دول العالم تتفق على 307 تعديلات على اللوائح الدولية لـ"الصحة العالمية"
دول العالم تتفق على 307 تعديلات على اللوائح الدولية لـ"الصحة العالمية"
قالت منظمة الصحة العالمية، إن حكومات العالم اتفقت على طريقة للمضي قدما في تحديث لوائح تفشي الأمراض قبل الاجتماعات لصياغة مبادئ توجيهية عالمية جديدة لمواجهة الأوبئة.
ونقل الموقع الرسمي للمنظمة عن أشلي بلومفيلد، (نيوزيلندا)، الذي يشارك في رئاسة مجموعة العمل المعنية بتحديث اللوائح الصحية الدولية لمنظمة الصحة العالمية لعام 2005، والتي اختتمت الجولة الأخيرة من المناقشات يوم الجمعة، إن هناك عمليتين متكاملتين: جعل العالم أكثر أمانًا من الأمراض المعدية، وضمان الاستجابات العادلة لتهديدات الصحة العامة.
وقال بلومفيلد: "إن الجهود المبذولة لتحديث اللوائح الصحية الدولية وصياغة اتفاق بشأن الوباء تشترك في عدد من الموضوعات المشتركة، بما في ذلك أهمية المساواة في الوصول إلى الصحة والتعاون وبناء القدرات"، وإنه "من المهم أن يكون هناك اتساق ومواءمة عبر العمليتين".
وجاء ما مجموعه 307 تعديلات على اللوائح الصحية الدولية لمنظمة الصحة العالمية استجابة للتحديات التي شكلتها جائحة كوفيد-19.
يذكر أنه حتى يوم الثلاثاء الماضي، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن ما مجموعه 757,264,511 حالة مؤكدة، بما في ذلك 6850594 حالة وفاة، منذ بداية الوباء في عام 2020.
وقال بلومفيلد: "أظهر لنا كوفيد-19 أن وجود مجموعة جيدة وقوية من اللوائح الصحية الدولية أمر ضروري، وأظهر أين يجب تحسين اللوائح الحالية".
وأضاف: "خلال جلسة مجموعة العمل التي استمرت أسبوعًا، ركزت الحكومات ركزت على جعل بلدانها، والمجتمع الدولي، أكثر استعدادًا لحالات الطوارئ المستقبلية، كما شددوا على أهمية تعزيز بناء القدرات، وخاصة في البلدان منخفضة الدخل، الحصول على المنافع الناشئة عن تقاسم مسببات الأمراض، الوصول العادل إلى التدابير الطبية المضادة، وتعزيز التعاون وتبادل المعلومات".
وقال بلومفيلد: "لقد أبرز الوباء المستمر أهمية عمل البلدان معًا بشكل تعاوني، ودعم منظمة الصحة العالمية في عملها الحيوي، لجعل العالم أكثر أمانًا.. لهجة المناقشات والتقدم المحرز خلال اجتماع هذا الأسبوع يظهران بوضوح أن البلدان تدرك المسؤولية التي تقع عليها لضمان نجاح هذه العملية".
من جانبه، قال نائب وزير الصحة السعودي والرئيس المشارك لمجموعة العمل، عبد الله م. عسيري، إن عضوية منظمة الصحة العالمية المكونة من 194 دولة هي "في المقعد الدافع" لعملية تعزيز اللوائح الحالية.
وقال: "اللوائح المحدثة ستمكن العالم من اكتشاف حالات تفشي المرض مبكرًا بشكل أفضل ومنعها من التطور إلى حالات طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا.. يتعلق الأمر بتعزيز قدرتنا الجماعية على القيام بذلك وحماية الجميع بشكل أفضل".
وقد حددت لوائح عام 2005 نُهجًا والتزامات متفقا عليها للدول للاستعداد والاستجابة لتفشي الأمراض وغيرها من المخاطر الصحية العامة الحادة، ومن المقرر أن تجتمع مجموعة العمل مرة أخرى في أبريل لمواصلة المناقشات.
وستبدأ الحكومات، غدا الاثنين في التفاوض بشأن صياغة وثيقة منظمة الصحة العالمية بشأن الوقاية من الجائحة والتأهب والاستجابة لها يشار إليها باتفاقية مكافحة الوباء، وستكون "المسودة الأولى" للاتفاقية محور المناقشات خلال الجلسة التي تستمر أسبوعًا.
وجاءت الدعوات للعمل على صياغة الاتفاقية عقب الجلسة الخاصة لجمعية الصحة العالمية في ديسمبر 2021، بعد شل المجتمع الدولي في إظهار التضامن والإنصاف في مواجهة جائحة فيروس كورونا.
خطوات الصحة العالمية
اللوائح الصحية الدولية، الصادرة في عام 1951، سبقت اللوائح التاريخية لمنظمة الصحة العالمية لعام 2005، ويتبع كلاهما أكثر من قرن من الخطوات الصحية العالمية، التي يعود تاريخها إلى المؤتمر الصحي الدولي الأول، الذي عقد في باريس عام 1851، والذي صاغ لوائح الحجر الصحي لوقف انتشار الكوليرا والحمى الصفراء وغيرها من الأوبئة القاتلة في ذلك الوقت.
وفي الجلسة العلمية الأولى من نوعها للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عقدت في أوائل فبراير، دعا علماء الأوبئة والباحثون إلى نظام عالمي للإنذار بالجائحة.
تضمنت الاقتراحات إقامة تعاون رقمي عالمي جديد يتألف من شبكة من الباحثين المتصلين من خلال منصة علم بيانات مفتوحة المصدر قادرة على القياس الكمي والنمذجة، وفي النهاية حل أي مشكلة مناخية وصحية على أي نطاق.