مقتل 13 شخصاً في فيضانات ضربت منطقة الزلزال بتركيا
مقتل 13 شخصاً في فيضانات ضربت منطقة الزلزال بتركيا
قُتل 13 شخصا على الأقل، الأربعاء، نتيجة فيضانات في منطقتين جنوب شرق تركيا متضرّرتين بزلزال 6 فبراير المدمر، على ما أفادت به وسائل الإعلام التركية.
وهطلت أمطار غزيرة على المنطقة مساء الثلاثاء وتتوقع خدمة الأرصاد الجوية أن تستمر حتى وقت متقدّم مساء الأربعاء.
ولقي 11 شخصا حتفهم في مدينة شانلي أورفا، على مسافة نحو 50 كيلومترا شمال الحدود السورية.
وقتل شخصان آخران، من بينهما طفل يبلغ عاما، في محافظة أديامان المجاورة التي شهدت أيضا أمطارا غزيرة.
وقال مكتب حاكم شانلي أورفا إن الفيضانات وصلت أيضا إلى الطابق الأرضي لأحد المستشفيات الرئيسية في المنطقة.
وفي مواجهة انتخابات صعبة في 14 مايو، يواجه الرئيس رجب طيب أردوغان غضبا شعبيا على استجابة حكومته لأكبر كارثة طبيعية في فترة حكمه المستمرة منذ عقدين.
أمضى أردوغان الأسابيع القليلة الماضية يقوم بجولات في المنطقة المتضررة والتقى ناجين ووعد بإعادة بناء كل المنطقة في غضون عام.
وقال أردوغان لأعضاء حزبه الحاكم في خطاب أمام البرلمان، الأربعاء، "بحلول نهاية العام المقبل، سنبني 319 ألف منزل".
عمليات البحث والإنقاذ
وتابع: "بالإضافة إلى عمليات البحث والإنقاذ والمساعدات الطارئة والمآوي المؤقتة التي قدمناها حتى الآن، لدينا وعد لأمتنا بإعادة إعمار المدن التي دمرها الزلزال في غضون عام".
وأرسل أردوغان وزير داخليته إلى المنطقة التي اجتاحتها الفيضانات للإشراف على استجابة الحكومة.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو للصحفيين: "هناك حاليا 10 فرق مؤلّفة من 163 شخصا يقومون بعمليات البحث والإنقاذ على امتداد 25 كيلومترا".
وأضاف: "هناك أيضا غواصون.. لكن الظروف الجوية لا تسمح بفعل الكثير".
وأظهرت صور التقطت الأربعاء طرقا في شانلي أورفا غطتها سيول بنية جرفت سيارات وشاحنات.
وأظهر مقطع فيديو صوّر في محافظة ملاطية المجاورة لأديامان، المياه ترتفع حول الخيم البيضاء حيث يعيش مؤقتا ناجون من الزلزال الذي أسفر عن مقتل 48,500 شخص وفقا لآخر حصيلة نشرتها السلطات التي أشارت أيضا إلى أن 13,5 مليون شخص تضرروا جراءه.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.