إلغاء عشرات الرحلات الجوية البريطانية.. وإسبانيا تتأهب لتساقط الثلوج
بسبب الطقس السيئ
ألغت الخطوط الجوية البريطانية، أكبر شركة طيران في أكثر المطارات ازدحاما في المملكة المتحدة "هيثرو"، عشرات الرحلات الجوية، بسبب الضباب والطقس المتجمد.
جاء ذلك بعد أن تم إعلام شركات الطيران، مساء البارحة الأحد، أنه سيتعين عليها تقليل عدد الرحلات الجوية التي تشغلها بنحو 15% (ما يعادل نحو 80 رحلة) بسبب الطقس وقيود الحركة الجوية، وفق موقع "بي بي سي".
ويذكر أن درجات الحرارة في المطار انخفضت صباح اليوم الاثنين، لتصل إلى -6 درجة مئوية، بالإضافة إلى ضعف الرؤية.
ومن جهته أصدر مكتب الأرصاد الجوية الكود الأصفر تحذيرًا من الضباب حتى الساعة 11:00 بتوقيت جرينتش، اليوم الاثنين، في أجزاء من جنوب وشرق إنجلترا.
وفي إسبانيا، أكدت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية، Aemet، أن البلاد تتأهب لتساقط الثلوج والصقيع، ما جعل 11 مقاطعة تعلن حالة التأهب خوفا من الحوادث، حيث تصل درجات الحرارة إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر.
وقالت صحيفة "إيه بي سي" الإسبانية، إنه من المتوقع أن تكون الرياح قوية، وستصل سرعتها إلى 80 كم/ ساعة.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها إسبانيا لتساقط الثلوج من بداية فصل الشتاء، خاصة وأن البلاد شهدت الصيف الماضي ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
وكانت وكالة الأرصاد قالت إن عام 2022 أكثر الأعوام سخونة في إسبانيا منذ عام 1916 على الأقل، وهو تاريخ بدء تسجيل البيانات ذات الصلة.
وشددت الوكالة على أنها "المرة الأولى التي يتجاوز فيها متوسط درجة الحرارة السنوية 15 درجة مئوية" ليصل إلى 15.5 درجة.
وأوضحت وكالة الأرصاد الجوية أنها حسبت بأثر رجعي متوسط درجات الحرارة السنوية بين عامي 1916 و1961 اعتماداً على قياسات معزولة ونمذجات إحصائية.
وتعرّضت إسبانيا وجزء من أوروبا في عام 2022 للعديد من موجات الحرارة الحارقة خلال الصيف، واندلعت خلالها حرائق لا مثيل لها وارتفع عدد الوفيات ومستوى الجفاف.
ولفتت وكالة الأرصاد الجوية في 21 ديسمبر في تقريرها غير النهائي إلى أنه "للمرة الأولى، شهدت البلاد الموسمين المتتاليين الأكثر سخونة" في الصيف والخريف.
وتُعزى وفاة ما يقرب من 4744 شخصاً في إسبانيا إلى ارتفاع درجات الحرارة في صيف عام 2022، وفقاً لتقديرات الوفيات الزائدة لمعهد الصحة العامة.
كما تحول أكثر من 300 هكتار إلى رماد بسبب الحرائق في عام 2022، وهي أفدح خسارة منذ بدء التسجيل في عام 2000، وفقاً لنظام بيانات حرائق الغابات الأوروبي.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.