للعموم

وتشير السياسات المعمول بها حالياً إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. 

ولن يؤدي تنفيذ التعهدات الحالية إلا إلى خفض هذا الارتفاع إلى ما بين 2.4-2.6 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، للتعهدات المشروطة وغير المشروطة على التوالي. 

وخلص التقرير إلى أن التحول العاجل على مستوى النظام هو الوحيد القادر على تحقيق التخفيضات الهائلة اللازمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030: 45% مقارنة بالتوقعات القائمة على السياسات المعمول بها حالياً للوصول إلى مسار حصر ارتفاع درجات الحرارة في 1.5 درجة مئوية و30 في المئة للوصول إلى مسار حصر ارتفاع درجات الحرارة في درجتين مئويتين. 

ويقدم هذا التقرير استكشافاً متعمقاً لكيفية تحقيق هذا التحول، والنظر في الإجراءات اللازمة في قطاعات الإمداد بالكهرباء، والصناعة، والنقل والمباني، والأنظمة الغذائية والمالية. 

ويؤكد التقرير أن أزمة المناخ تستدعي تحولاً سريعاً للمجتمعات، فنافذة الفرص على وشك الإغلاق ولا يسير العالم على المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس ويمكن أن تصل درجات الحرارة العالمية إلى 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. 

وخلص تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2022 إلى أنه يجب على العالم خفض الانبعاثات بنسبة 45% لتجنب وقوع كارثة عالمية.. إذ توجد حلول لتغيير المجتمعات، ولكن حان وقت العمل الجماعي والمتعدد الأطراف.

دور مصر في التصدي للتغيرات المناخية  

استضافت مصر "قمة المناخ السابعة والعشرين" نوفمبر الماضي 2022 في مدينة شرم الشيخ، وظهرت الجهود المصرية واضحة لتحقيق أقصى قدر من التوافق الدولي وإنهاء حالة الانقسام التي ظهرت منذ بزوغ أزمة التغيرات المناخية، والتي نتجت عن تقاعس الدول المتقدمة عن تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والالتزام بتقليل الانبعاثات الكربونية، فيما الدول النامية تحتاج إلى الدعم والمساعدة للتخلص من تلك الآثار وخاصة مع تراجع أوضاعها الاقتصادية بعد استنزاف الدول المتقدمة مواردها.

وأشار تقرير للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، الذي صدر مؤخراً، إلى أن مصر في نقطة انطلاقها للدبلوماسية المناخية والتي عززتها تلك الاستضافة للتحرك نحو العدالة المناخية، وجاء الالتزام في اتجاهين؛ الأول التزام جميع الدول بخفض الانبعاثات الكربونية، والاتجاه الثاني هو قيام الدول المتقدمة بتمويل مشروعات "صديقة للبيئة" في الدول النامية، لمساعدتها على تحقيق التنمية على أساس مبدأ الشراكة الدولية في مواجهة الأزمات الطبيعية.  

تغير المناخ.. بين التقرير الأول والثاني من التقييم السادس للجنة الدولية  المعنية بتغير المناخ - المرصد

وتعد التجربة المصرية لمشروعاتها التنموية، أحد أهم المؤهلات التي عززت دورها في العدالة المناخية نظرا لقدرتها على تعميم تجربتها في محيطها النامي، الأمر الذي يوضح مصداقية الدور المصري، كما تعد تجربتها بمثابة إلهام للعديد من الشركاء الدوليين بما يتناسب مع إمكانياتهم وظروفهم، مما يسهم في تعزيز دور الدولة المصرية في العدالة المناخية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

الأمراض والمناخ

أكد أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، الدكتور عبدالمسيح سمعان، أن التغيرات المناخية، التي تفاقمت خلال العقود الماضية، تشكل تهديدا مباشرا على صحة البشر، ويتضح ذلك من خلال الأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية كالأمراض "النفسية والقلبية والجفاف"، حيث يدرس أخصائيو الصحة في العالم بالفعل التصدي للأضرار الصحية.

وأضاف الخبير البيئي لـ"جسور بوست": التغيرات في درجة الحرارة تسبب تغيرات في هطول الأمطار ويؤدي ذلك إلى عواصف أكثر شدة، كما أنها تسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية، وتدمر المنازل والمجتمعات المحلية، وتكلف مليارات الجنيهات. 

وتابع: للمناخ تداعيات خطيرة تؤثر على الصحة نتيجة تغير المناخ، أولها خريطة الأمراض، فسوف تتغير في العالم، بمعنى أن هناك أمراضاً تنشأ في المناطق الاستوائية الحارة جدا مثل مرض "الملاريا"، وإذا ما حدث تغير مناخي في دول أخرى كانت بها الأجواء معتدلة أو باردة فستنتقل لها هذه الأنواع من الأمراض.

واستطرد: ثاني التداعيات ما يسمى بـ"ضربة الشمس"، وهي تأتي للإنسان عندما يتعرض لدرجة حرارة عالية جدا، ولا يوجد عنده فقد في العَرَق، وهذا ما حصل في بعض دول أوروبا، عندما ارتفعت عندها درجة الحرارة إلى 40 و41 درجة في سابقة لم تحدث من قبل. 

وأتم: الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر هي آخر التداعيات وتأتي نتيجة أن الإنسان يعيش دائما في مناطق بها احترار وجسمه ونفسيته غير متعودة على هذا الأمر. 

تأثير تغير المناخ على الصحة

بدوره، قال خبير التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، الدكتور صابر عثمان، لـ“جسور بوست” إن تأثيرات المناخ بالغة الخطورة ويمكن تقسيمها إلى تأثيرات بشكل مباشر أو غير مباشر على الصحة، فبالنسبة للشكل المباشر عندما يتعرض أحد لبعض الأحداث الجوية الجامحة مثل ارتفاع متوسط الحرارة ووجود موجة حارة، فالطموحات الحارة يمكن أن تؤدي إلى بعض الأمراض مثل أمراض العيون أو ضربات الشمس، وبالتالي تؤدي للوفاة. 

وأضاف أن للتغيرات المناخية تأثيرا غير مباشر من خلال الأمراض المنقولة مثل الملاريا، وبالتالي ترتفع درجة الحرارة والرطوبة؛ فتتيح الظروف للبعوضة الناقلة لهذا المرض أن تنقل المرض لعدد كبير من الناس وتكون هناك إصابات. 

واختتم: يتميز التغير المناخي بنطاق واسع من المخاطر على صحة الأشخاص وهي مخاطر سوف تزداد في العقود القادمة وغالباً ستصل إلى مستويات خطيرة، في حالة استمرار تغير المناخ في مساره الحالي. 

خسائر اقتصادية كبيرة 

وعن الخسائر الاقتصادية وأكثر المتضررين بسبب التغيرات المناخية، قال الخبير الاقتصادي وائل النحاس، لـ “جسور بوست” إن حجم الخسائر الناجمة لاقتصادات العالم من التغير المناخي قد تبلغ 23 تريليون دولار، و100 مليار دولار، وهي مبالغ لا تمثل شيئاً في مواجهة أضرار التغيرات المناخية والتعامل مع آثارها السلبية. 

خبير أسواق مالية يشيد بطرح العاصمة الإدارية في البورصة: خطوة نحو «الاقتصاد  الجديد» - اقتصاد - الوطن

          وائل النحاس

وأشار إلى أن أكثر المتضررين هم إفريقيا، ويجب الوفاء بما التزمت به الدول في مؤتمر المناخ السابع والعشرين وتعويض تلك الدول بتنفيذ المشاريع صديقة البيئة المتفق عليها.

وأوضح، أن السلوك الغربي قائم على فكرة التملص من التزاماتها تجاه علاج آثار التغيرات المناخية في الدول النامية وتتعامل معها من منطلق آني، مشيراً إلى أن الدول الغربية مسؤولة عن التلوث البيئي منذ القرن الـ19.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية