كيف يؤثر التضخم على عشاء وهدايا عيد الحب عالمياً؟

كيف يؤثر التضخم على عشاء وهدايا عيد الحب عالمياً؟

يأتي عيد العشاق أو ما يسمى بـ“الفالنتاين”، هذا العام وسط ظروف اقتصادية عالمية صعبة، وإذا كان الحبيب غاليًا فإن غلاء الأسعار في العالم بات يكبد العشاق تكلفة تفوق قدراتهم أحيانًا، ما جعل الباحثين عن نصفهم الآخر يعيدون النظر في الموازنات المخصصة لقلوبهم. 

وبحسب موقع “ميتيك”، يؤكد كل شخص عازب من أصل ثلاثة أن المبالغ التي يخصصها للمواعدة أقل مما كانت عليه قبل 6 أشهر، وأن العزاب باتوا يختارون أماكن ذات تكلفة مقبولة أو حتى مجانية من أجل مقابلة أحبائهم، مثل مطاعم الوجبات السريعة أو الأماكن العامة المجانية في فرنسا. 

وفقا لتقرير نشرته وكالة "فرانس برس"، بات الشباب في عمر العشرين يختارون أماكن مثل مطعم "ماكدونالدز" أو حديقة الأسماك المجانية بوسط باريس كأماكن مناسبة لمقابلاتهم. 

وتوصلت دراستان أجراهما موقعا "هابن" و"ميتيك" للمواعدة عن الفترة بين سبتمبر وديسمبر 2022، إلى أن متوسط المصاريف بين الشباب تراوح بين 20 و40 يورو للشخص الواحد. 

ومع اقتراب عيد الحب، يُتوقع أن يشعر الشباب "بتأثير التضخم"، وتحديدا على النفقات المرتبطة بالهدايا، على ما يشير أنطوان فرايس سولييه، وهو المسؤول عن تحليل الأسواق لدى منصة "إيه تورو" المالية.

وفي مصر، وفقًا للأرقام والإحصاءات، فإن استيراد الهدايا واللعب تراجع بصورة ملحوظة خلال عام 2022 لتسجل تقريبا في حدود 60 إلى 62 مليون دولار، مقابل 85 إلى 88 مليون دولار في عام 2020، وأرجع هذا الهبوط إلى تأثر الوضع الاقتصادي بسبب تفشي فيروس كورونا والحرب الروسية- الأوكرانية، والذي أثر على حركة الاستيراد والتصدير في العالم كله.

وفي أمريكا، قال مارشال كوهين، كبير مستشاري قطاع التجزئة في مجموعة NPD، لـFOX Business، إن الأسعار ارتفعت في أمريكا بين 10% و15% في المتوسط ​​بالنسبة لمعظم الهدايا المرغوبة. 

وزاد مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 7.5% في يناير عن الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لتقرير جديد لوزارة العمل الأمريكية صدر، الخميس، مسجلا أسرع زيادة منذ فبراير 1982، عندما بلغ التضخم 7.6%.

علاوة على ذلك، فإن "العشاء الفاخر" الذي سترغب في اصطحاب من تحب إليه، سيكلف أكثر أيضًا. 

وعلى الرغم من أن المطاعم عادة ما تكون أكثر تكلفة في يوم "عيد الحب"، إلا أن كوهين قال إنها سترفع أسعارها أكثر هذا العام بنسبة تقترب من 20% إلى 25%، وحتى صنع وجبة منزلية سيكلف أكثر من المعتاد بحوالي 10%.

أفكار هدايا عيد الحب 2022.. هذا ما يفضله الرجال والنساء

الحب يكلف الكثير

ويلفت بيان لمنصة "إيه تورو" إلى أن "أسعار المواد الأولية للهدايا الأكثر شيوعًا في عيد الحب ارتفعت بنسبة 23% خلال السنتين الأخيرتين، متجاوزة التضخم العالمي في الأسعار الاستهلاكية في دول الاتحاد الأوروبي 16.2%. 

ويضيف في تصريحات إعلامية: “الحلي المصنوعة من الفضة ستكون أكثر هدية يمكن للفرنسيين اختيارها، لأن سعر الفضة لم يرتفع سوى 3% منذ 2021”. 

أما الذهب -الذي ارتفع بنحو 13% على مدى عامين- أو علب الشوكولا -التي “شهدت موادها الأولية كالكاكاو والسكر ارتفاعاً بنسبة 29% في المتوسط”- فسيعتمدها العشاق بقدر أقل لهداياهم. 

ويقول فرايس- سولييه بسخرية: "لم يعد بوسعنا القول إن الحب لا يكلف شيئاً". 

ومع أن عيد الحب يُعتبر "مناسبة تجارية"، إلا أن الأستاذة في التسويق وعلم الاجتماع الاستهلاكي في كلية كيدج لإدارة الأعمال ناسيما أورامون، تشير إلى ظهور سلوك "بديل" آخذ في التطور. 

ومقابل الأشخاص الذين لن يمتنعوا عن الاحتفال بعيد الحب على الطريقة التقليدية، "هناك آخرون سيختارون تنظيم الاحتفال بهذه المناسبة بأنفسهم، كأن يقدّموا لحبيبهم هدية رمزية أو أخرى تدوم لفترات طويلة، أو من خلال تناول العشاء داخل المنازل"، ومن شأن هذه الخطوات أن توفّر بعضاً من النقود.

أفكار جديدة لهدايا عيد الحب بدلاً من الورود | الرجل

اكتئاب وإحباط للبعض

وفي السياق، قالت أخصائية علم النفس الإكلينيكي، آية حسين، إن فكرة أخذ المناسبات شكلا معينا للاحتفال بها يتأثر بالثقافة المعاصرة، وليس من الضروري الاحتفال بهدايا ذات أسعار مرتفعة، حتى إن الاحتفال بتلك الطريقة جديد على المجتمعات العربية، ويمكن الاستعاضة عن الأمور المكلفة برسالة معبرة أو مساندة في موقف.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، أن ثمة مشاعر سيئة يمكن أن تؤججها هذه المناسبات، مثل الإحباط والاكتئاب وعدم الإنجاز، فقد لا يكون عند بعض الأشخاص سبب للاحتفال، كأن يكونوا غير مرتبطين مثلًا أو أن أحدهم ماتت والدته فكيف يحتفل بعيد الأم، أو إنسانة تزوجت وليس لديها أطفال، وهكذا تكون هذه المناسبات مصدر حزن عند البعض، فليس بشرط أن تحمل تلك المناسبات سعادة لكل الناس ومن هنا تصبح مؤذية للبعض، ولذا نرى قبيل عيد الحب تظهر منشورات ساخرة نتيجة لكون البعض غير مرتبط مثلًا، فيتسبب ذلك في مشاكل نفسية.

وأتمت: “نحتاج إلى تغيير من طابع الأعياد بما يناسب ثقافتنا وهويتنا خاصة مع الظروف الثقافية التي نعايشها، وبما يوفر لنا حياة اجتماعية جيدة وصحية”.

فالنتين 

أما قصة "فالنتين" الذي بنيت عليه فكرة الاحتفال، فهو كاهن مسيحي من روما، ويرجع تاريخ الاحتفال بعيد الحب العالمي في 14 فبراير، إلى يوم إعدامه، حيث انتصر للحب والمحبين فدفع حياته ثمنا، حيث قام بتزويج الجنود سرا إيمانا منه برسالة الكنيسة والإنسانية التي لا تمنع اقتران المحبين، ضاربا عرض الحائط بقرار الإمبراطور "كلوديوس" حاكم الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث الميلادي، الذي منع الجنود من الزواج حتى لا يشغلهم عن مهامهم الحربية، وذلك بعد أن تعرضت الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت لانتشار “الطاعون”، ما أسفر عن وفاة آلاف شخص يوميا من بينهم الكثير من الجنود. 

وعقب تزايد عدد الموتى، زادت الحاجة إلى الجنود للقتال، وكان الاعتقاد السائد أن أفضل المقاتلين هم العزاب، فحظر الإمبراطور، كلوديوس الثاني، الزواج على الجنود. 

وعقابا له اعتقل القديس فالنتين وأُرسِل بأمر من الإمبراطور إلى حاكم روما، الذي حاول معه بوعود كثيرة أن يحوله عن ترك المسيحية وعبادة الأصنام ولكنه فشل، فأمر بضربه ضربًا مبرحًا (بالهراوات والحجارة) ثم قطع رأسه في 14 فبراير حوالي سنة 270م. 

والأصل في ارتباط عيد الحب باللون الأحمر يرجع إلى قيام الجنود بإلقاء فالنتين بزهور حمراء فرحا بزواجهم وتقديرا لما فعله معهم، واللون الأحمر له دلالته في كل الثقافات حول العالم، حيث يرمز في المجتمعات الشرقية إلى الرخاء وحسن الحظ والفرح خاصة عند اقترانه باللون الأبيض، فيما يرمز في الغرب إلى الطاقة والعمل والحب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية