زلزال شرق المتوسط يزيد حدة العداء نحو اللاجئين السوريين بتركيا

زلزال شرق المتوسط يزيد حدة العداء نحو اللاجئين السوريين بتركيا

أثار الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا يوم 7 فبراير الجاري، استياء بعض الأتراك تجاه ملايين اللاجئين السوريين في البلاد الذين يحمّلهم البعض -دون دليل- مسؤولية عمليات النهب التي جرت وسط الدمار والفوضى في المناطق المتضررة من الزلزال.

واتهم عدد من الأتراك في المناطق التي ضربها الزلزال السوريين بسرقة المتاجر والمنازل المتهدمة.

وعلى تويتر، جرى تداول شعارات مناهضة لسوريا مثل: "لا نريد سوريين"، و"يجب ترحيل المهاجرين"، و"لم تعودوا محل ترحيب"، وفق وكالة فرانس برس.

وبات مئات الآلاف بلا مأوى، وانتظروا لعدة أيام في بعض المناطق للحصول على الطعام ودخول مراكز الإيواء المؤقتة. 

وأفاد سكان وعمال إغاثة بوقوع عمليات نهب، وتوقف عدد من فرق الإغاثة الأجنبية عن العمل لفترة وجيزة بسبب تدهور الوضع الأمني.

وقال سوريون صاروا بلا مأوى بسبب الزلزال، إنهم طردوا من مخيمات الطوارئ.. وفتح سوري ملجأ في مدينة مرسين لأبناء وطنه فقط بعد أن واجهوا إهانات عنصرية.

وقال شاب سوري طلب عدم نشر اسمه: "توقفنا عن الذهاب إلى مواقع الإنقاذ لمتابعة الموقف لأن الناس بدؤوا بالصراخ علينا ودفعنا عندما سمعونا نتحدث العربية.. يتهمنا الناس بالنهب طوال الوقت، ولكن هذا فقط من أجل إثارة الشقاق".

وفي وقت سابق، أعلن وزير العدل التركي، عن اعتقال 48 شخصا بتهمة النهب، دون أن يوضح جنسياتهم، وتعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بالتعامل بكل حزم مع اللصوص.

تركيا لن تسمح بتدفق اللاجئين السوريين

في السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا لن تسمح بتدفق جديد للاجئين من سوريا بعد الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي.

وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي بأنقرة، الاثنين: "مزاعم أن ثمة تدفقا جديدا للاجئين من سوريا إلى تركيا بعد الزلزال غير حقيقية، لن نسمح بذلك، هذا أمر لا نقاش فيه"، وفق وكالة رويترز.

جاء ذلك في سياق تعليق جاويش أوغلو على مزاعم أن السوريين يتدفقون إلى داخل تركيا عقب زلزال وقع الاثنين الماضي، بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر وتسبب في مقتل أكثر من 37 ألف شخص في البلدين حتى أمس الاثنين، في حصيلة غير نهائية.

وقال وزير الخارجية التركي إن المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة يجري توصيلها من خلال معبر باب الهوى الحدودي، وإن تركيا مستعدة لفتح معبرين حدوديين جديدين من منطقة كلس بعد الزلزال.

وأردف: "جميع هذه المعابر الحدودية من أجل المساعدات الإنسانية، ولا يعني ذلك أن السوريين قادمون إلى تركيا من خلال هذه المعابر".

ملايين اللاجئين

ويوجد في تركيا نحو 3.7 مليون لاجئ غالبيتهم العظمى يعيشون في المدن، لكنهم باتوا يخشون أن تتم إعادتهم إلى بلادهم، خاصةً بعد التحول الأخير في موقف تركيا من نظام بشار الأسد وإبداء الاستعداد للحوار وتطبيع العلاقات معه.

وسبق أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطة لإعادة مليون ونصف المليون لاجئ سوري على أساس طوعي، فيما تتعهد أحزاب المعارضة بإعادة جميع السوريين بالتنسيق مع الأسد والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حال فوزها في الانتخابات المقبلة.

وكشفت تقارير تركية، عن أن عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا الأراضي التركية وتوجهوا إلى الدول الأوروبية خلال الفترة الأخيرة بلغ ما يقرب من 25 ألف سوري، منهم 10 آلاف غادروا عبر الأمم المتحدة من خلال سياسة إعادة التوطين و15 ألفا عبر التهريب.

وأوضحت، أن سبب إقبال السوريين على مغادرة تركيا هو تصاعد الخطاب المناهض للاجئين في الشارع التركي ومن جانب أحزاب المعارضة، والقيود على الإقامة والحركة والصعوبات الاقتصادية.

واشتكى العديد من اللاجئين السوريين في تركيا، سوء المعاملة وارتفاع نبرة العنصرية، وتغذية أحزاب المعارضة -وعلى رأسها حزبا الشعب الجمهوري والنصر- المشاعر العنصرية ضد اللاجئين السوريين، سعياً لتحقيق مكاسب في حملاتها الانتخابية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية