الوصول إلى القمة.. ارسم الصورة في ذهنك أولاً
الوصول إلى القمة.. ارسم الصورة في ذهنك أولاً
ما الذي يحتاج إليه المرء ليرقى ويصعد إلى القمة؟ الجواب المختصر هو: لا بد له من أحجار أساس، لكن ماذا عن تلك الأحجار؟
إنها أحجار الأساس المتمثلة في الصدق، والأمانة، والإيمان، والاستقامة، والحب، والإخلاص ضرورية من أجل تحقيق نجاح متوازن يشتمل على الصحة، والثروة، والسعادة، بينما تتقدم وتعلو في الحياة، سوف تكتشف أنك إذا ساومت على أي من هذه المبادئ فسوف ينتهي بك الحال بنصيب المتسول فحسب مما تقدمه الحياة.
إذا استخدمت الكذب، أو الخداع، أو التحايل، فإنك ربما تكسب المال، ولكنك ستحصل على قليل من الأصدقاء الحقيقيين، قليل من راحة البال، وهذا ليس نجاحا، (إنني أتفق مع المفكر الذي قال: إنك تصل لأعلى القمم من خلال حفاظك على نفس المستوى)، إن الرجل الذي يكسب الملايين ولكنه يدمر صحته خلال هذا ليس ناجحا بالفعل.
والموظف التنفيذي الذي يبتعد عن عائلته أثناء تسلقه للقمة ليس نجاحا، أنه لن يأخذ القمة معه، ثم، لمن سيتركها؟
كلما تقدم بي العمر وكلما قابلت المزيد من الناجحين في الحياة، أصبحت أكثر اقتناعا بأن هذه الأحجار الأساسية هي أكثر أسلحة النجاح أهمية في ترسانة أسلحتنا. في أي أزمة أو حالة طارئة، يكون هؤلاء الذين تعامل معهم، وهؤلاء الذين تعتمد عليهم صحتنا، وثروتنا، وسعادتنا أكثر سرعة في التصرف، التعاون معنا بصورة كاملة، إذا كانت مصداقيتنا ليست محلا للشك أو التساؤل.
ست خطوات وتصل إلى القمة
إذا كنت بالفعل تريد الأشياء التي ذكرتها، فيجب عليك أن تخطو ست خطوات محددة للحصول عليها. من الأهمية بمكان أن تفهم هذا لأنه تمام كما أن لاعب البيسبول يكون “خاسرًا” إذا لم يلمس جميع الأهداف، فإنك أيضا تكون “خاسرًا” إذا تجاوزت أيا من هذه الخطوات.
بينما تبدأ ارتقاء الدرجات إلى القمة، ستكون خطوتك الأولى هي رسم صورة ذات صحة جيدة. والخطوة الثانية هي تقدير قيمة وقدرة الأشخاص الآخرين، وكذلك تقدير ضرورة العيش والتعامل معهم بفعالية، والخطوة الثالثة هي توجه قوي نحو الأهداف. إنك تحتاج إلى خطة من أجل بناء منزل.
ولكي تبني حياة، فإن امتلاك خطة أو هدف يكون أمراً أكثر أهمية.
والخطوتان الرابعة والخامسة هما أنه يجب أن يكون لديك موقف ذهني “سليم” وأن تكون مستعدا للعمل.
والخطوة السادسة هي أنه يجب عليك أيضا أن تكون لديك رغبة مستعرة للتفوق. يجب أن يكون لديك الكثير من “الرغبات” ويجب أن تعيش في نظام مؤسسي حر حتى يمكنك التحكم في مصيرك الشخصي.
ولحسن الحظ، فإنك تمتلك بالفعل كل السمات الضرورية للنجاح، لديك الشخصية والإيمان، والاستقامة، والصدق، والحب، والإخلاص، والولاء. إنك تحب بعض الأشياء في نفسك وفي الآخرين، ولديك بعض الأهداف. وبعض المواقف الذهنية الصحيحة، ومن الواضح أنك تقوم ببعض العمل ولديك بعض الرغبة.
وحقا، كل ما عليك أن تفعله هو أن تستخدم ما لديك وتمنح كل سمة فرصة للنمو، لأنه كلما زاد استخدامك لما لديك، زاد ما لديك لاستخدامه. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمر لا يتطلب الكثير من أي إنسان لكي يكون ناجحا، إنه يتطلب فقط كل ما لدي الشخص، ولديك بالفعل كل ما لديك.
فكرة: عليك أن تتخذ جميع الخطوات لتصل إلى القمة، ولكنك لست بحاجة لإطالة البقاء عند كل خطوة وبناء عش هناك. وكما قال أحدهم: هناك طريقتان لتسلق شجرة ضخمة؛ يمكنك أن تتسلقها، أو يمكنك أن تجلس على ثمرة البلوط وتنتظرها حتى تنمو وتصبح شجرة.
ماذا عن سجناء الأمل؟
من المؤكد أن إحدى أكثر خبرات الحياة حزنا وكآبة هي أن تسمع شخصا ما يقول: “فقط لو كنت أستطيع التحدث، العدو، القفز، الغناء، الرقص، التفكير، التركيز، إلخ. مثله أو مثلها، ثم يصمت بعد ذلك. والرسالة التي تحملها مثل هذه العبارة هي: فقط لو أن لي قدرة شخص آخر، فما الذي يستطيع أن يقف في طريقي؟”.
والإجابة يا صديقي هي أنك ما كنت لتستطيع أن تفعل أي شيء بقدرة شخص آخر إذا كنت لا تستغل القدرة التي لديك بالفعل. إنك تخدع نفسك، وهذا ليس حتى صدقا مع الذات، فإذا لم تكن حريصا، فإنك ستصبح واحدا من “سجناء” الأمل الذين نجدهم في كل مكان.
وسجناء الأمل هؤلاء هم أولئك الأشخاص الذين يأملون أن يجدوا يوما ما بينما يسيرون في الشارع صندوقا أو حقيبة تحتوي على ثروتهم الشخصية. إنهم ينتظرون الهروب الكبير أو الحظ السعيد الذي يمنحهم على الفور الشهرة والثروة.
يمكنك أيضا أن ترى هؤلاء على شاطئ البحر، يأملون في أن تكون سفينتهم في طريقها الصحيح، ولكنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن السفينة لم تغادر الميناء أصلا.
نعم، إنهم سجناء الأمل، وكذلك هؤلاء الأشخاص الذين يحملون ويتمنون دائما قدرة أو موهبة شخص آخر وحقيقة الأمر هي أنك بالفعل تمتلك القدرات اللازمة من أجل النجاح. إن قصة الحياة تؤكد لك بشكل متكرر أنك إذا استخدمت ما تمتلكه، فإنك ستمتلك المزيد مما يمكنك استخدامه وتخبرك الحياة أيضا أنك إذا لم تستخدم ما تمتلكه، فإنك ستخسره.
إليك من هم الأشخاص الرائعين
“الأثرياء” الذين ينخرطون في ممارسات أخلاقية مشكوك فيها في رحلاتهم وأسفارهم حول العالم، والذين يعيشون “الحياة الطيبة” التي يتخللها المرح واللعب، ليسوا هم بالتأكيد الأشخاص الرائعين، ومن وجهة نظري، فإن الأشخاص الرائعين بحق ينتمون إلى كافة مستويات ودروب الحياة، وكثيرا ما يعانون من كل شيء في الحياة بداية من شلل الأطفال وحتى فقد البصر تماما.
إنهم الأشخاص الذين رفضوا عرج الخاسر وأصبحوا أشخاصا ناجحين. وسعداء. ومتقبلين تماما الحياة. أنهم يمثلون كل جنس، وعرق، وعقيدة، ولون. كما أن خلفياتهم التعليمية تتراوح بين الصف الثالث الابتدائي وبين درجة الدكتوراه. لقد رأيت أناسا حققوا النجاح، أحيانا بسبب -وأحيانا على الرغم من- إعاقات لا تكاد تصدق.. وقصصهم وحكاياتهم هي أكثر القصص التي يمكن أن نلاقيها جمالا وروعة.
وهؤلاء الناس -دون استثناء- يعتقدون أن “الإنسان خلق الإنجاز، وتحقيق النجاح، وأنه وهب بذور العظمة” وعندما تتبنى هذا الاعتقاد وتعمل وفقا له، سوف تكتشف أنه لن تكون هناك حاجة لإلقاء اللوم على أي شخص فيما يتعلق بأي مشكلة.
باختصار ستكون على الطريق الصحيح لأنك ستكون قد اكتشفت أنك تستطيع دائما أن تجد يدا قوية قادرة على مساعدتك عند نهاية أكمامك. في عملي. كثيرا ما أرى أشخاصا لا يحققون النجاح، ولكنني نادرا ما أرى شخصا لا يستطيع تحقيق النجاح، وما أريد قوله حقا هو أن تتقبل حقيقة أن موقفك، ومستقبلك، منذ هذه اللحظة وصاعدا، في يد قوية قادرة، يدك أنت.