اليوم الدولي للنساء في ميدان العلوم.. تحذير من استمرار التحيز ضد المرأة
يحتفل به في 11 فبراير من كل عام
لمعالجة الفجوة الناجمة عن حصول الباحثات على منح أقل قيمة من التي يحصل عليها أقرانهنَّ من الرجال، تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للنساء في ميدان العلوم.
ويحيي العالم اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، يوم 11 فبراير من كل عام، للتذكير بخطورة استمرار التفاوت بين الجنسين في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "في هذا اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، نسلّط الضوء على معادلة بسيطة وهي: مزيد من النساء والفتيات في ميدان العلوم يعني علوما أكثر تطوراً".
وأضاف غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "النساء والفتيات يجلبن تنوعاً إلى ميدان البحث العلمي، ويوسّعن مجموعة المهنيين المشتغلين بالعلوم، ويقدّمن رؤى جديدة في مجالي العلوم والتكنولوجيا، وهي أمور تفيد الجميع".
وتابع: "الأدلة تتزايد على أن التحيز الجنساني في ميدان العلوم يؤدي إلى نتائج أسوأ، بدءا من اختبارات العقاقير التي تتعامل مع جسد الأنثى باعتباره حالةً خارجة عن المألوف يمكن تجاهلها وحتى خوارزميات البحث التي تديم التحيز والتمييز".
وتقول الأمم المتحدة إن نسبة الباحثات تبلغ أكثر من 33 بالمئة من إجمالي عدد الباحثين، ورغم ذلك فإنهن عادة ما يحصلن على منح أقل قيمة من التي يحصل عليها أقرانهنَّ من الرجال.
وتضيف أن 12 بالمئة فقط من أعضاء الأكاديميات الوطنية للعلوم من النساء، فيما تبلغ نسبة النساء في المجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي امرأة واحدة لكل 5 مهنيين، أي بنسبة 22 بالمئة.
وتضيف الأمم المتحدة أن نسبة النساء الخريجات من كليات الهندسة لا تزال 28 بالمئة فقط، في حين تصل نسبة الخريجات من كليات علوم الحاسوب والمعلوماتية إلى 40 بالمئة فقط، رغم النقص في المهارات في معظم المجالات التكنولوجية التي تقودها الثورة الصناعية الرابعة.
وتميل المسيرة المهنية للنساء إلى أن تكون أقصر وأقل أجراً، ولا تظهر أعمالهن بالقدر الكافي في المجلَّات البارزة، وغالباً ما يجري تجاهلنَّ عند الترقية.
ويعد التفاوت في الأجور أحد أشكال التمييز والتحديات التي تواجه التزامات الأمم المتحدة بحقوق الإنسان، لا سيما في ظل استمرار تقاضي النساء أجورًا أقل من الرجال في بعض المناطق.
ووفق تقديرات أممية، تقدر فجوة الأجور بين الجنسين بنسبة تقترب من 20 بالمئة لصالح الرجال على مستوى العالم، حيث يواصل تراجع المساواة بين الجنسين وتمكين النساء بسبب استمرار علاقات القوة التاريخية غير المتكافئة بين النساء والرجال.
ويهدف هذا اليوم الدولي إلى ربط المجتمع الدولي بالمرأة والفتاة في مجال العلوم، وتقوية الروابط بين العلم والسياسة والمجتمع، بما يحقق الخطط العامة الموجهة نحو المستقبل.
لم تزل المساواة بين الجنسين القضية الجوهرية التي تُعنى بها الأمم المتحدة، وذلك أن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة سيسهمان إسهاما مهما في التنمية الاقتصادية العالمية وإحراز تقدم في جميع أهداف التنمية المستدامة العالمية التي يُرمى إلى تحقيقها بحلول عام 2030.
وتتناول أهداف التنمية المستدامة الحاجة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء، علاوة على تعزز أهداف التنمية المستدامة بالعمل اللائق والنمو الاقتصادي من خلال البحث عن العمالة الكاملة والمنتجة لجميع النساء والرجال.
وتتصدر منظمة اليونسكو وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة الاحتفال باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، بالتعاون مع سائر المؤسسات المعنية والشركاء من المجتمع المدني.
وعادة ما يقدم هذا اليوم الفرصة لتعزيز وصول الفتيات والنساء إلى هذا الميدان ومشاركتهن مشاركة كاملة ومتساوية فيه.
وتتطلب الجهود الرامية للتصدي إلى مجموعة من أكبر التحديات التي تواجه جدول أعمال التنمية المستدامة، من النهوض بالصحة لمكافحة تغير المناخ، تسخير المواهب كافة، أي إشراك عدد أكبر من النساء في هذه المجالات.
ويساهم التنوع في ميدان البحث في توسيع نطاق الباحثين الموهوبين واستقطاب آفاق جديدة، إضافة إلى تعزيز التميز والإبداع.
ويأتي هذا اليوم الأممي للتذكير الدائم بالدور الهام للنساء والفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا وضرورة تعزيز مشاركتهن فيها.