مدارس اللاذقية تحولت لمراكز إيواء للناجين من الزلزال

الأهالي يبحثون عن بدائل للدراسة

مدارس اللاذقية تحولت لمراكز إيواء للناجين من الزلزال

تحولت مدارس محافظة اللاذقية السورية عقب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير الجاري إلى مراكز إيواء لعشرات الآلاف، الأمر الذي دفع الأهالي للبحث عن بدائل لدراسة أبنائهم، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وأكد مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل، أن عدد المدارس في محافظة اللاذقية يبلغ 1200 مدرسة، وقد أجرت لجان السلامة الكشف على عدد كبير من المدارس المتضررة من الزلزال وتبين وجود أضرار مختلفة في 250 مدرسة، ولكن هناك أكثر من 100 مدرسة تعرضت لأضرار كبيرة ما يستوجب هدمها، باعتبار أن عددا كبيرا من مدارس اللاذقية عمرها أكثر من 40 عاما وهذا يؤثر على بنيتها الإنشائية، لذلك كانت نسبة تضرر المدارس عالية.

وأوضح أبو خليل أن مدارس محافظة اللاذقية تضم أكثر من 268 ألف تلميذ ونتيجة الازدحام في المدارس فإن نحو 75% من مدارس اللاذقية تعتمد دوامين للدراسة صباحاً ومساءً.

وقال: "إننا نطالب كل المنظمات والهيئات الدولية وغيرها بتقديم المساعدة العاجلة لقطاع التربية في المناطق السورية التي تضررت جراء الزلزال".

وأضاف أنه بعد نزوح أكثر من 100 ألف شخص من منازلهم لم يكن أمام هؤلاء سوى المدارس التي تم تحويلها إلى مراكز إيواء، والتي يبلغ عددها 22 مركزا، ما يعني الضغط على العملية التربوية بسبب خروج مدارس عن عملية التدريس، وأحياناً لا توجد مدرسة في حي أو قرية بعد تحويلها لمراكز إيواء.

هذا الواقع أصبح يؤرق أبناء المحافظة مع إغلاق المدارس والاكتظاظ التي تشهده المدرسة المفتوحة؛ الأمر الذي يدفع الكثيرين وخاصة أبناء المدينة ممن لديهم منازل في الريف للمغادرة للحفاظ على تدريس أولادهم.

ويقول حسام حسن، وهو موظف ويعيش في حي شعبي شمال غرب مدينة اللاذقية: "القائمة التي أعلنت بموجبها مديرية التربية اللاذقية إعادة افتتاح المدارس، ليست من بينها المدرستان اللتان يدرس بهما أولادي فقد تضررت الأولى بسبب الزلزال والثانية تحولت إلى مركز إيواء، الأمر الذي سوف يغير ترتيب حياتي لجهة دوام أولادي المدرسي (صباحي ومسائي)، وهذه حالة آلاف من الأهالي، إضافة إلى تحملي أعباء مالية تعادل نصف راتبي في حال تم نقلهم إلى مدرسة داخل المدينة وما يرافقه من آثار على التلاميذ".

ودعا حسن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والدول التي قدمت مساعدات لسوريا لأن تقدم مساعدات عاجلة لقطاع التربية لإعادة بناء ما هدم وتضرر من مدارس لأن التعليم هو مستقبل البلاد.

ويضيف مازن أحمد، بأن لديه أولادا في الشهادة المتوسطة والثانوية وأمام هذا الازدحام للطلاب في المدارس “أصبح استيعاب الطلاب صعبا لذلك أريد الانتقال إلى قريتي التي تبعد حوالي 25 كم عن اللاذقية ما يكلفني عبء المواصلات يوميا”.

ويرى همام علي، أن آثار الزلزال طالت الجميع بشكل مباشر وغير مباشر مئات المدارس دمرت أو تضررت بنسبة متفاوتة وعملية البناء والصيانة ربما لا تنتهي قبل نهاية العام الحالي وهو ما يعني ضياع عام دراسي كامل على أولادنا.

وطلب الأستاذ بجامعة تشرين الدكتور عزيز أسعد من السلطات السورية إيجاد مكان للنازحين من بيوتهم وإخلاء المدارس فورا، وإيلاء أهمية لعملية ترميم المدارس.

وقال أسعد: "أعيش في قرية سطامو جنوب شرق مدينة اللاذقية التي شهدت انهيار 13 بناية وسقوط قتلى وجرحى و70% من المباني غير آمنة والمدرسة الوحيدة في القرية تحولت إلى مركز إيواء، لم نتحدث عن المساعدات التي وصلت إلى سوريا ولم نشاهد منها شيئا وتوزيع كمية قليلة من قبل الهلال الأحمر السوري.. نريد إعادة التلاميذ إلى مدارسهم".

وكان وزير التربية السوري الدكتور دارم طباع أعلن في اليوم الأول من حدوث الزلزال أن عدد المدارس المتضررة بلغ 248 مدرسة حتى الآن منها 71 مدرسة في محافظة حلب و50 مدرسة في محافظة اللاذقية و27 مدرسة في محافظة حماة و99 مدرسة في محافظة طرطوس ومدرسة واحدة في ريف إدلب.

وقبل أيام، أعلن مدير التخطيط والتعاون الدولي بوزارة التربية، أن عدد المدارس المتضررة جراء الزلزال تجاوز 1400 مدرسة في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

أكبر كارثة طبيعية

اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الزلزال الذي خلّف أكثر من 46 ألف قتيل في تركيا وسوريا هو "أكبر كارثة طبيعية خلال قرن" تضرب بلدًا واقعًا ضمن منطقتها الأوروبية.

قال مدير الفرع الأوروبي للمنظمة هانس كلوغه: "نحن شهود على أكبر كارثة طبيعية في منطقة الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية خلال قرن وما زلنا نقيّم حجمها".

أضاف: "التكلفة الحقيقية لم تُحدّد بعد وسيستغرق التعافي منها والشفاء منها وقتًا وجهدًا هائلَين".

وذكّر بأن نحو 26 مليون شخص "يحتاجون إلى مساعدة إنسانية" في تركيا وسوريا.

في 6 فبراير الجاري، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.8 درجة، أعقبه مئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

وقد ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 46 ألف شخص بين البلدين في حصيلة غير نهائية، وسط استمرار عمليات الإنقاذ ومحاولة العثور على أحياء رغم تضاؤل الآمال.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية