"الغارديان": أزمة تكلفة المعيشة تسبب "فجوة كرامة" للأسر الأفقر في اسكتلندا
"الغارديان": أزمة تكلفة المعيشة تسبب "فجوة كرامة" للأسر الأفقر في اسكتلندا
وجدت دراسة حديثة أجريت في اسكتلندا فروقًا ذات دلالة إحصائية بين أسعار أرخص المواد الغذائية التي تضطر الأسر إلى شرائها في ظل استمرار أزمة المعيشة، وبين تلك التي يعتبرونها مقبولة في الحياة اليومية الحقيقية، ما يخلق "فجوة كرامة" بين ما تريده الأسر وبين ما يضطرون لشرائه بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة، أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها، واستخدمت قوائم التسوق الحقيقية لتتبع تأثير أزمة تكلفة المعيشة على ميزانيات الأسرة في اسكتلندا.
ويتتبع تقرير تغذية اسكتلندا، الذي نشر الثلاثاء، القدرة على تحمل التكاليف وإمكانية الوصول إلى متجر أسبوعيا بالنسبة للعائلات الأكثر عرضة لخطر انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك الأسرة ذات العائل الواحد والعائلات الكبيرة التي لديها 3 أطفال.
وقالت الدكتورة تشيلسي مارشال، مؤلفة التقرير: "أردنا قياس تكلفة النظام الغذائي الذي يوازن بين تطلعات الناس الصحية والمتعة وحقائق الحياة اليومية".
ويسلط الباحثون الضوء على فرق كبير بين تكلفة الاضطرار إلى اختيار أرخص أنواع الطعام والشراب وبين العناصر التي يعتقد المستشارون أن العائلات المشمولة في الدراسة تجدها مقبولة، وهو ما يصفه بـ"فجوة الكرامة"، ما يزيد من تكلفة المتجر الأسبوعي بنسبة 34%.
ووضع المستشارون المتطوعون خطط وجبات مفصلة تحتوي على جميع الأطعمة والمشروبات التي قد تتطلبها العائلات المشمولة في الدراسة في أسبوع نموذجي، مع مراعاة إيقاعات وروتين الحياة الأسرية، بما في ذلك الإجازات والمناسبات الخاصة مثل أعياد الميلاد.
وبتتبع تكلفة قوائم التسوق هذه بين ديسمبر 2021 وديسمبر 2022، وجد التقرير زيادة بنسبة 16.5% للعائلات الأصغر و 13.5% للعائلات الكبيرة. في حين زادت العناصر التقديرية مثل الحلويات ورقائق البطاطس بنسبة 9% خلال هذه الفترة الزمنية، ارتفعت أسعار الفاكهة والخضروات بمعدل 20% ومنتجات الألبان مثل الحليب والجبن والزبادي بنسبة 29%.
كانت هناك أيضًا اختلافات ملحوظة في أسعار الفاكهة والخضروات في جميع أنحاء اسكتلندا، حيث تفاقمت في المناطق الريفية بسبب نقص وسائل النقل العام بأسعار معقولة.
أزمة غلاء معيشة
وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.
دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الوطني للتعليم البريطاني، أن الإضراب بين أعضائه في الخريف المقبل سيكون السبيل الوحيد المتاح إذا لم يتم حل الخلاف مع الحكومة بشأن رفع المرتبات لمواجهة ارتفاع التضخم.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.