تقرير ألماني: أغلب طالبي اللجوء يدخلون أوروبا بشكل غير قانوني

كشف تقييم للهيئة الاتحادية للهجرة وشؤون اللاجئين بألمانيا أن أغلب الأشخاص الذين قدموا طلبات لجوء للمرة الأولى في ألمانيا خلال العام الماضي كانوا قد دخلوا إلى الاتحاد الأوروبي بشكل غير معترف به، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وأفادت الهيئة الاتحادية للهجرة وشؤون اللاجئين لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد، بأنه لا يوجد أية بصمات في قاعدة بيانات "يوروداك" لنحو 101 ألف طلب لجوء من إجمالي الطلبات التي تم تقديمها للمرة الأولى في ألمانيا العام الماضي والبالغ عددها 151 ألفا و277 طلبا.

يذكر أنه عادة ما يتم تسجيل بصمات أصابع طالبي اللجوء بدءا من عمر 14 عاما في قاعدة البيانات الأوروبية "يوروداك" عند عبور الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل غير شرعي. 

ومن شأن ذلك الحيلولة دون أن يقدم أشخاص طلبات لجوء في أكثر من دولة أوروبية، وعلى الرغم من ذلك تم رصد تقديم طلبات لجوء في دولة أخرى بالاتحاد الأوروبي غير ألمانيا في 35 ألف حالة تقريبا، بحسب بيانات الهيئة الاتحادية للهجرة وشؤون اللاجئين الألمانية.

ووجه وزير الداخلية المحلي لولاية بافاريا بجنوب ألمانيا، يواخيم هيرمان، انتقاداً للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في ظل هذه الأعداد، وقال إن دول الدخول والعبور بالاتحاد الأوروبي تجاهلت بشكل سافر واجبها في تسجيل بيانات مهاجرين بدون تأشيرات. 

وأكد هيرمان، أن دخول كثير من الأشخاص دون رقابة إلى الاتحاد الأوروبي يمثل أيضا خطرا أمنيا متزايدا، وأشار إلى أن استمرار ذلك "سيضطرنا للحديث عاجلا أو آجلا عن إجراءات وطنية لحماية الحدود".

في سياق متصل، دعت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر لتحسين توزيع اللاجئين الأوكرانيين داخل أوروبا، وقالت لصحيفة "بيلد أم زونتاغ": "إذا تم رصد حركة أخرى كبيرة للاجئين من أوكرانيا، فيجب توزيع اللاجئين في أوروبا بشكل أفضل". 

وأكدت أنه يجب تخفيف العبء عن الدول المجاورة لأوكرانيا في شرق أوروبا بصفة خاصة، وقالت: "بولندا استقبلت حتى الآن ما يفوق 1.5 مليون لاجئ من أوكرانيا، واستقبلت إسبانيا 160 ألف لاجئ.. لا يمكن أن يبقى الوضع كذلك".

وتعتزم فيزر استقبال مسؤولين من مؤتمر وزراء الداخلية (المحليين للولايات الألمانية) وكذلك من المنظمات المحلية خلال قمة عن اللاجئين بالعاصمة الألمانية برلين يوم الخميس القادم، ومن المقرر أن يتم تناول موضوع الحد من تدفق الهجرة غير الشرعية إلى ألمانيا خلال هذه القمة أيضا. 

وفي اجتماعهم الأخير اتفق زعماء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بعد اجتماع استمر يومين، على سلسلة من الإجراءات تهدف لتقليل عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون لدول التكتل.

يأتي ذلك في محاولة لمنع الهجرة غير الشرعية القادمة من دول إفريقيا والشرق الأوسط، وتقليل المخاوف إزاء ارتفاع عدد طالبي اللجوء الوافدين من دول البلقان الغربية. 

وتتضمن الإجراءات المتفق عليها تعزيز المراقبة من خلال زيادة الكاميرات وأبراج المراقبة لحماية الحدود مثل التي بين بلغاريا وتركيا، وتسريع أكبر لإجراءات ترحيل من رفضت طلبات لجوئهم والتعاون مع شركاء خارج الاتحاد لمنع قدوم المهاجرين، وتعزيز التضامن بين دول الاتحاد في تدبير عملية انتقال اللاجئين بينها.