نيجيريا تنفي مزاعم الإجهاض الجماعي بين ضحايا "بوكو حرام"
نيجيريا تنفي مزاعم الإجهاض الجماعي بين ضحايا "بوكو حرام"
نفى الجيش النيجيري تنفيذ "برنامج غير شرعي" منذ سنوات، لإجراء عمليات إجهاض بين النساء والفتيات اللاتي وقعن ضحايا لمقاتلي جماعة (بوكو حرام)، واصفا التقرير بأنه "مجموعة من الإهانات لشعب نيجيريا وثقافتها"، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ونقلت صحيفة "بريميوم تايمز" النيجيرية عن تقارير صحفية زعمها، أن الجيش أجرى برنامجًا سريًا ومنهجيًا وغير قانوني لإجهاض النساء والفتيات، اللاتي أنقذهن من سيطرة مقاتلي بوكو حرام في شمال شرق البلاد، وأنهى ما لا يقل عن 10 آلاف حالة حمل بينهن منذ عام 2013 على الأقل.
ونفى قادة عسكريون نيجيريون وجود البرنامج على الإطلاق، وقالوا إن تلك التقارير الصحفية مجرد جزء من جهد أجنبي لتقويض القتال ضد المتمردين.
تجدر الإشارة إلى أن بوكو حرام تشن منذ أكثر من عقد تمردا مسلحا ضد حكومة نيجيريا، وخاصة في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، ما أدى إلى خسائر هائلة في الأرواح، حيث أدى الصراع طويل الأمد الذي امتد إلى تشاد والنيجر والكاميرون المجاورة، إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص وتشريد حوالي مليوني شخص.
وفي وقت سابق، كشفت حكومة ولاية بورنو النيجيرية أنه تم القضاء على 90% من مقاتلي "بوكو حرام"، بجانب أن العمليات العسكرية التي شنتها، وكذلك مقتل القائد أبوبكر شيكو، هما السبب في استسلام الكثير من أعضاء الحركة.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه من المقرر أن يمثل 900 متهم للمحاكمة في يناير المقبل، بينما يجري التحقيق مع 1952 من المشتبه بهم في شمال شرق البلاد، وفقا لما ذكرته صحيفة (هذا اليوم) النيجيرية عن مسؤولين بالجيش.
ووفقا لتقرير مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022، فإن وفاة زعيم "بوكو حرام" أبوبكر شيكو في يونيو 2021 أثرت بشكل كبير على مسلحي الحركة، حيث أرجع التقرير تراجع "بوكو حرام" في الهجمات بنيجيريا إلى بروز تنظيم (داعش) في غرب إفريقيا، وكذلك جهود الحكومة النيجيرية والقوات العسكرية الأجنبية لمكافحة الإرهاب.
يشار إلى أن تنظيم (داعش) في غرب إفريقيا انفصل عن حركة "بوكو حرام" في عام 2016، إلا أنهما ظلا متحدين في تمرد ضد الحكومة النيجيرية امتد إلى النيجر وتشاد والكاميرون المجاورة.. وتشن "بوكو حرام" منذ أكثر من عقد تمردا مسلحا ضد نيجيريا، لا سيما في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، وقد أدى ذلك إلى مقتل ونزوح الآلاف.
نزاعات مسلحة
تعاني نيجيريا نزاعات مسلحة، وتعد النزعة الانفصالية قضية حساسة في نيجيريا، حيث أدى إعلان عناصر جيش الإيغبو قيام جمهورية بيافرا المستقلة عام 1967 إلى اندلاع حرب أهلية خلفت أكثر من مليون قتيل.
وإلى جانب قطاع الطرق، تعاني نيجيريا التي يبلغ عدد سكانها نحو 215 مليون نسمة من عنف جماعات متطرفة في شمال شرق البلاد.
وقُتل أكثر من 100 من عناصر الشرطة والأمن منذ مطلع العام الماضي في هجمات استهدفتهم في المنطقة، وفقا لأرقام وسائل الإعلام المحلية.
وهوجمت سجون وأُطلق سراح العشرات من السجناء وسُرقت أسلحة، وزعيم المجموعة، نامدي كانو، محتجز لدى السلطات ويواجه المحاكمة بتهمة الخيانة.
ويتعرض الرئيس محمد بخاري الذي تولى السلطة عام 2015 وأعيد انتخابه عام 2019، لضغوط لاتخاذ إجراءات بشأن المشكلات الأمنية في نيجيريا، قبل أن يترك منصبه بعد الانتخابات المقرر إجراؤها في فبراير المقبل.