"أوتشا": 5.6 مليون سوداني تلقوا مساعدات صحية العام الماضي
"أوتشا": 5.6 مليون سوداني تلقوا مساعدات صحية العام الماضي
تلقى 5.6 مليون سوداني الأدوية والإمدادات الطبية في 2022، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا”.
ويُعاني السودان ضعفا كبيرا في قطاع الصحة نظرًا لقلة الاستثمارات الحكومية عليه عقودا طويلة، ويكافح حاليًا تفشي عدة أمراض من بينها الملاريا.
وقال المكتب الأممي، في بيان له الأحد، إنه “في 2022، قدم شركاء قطاع الصحة الأدوية والإمدادات الطبية لـ5.6 مليون سوداني، وتشمل هذه الإحصائية 3.6 مليون شخص في إقليم دارفور، وتُعادل 65% من إجمالي المساعدة في السودان، بحسب موقع صحيفة “سودان تربيون”.
وأفاد بأن شخصًا واحدًا من بين كل 3 أشخاص في إقليم دارفور، تلقى الأدوية والإمدادات الطبية من منظمتي الصحة العالمية ورعاية الطفولة “يونيسف” إضافة إلى المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية في 2022.
ومُولت خطة الاستجابة الإنسانية في قطاع الصحة في 2022 بنسبة 63.7%، حيث تلقت 89.8 مليون دولار من إجمالي المتطلبات البالغة 141.1 مليون دولار.
وتخطط الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني، لتقديم مساعدات إلى 12.5 من أصل 15.5 مليون سوداني بحاجة لمعونات هذا العام.
أزمات تعصف بالبلاد
ويعيش السودان منذ عام 2013 في أزمة اقتصادية، تتفاقم يوما عن الآخر، وهو ما أثر على قطاعات عديدة من بينها قطاع الصحة الذي يُعاني في الأصل من ضعف التمويل، الذي يقول مراقبون إنه يرمي إلى إنعاش المستشفيات الخاصة التي تُقدم الخدمات الطبية بأسعار باهظة.
ووقع الجيش السوداني والقادة المدنيون اتفاقا، مطلع ديسمبر الماضي، يمهد الطريق لتشكيل حكومة مدنية وإنهاء أزمة سياسية مصحوبة بأخرى اقتصادية، تعصفان بالبلاد منذ قرارات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، التي وصفها بتصحيح مثار الثورة والتي أطاح فيها بالشركاء المدنيين في السلطات الانتقالية التي شكلت عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019.
ووقع الاتفاق، البرهان وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية محمد حمدان دقلو، وعدد من القادة المدنيين وخصوصا من قوى الحرية والتغيير، وهي الفصيل المدني الرئيسي الذي استُبعد منذ استئثار الجيش بالسلطة في 25 أكتوبر 2021.
وفي موازاة الاضطرابات السياسية والأمنية، تعمقت الأزمة الاقتصادية في السودان، أحد أفقر بلدان العالم، بعد أن علقت الدول الغربية المساعدات المالية التي تدفقت على هذا البلد عقب إطاحة البشير وتشكيل السلطات الانتقالية واشترطت عودة الحكم المدني لاستئنافها.
جاء الاتفاق بعد بضعة أشهر من إعلان البرهان أن الجيش سوف يبتعد عن السياسة ويترك المجال للاتفاق على حكومة مدنية.
مساعٍ نحو الاستقرار
من جانبه، أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان (اليونيتامس)، فولكر بيرتس، عن تفاؤله حيال الجهود الحثيثة التي تجري حاليا في السودان والتي تبعث الأمل في أنّ السودان قد يجد مخرجاً من الأزمة ويشرع في مرحلة انتقالية جديدة أكثر استدامة، مؤكداً وجود تشجيع دولي لأي عملية تقود إلى تسوية معقولة ومعترف بها ومستدامة.
وأكد بيرتس أن هذه المرحلة الثانية والأخيرة في العملية السياسية مهمة جدا طالما كان الهدف منها الوصول إلى تسوية سياسية، ستقود حتما إلى إنشاء حكومة مدنية وإلى مرحلة انتقالية جديدة أو بالأحرى إلى عودة إلى الانتقال السياسي نحو السلام والاستقرار الداخلي والانتخابات والحكم الديمقراطي.
ومنذ قرارات التصحيح التي اتخذها الفريق عبدالفتاح البرهان وهو قائد الجيش، في أكتوبر عام 2021، يتظاهر آلاف السودانيين في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
وخلال التظاهرات المستمرة التي شارك فيها الآلاف من الشعب السوداني، قُتل ما يزيد على 100 متظاهر وجرح العشرات منهم، بحسب ما ذكرت لجنة أطباء السودان المركزية، بجانب اندلاع أعمال العنف بين الحين والآخر بين القبائل المختلفة في ظل الأزمة الأمنية والسياسية وتبعاتها الاقتصادية في البلاد.