ماليزيا: إجلاء 44 ألفاً و800 شخص من منازلهم بسبب الفيضانات العارمة
ماليزيا: إجلاء 44 ألفاً و800 شخص من منازلهم بسبب الفيضانات العارمة
أعلنت السلطات الماليزية، اليوم الأحد، ارتفاع عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من منازلهم بسبب الفيضانات العارمة الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة إلى 44 ألفا و800 شخص، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وذكرت شبكة "تشانيل نيوز آشيا" في نشرتها الناطقة بالإنجليزية أن ولاية "جوهر" تعد الأكثر تضررا من الفيضانات العارمة، مشيرة إلى أنها سجلت أعلى معدل لهطول الأمطار خلال أربعة أيام منذ عام 1991.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة، اليوم الأحد، أنها ستراقب حالات الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه بعد الفيضانات وخاصة التسمم الغذائي.
وقالت وزيرة الصحة زليخة مصطفى: "سنحشد أيضا فرقا أخرى لأعمال التنظيف، لا سيما في المرافق الصحية المتضررة من الكارثة".
ومن المقرر أن تشمل هذه الأنشطة أعمال للوقاية من الأمراض المعدية وإنشاء عيادات متنقلة لتقديم العلاج الفوري لضحايا الفيضانات.
أمطار غير مسبوقة
وتعد الفيضانات ظاهرة سنوية في ماليزيا بسبب الرياح الموسمية الشمالية الشرقية التي تجلب الأمطار الغزيرة من شهر نوفمبر حتى شهر مارس.
وتواجه ماليزيا موسماً شهد أمطاراً غير مسبوقة منذ نوفمبر الماضي.
في 2014 أجبرت أسوأ فيضانات في تاريخ البلاد 118 ألف شخص على الفرار من منازلهم.
ورأت رئيسة منظمة أصدقاء الأرض في ماليزيا، لميناكشي رامان، أن مستوى هطول الأمطار "غير عادي" في هذا الوقت من العام.
وأكدت أن إزالة الغابات والقضاء على المناطق الطبيعية عاملان مسؤولان عن تآكل التربة ويؤديان إلى فيضان الأنهار خلال فترات هطول الأمطار الغزيرة، وحذرت وكالة الأرصاد الجوية الماليزية من أن هطول الأمطار قد يستمر حتى إبريل.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.