دعوة أممية لجعل 2023 "عام العمل الخارق" لإنهاء حالة الطوارئ في المحيط

دعوة أممية لجعل 2023 "عام العمل الخارق" لإنهاء حالة الطوارئ في المحيط
حماية الشعب المرجانيه

 

في الوقت الذي وصف البعض عام 2022 بأنه "عام المحيط الخارق"، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إننا بحاجة إلى جعل عام 2023 عام "العمل الخارق"، حتى نتمكن من إنهاء حالة الطوارئ في المحيط مرة واحدة وإلى الأبد.

وفي اليوم الأخير من زيارته إلى دولة الرأس الأخضر، خاطب الأمين العام للأمم المتحدة قمة سباق المحيط، قائلاً إن "إنهاء حالة الطوارئ التي يعاني منها المحيط هو سباق يجب أن نفوز به.. من خلال العمل معاً يداً واحدة يمكننا الفوز بالسباق".

ودعا الأمين العام لأن "نصبح جميعا الأبطال الذين يحتاج إليهم المحيط، ونُنهي حالة الطوارئ التي يعاني منها ونحافظ على هذه الهدية الزرقاء الثمينة لأطفالنا وأحفادنا".

وكان الأمين العام يتحدث من مركز علوم المحيطات في مينديلو، في ساو فيسنتي، وهو مرفق حديث يضم معدات علمية بحرية كبيرة مثل روبوتات أعماق البحار، ومختبرات متطورة بالإضافة إلى استضافة ورش عمل إلكترونية.

وعندما فتح المبنى أبوابه للمشاركين في القمة، تجلت بوضوح دلائل الرهان الذي وضعته دولة الرأس الأخضر نصب عينها، ألا وهو تعزيز الاقتصاد الأزرق للأرخبيل.

وفيما كان رئيس الوزراء، أوليسيس كورّيا إي سيلفا، ينظر عبر الأبواب الضخمة المفتوحة على الميناء، وهو الميناء نفسه الذي غادر منه العديد من سكان الرأس الأخضر بحثا عن حياة أفضل، أشار إي سيلفا إلى الطريقة التي كان المحيط يعكس فيها الشعور بالشوق والحزن.

وأوضح إي سيلفا أن المحيط "يمثل السياحة والمياه المحلاة والاقتصاد الأزرق وكابلات الألياف الضوئية البحرية والطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحيوية وتربية الأحياء المائية وصناعة التعليب للتصدير، ومركز الكفاءة والأحداث البحرية مثل سباق المحيط".

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أشارت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة بشأن إفريقيا، كريستينا دوارتي، إلى أن 99.3% من أراضي الرأس الأخضر عبارة عن مياه.

وقالت "دوارتي"، وهي من مواطني الرأس الأخضر، وكانت وزيرة للمالية والتخطيط والإدارة العامة في البلاد من عام 2006 إلى عام 2016، لأخبار الأمم المتحدة على هامش زيارة الأمين العام للبلاد: "قد نكون كائنات من المحيط أكثر من كوننا كائنات من الأرض.. بالنسبة للرأس الأخضر، فإن المحيط هو مسألة بقاء على قيد الحياة".

وأضافت: "لذا يجب أن يكون الحفاظ عليه في سياق إدارة مورد طبيعي، لأنه يتعين علينا أن نأخذ منه ما يحتاج إليه الرأس الأخضر ليتطور.. يجب الحفاظ عليه بالطبع، ولكن ينبغي ألّا ننسى أنه بالنسبة للرأس الأخضر، يمثل المحيط موردا اقتصاديا".

وبدأ سباق المحيط لأول مرة عام 1973، حيث كان السباق يأخذ البحارة حول العالم كل ثلاث أو أربع سنوات، على مدى العقود الأربعة الماضية، وكما أشار الناشط داني واشنطن، خلال القمة: "كان البحارة يشاهدون هذه الجزر عن بعد، أو يتسابقون عبرها.. في بعض الأحيان كان سكان الرأس الأخضر ينقذونهم، لكن السباق لم يتخذ أبدا من الأرخبيل محطة للتوقف على طول طريقه".

وفي ليلة الجمعة، أصبحت البلاد أول دولة في غرب إفريقيا في تاريخ المسابقة تستضيف محطة توقف مؤقتة للمشاركين في السباق.

وفي كلمته أمام القمة، أكد رئيس المسابقة، ريتشارد بريسيوس، للأمين العام للأمم المتحدة التزام المشاركين بقضية المحيط، وقال: "كل واحد منا في سباق المحيط يعد من طاقمك.. نحن أهل المحيط.. نحن نهتم بالمحيط، ونبذل قصارى جهدنا بحماس كبير".

من جانبه، أشاد الأمين العام غوتيريش "بالشجاعة الملهمة للنساء والرجال الذين يبحرون في هذا السباق الشاق الذي يستمر ستة أشهر حول العالم".

علاوة على ذلك، قال إنه من "الملهم أيضا" معرفة أن كل قارب يحمل معدات خاصة لجمع البيانات العلمية للمساعدة في كفالة وجود محيط صحي للمستقبل.

وكانت القمة أيضا مناسبة لدق ناقوس الخطر، حيث قال الأمين العام: "المحيط هو الحياة، المحيط هو سبل العيش والمحيط في ورطة" موضحا أن نحو 35% من مخزون الأسماك العالمي يتم استغلاله بشكل مفرط، وأن الاحتباس الحراري يدفع بدرجات حرارة المحيطات إلى آفاق جديدة، ما يؤدي إلى مزيد من العواصف المتكررة والشديدة، وارتفاع منسوب مياه البحر، وتملح الأراضي الساحلية وطبقات المياه الجوفية.

وأضاف غوتيريش أنه في الوقت نفسه، "تتدفق المواد الكيميائية السامة وملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية إلى النظم البيئية الساحلية، ما يؤدي إلى قتل أو إصابة الأسماك والسلاحف والطيور والثدييات البحرية، لتشق طريقها إلى السلسلة الغذائية، وفي نهاية المطاف نستهلكها نحن".

وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، بحلول عام 2050، يمكن أن يكون هناك بلاستيك في البحر أكثر من الأسماك.

وانتقل غوتيريش إلى قطاع التمويل، فقال إن "البلدان النامية هي ضحية نظام مالي عالمي مفلس أخلاقياً، صممته الدول الغنية لصالح الدول الغنية"، وأوضح: "التحيز مغروس في النظام.. إنه يحرم بشكل روتيني البلدان النامية، لا سيما البلدان الضعيفة ذات الدخل المتوسط والدول الجزرية الصغيرة النامية مثل الرأس الأخضر، من التمويل الميسر وتخفيف عبء الديون اللذين تحتاج إليهما".

ولمحاربة تغير المناخ، دعا غوتيريش الصناعات القائمة على المحيط إلى اتباع نهج المحيط والحد من انبعاثات الكربون، على سبيل المثال، قال إن قطاع الشحن يجب أن يلتزم بانبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2050، وأن يقدم خططا ذات مصداقية لتنفيذها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية